يعطيك العافيه مشرفتنا نونا .... المواقف كثيرة ... وكثير منها علق بالذاكرة بشتى تصنيفاتها ....


تاريخ 4 / 10 / 1431 هـ حصل امامي حادث مروع على طريق الرياض للقادم من المنطقة الغربية ... سيارة جيمس انقلبت ... ومات الاطفال والخادمة وبقي الام والاب فقط ... يصارعان الموت ولا اعلم عن حالهم ... اذكر الجثث البريئة عندما كنت اضعها على فراش وارفع الغطاء كالستارة وقاية لها من لهيب الشمس وحرارة الشارع في انتظار الهلال الاحمر ... لازلت اذكر واشم رائحة الدماء واحتراق العجلات ... كانت رائحة الموت حاضرة ...


عندما كانت والدتي مريضة بمرض يصنف بالخطير والقاتل ... وبعد خوضها لكثير من البرامج العلاجية المؤلمة .. كنا امام خيارين بعد مشيئة الله ... اما الشفاء تماما ولايحدث هذا الا اذا تقبل جسمها للعلاج واما ان نكون في انتظار وفاتها بعد مشيئة الله... بإختصار ان لم يتفاعل جسمها مع العلاج فانه لايوجد حل الا الموت ... سبحان الله ...
كان موعد نتائج التحاليل نرى ارقامه في نومنا كالكابوس ... كان يوما رهيبا ومخيفا ... كنت اتمنى قدوم ذلك اليوم ولااتمنى قدومه ... تختلط العواطف والاحاسيس .. كنت انظر الى وجه والدتي والى يديها وكنت اقول في نفسي هل سيكتب الله لك حياة جديدة او انني لن اراك ثانية ... ( لا احب ان اعبر عن احاسيسي بشكل كامل على النت )...
وجاء الموعد .. وتوجهنا للطبيب المعالج بعد الله ... كان برفقتي والدتي ... وكان جوالي لايكف عن الرنين ... اتصالات من ابناءها وبناتها في ارجاء المملكة ... جلسنا على الكرسي ... نظر لنا طبيب وقال مبروووووك والدتنا سليمه وتقبل جسمها للعلاج ... واوصانا بالعودة بعد ستة اشهر لعمل تحاليل اخرى تاكيديه وللمتابعة .. وفعلا وبعد الستة اشهر اظهرت التحاليل سلامة الجسم كاملا ... ولله الحمد ..


موقف لن انساه ... وهو عند استلامي لوثيقة تخرجي من الجامعة قبل سنين طويلة ... كانت الوثيقة بيدي ... والمشاعر غريبة ... كنت اقترب من باب الجامعة الرئيسي وكنت اقول في نفسي خطوات وانتهي من مرحلة مهمه في حياتي ... كانت الوجوه كثيره حولي ... وكانت نظراتي ترقب ذاك الباب العملاق ... اقتربت منه كثيرا ... وقفت بمحاذاة الباب .. ادرت وجهي لمباني تلك الجامعة تأملتها كثيرا .... كنت اعرف انني عندما ارحل لا اعود ... ولو اردت اكمال دراساتي فلن تكون هذه الجامعة اختياري .. وهذا ماحصل فعلا ...

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: