أخي العزيز المبدع محمد ...
عذرا على التأخير ...
-كيف وجدت نيوزيلندا؟
- لا بأس .. ، ولكني لم أكن أتوقع أن أجد كل هذا.
- أتقصد .. الشباب و(أبوحاتم)؟
- تقريبًا ... وكذلك (رز أبوكاس) و(الذبيحة المعلقة)، بل حتى (شطة كريستال).!
هذي عاداتنا مانخليها .... أذكر أن هناك مجموعة من الشباب ذهبوا لقضاء إجازتهم في مصر قبل عدة أعوام وأخذوا معهم صندوقا لحفظ الأطعمة أثار إندهاش موظفي المطار حيث كان مليئا بلحم الحاشي الطازج !!!
وعندما وصل ناحيتي، نظر إلي يتفحصني بعينيه الذكيتين المختبئتين خلف زوج من العدسات اللاصقة
هل هي فراسة أم كانت عدسات ملونة باللون الأزرق؟
هل تعرف يا (محمد) من أول ما وصلت هنا،منذ أكثر من سنتين وحتى ألان، مررت بثلاث حالات لكي أتكيف مع الجو المحيط بي.
المرحلة الأولى:
عندما وصلت هنا كنت منبهرًا بكل شيء، بطريقة القيادة، بالنظام المتبع هنا، بلطف الشعب، بالطبيعة ، بل حتى برائحة المكان والأصوات المنبعثة من كل مكان، لقد عشقت هذا المكان حتى الثمالة. كنت أقارن بين احترام الأنظمة وشعبها المنظم، وبين الفوضى في بلدي، وعدم احترام الأنظمة، ومراعة الآخرين. كنت أعتقد أني لن أعاني من أي مشاكل في العيش هنا، فكل شيء رائع وممتع للغاية، كنت غارقًا حتى أذني في (الحماسة). حتى بدأت المرحلة الثانية؛
المرحلة الثانية:
بعد مدة من الزمن، بدأت أشعر بالملل، فلم تعد أجد الحماسة في الأشياء التي كانت تثيرني سايقًا، وبدأت في المقارنة بين ما أراه هنا وبين ما عشته في بلدي، وكيف أن هناك أمور لا أتقبلها دينيًا وعقليًا وقد نشأت عليها، كالعفة والطهارة، أراها تنتهك يوميًا أمام ناظري. وانهارت القشرة الرقيقة من الحماسة عندما بدأت أدقق في خلفية هذه الحضارة الباهته، وبين حضارتنا العميقة. وافتقد كل حس فكاهي لدي، وبدأت المشاكل الصغيرة تكبر في نظري، فعندما تتعطل سيارتي أغضب على هذا البلد وأهله، وفي دورتي الدراسية اصب جام غضبي على مكتب التسجيل على أشياء تافهة، وكنت أعاني من إغلاق المحلات بعد السادسة مساءًَ, كنت أخوض دوامة (الصدمة الحضارية)، التي وللأسف استمرت لمدة حتى انتشلتني المرحلة الثالثة منها؛
المرحلة الثالثة:
والتي بدأت عندما حاولت أن (أتفهم) هذه الثقافة، وكيف أنها (منطقية) بعض الشيء، بالنسبة لهم، وبدأت أفرق بين ( أنا ، وهم) ، وأصبحت قراءة الآخرين أسهل قليلاً، خصوصًا عندما تفهم المنطق الذي يتحركون منه، وقررت بأني مادمت هنا فيجب أن أستفيد بقدر ما يمكن، ...
إختزال و إختصار لحصيلة غربة و تجربة مفارقة الأوطان...
عندما توجهت لغرفتي التي يلفها الظلام، أشعلت ضوء الغرفة وغمر النور أرجاءها، تذكرت كم كنت غارقًا في ظلامٍ دامس عند وصولي لهذه المدينة، وأن معرفتي بـ (أبو حاتم) و(وليد) وبقية الشباب كان النور الذي أضاء طريقي، وبدد كل أثر أحدثه الظلام الذي انتشر بين أضلعي.
ألهذه الدرجة من الإحباط كان شعورك ؟
ملحوظة (1): في هذه القصة حاولت أن أجرب أسلوبًا جديدًا ... أسميته (عدة أشخاص يتحدثون) أتمنى أن يروق لكم.
دعني اقول لك بأن هذا الأسلوب أعجبني و راق لي ... ولكن أتمنى أن تكون دقيقا في وصف أحاديث الآخرين ... فصدقني هناك من سيبني عليها آراءاً وأشياء أخرى !!!
بالرغم من تأخري، وانتظاري الذي طال، إلا إنّي كنت منتشيًا وأنا أتأمل وأنصت مستمتعًا بصوت قطرات المطر، وأصغي لغناءها الجميل، الذي يبعث في داخلي رجفة لذيذة،
المطر وهل هناك أجمل منه ؟
وجد عيناي تتوجه ناحية مظلته، وأنا أجري حساباتي بسرعة، كانت مظلته كبيرة نوعًا ما، لذا مشيت معه تحتها، كانت العيون ترقبنا بشك وتعجب!، فمن المألوف أن تجد امرأتان أو رجل وامرأة تحت مظلة واحدة، أما أن تصادف رجلان .. وتحت مظلة واحدة، سيكون هذا دافعًا لا بأس به للحكم بميولهما ... !!
وملامحكما أيضا متقاربة!
فسأقضي مع من بالداخل مدة لا بأس من حياتي، ولابد أن أترك انطباعًا حسنًا ... يدوم للأبد!
هذا هو المهم في نظري على الأقل ... وانا أوافقك على الإهتمام بكل إنطباع أولي.
بل .. لقد اشتقت لك عندما تغضبين!
كم هو رومانسي ... هل لو كان واحدٌ منا سيشعر بذلك؟
إذن أنت سعودي! ومسلم، جيد .. يبدو أنك ستكون مثار جدلٍ لا بأس به، وسأكون مستعدًا لذلك.
أظن أن كل سعودي الآن محط ومثار تساؤلات و جدل ... ياناس يابشر ... نحن مثلكم !
أنت مسلم، أليس كذلك؟ سمعت أنكم يمكنكم الزواج من أربع نساء، هل هذا صحيح؟
لا اظن أن هناك طالب مسلم درس في في الخارج لم يُسأل هذا السؤال !
أنه يبدو سعيد بمثل هذا السؤال
يبدو أنك كنت مترقبا لسؤال من هذا القبيل !
الذي يروق لي نوعًا ما، فلديه حس فكاهي جميل،
هي صادقة فلديك هذا الحس.
الزواج من أربع هو مسألة ثابتة في ديننا، وبغض النظر عن العلة أو الأسباب، فأنا كمسلم مطلوب مني أن ألتزم بأوامر الله، سواء وافقت هواي أو لم توافقه،
إختصار جميل لمبدئ كبير وقوي.
إن من أساسيات الحوار حول موضوع معين، أن يتكون لديك على الأقل معرفة بالموضوع الذي تتحدث عنه، أليس كذلك؟
أسلوب أكثر من رائع لجذب الأنتباه أكثر و أيضا لتوضيح عمق المسألة.
وقبل أن تغرقني بأسئلتك التي تتراقص بين شفتيك، أليس من الأولى أن تتعلم الأسس التي يقوم عليها ديني؟ فليس من المعقول أن أتُعب نفسك في شرح معادلة رياضية معقدة لطالب لم يتقن عمليات الجمع والطرح بعد، ألست معي في ذلك؟
الله عليك ,,,
صدمني هذا القول، وهز أركاني، فعندما تنشأ في مجتمع يؤمن بالله بشكل كامل، وتأكل وتشرب وأنت تؤمن إيمانًا جازمًا بألوهية الله عز وجل، ومن ثم تفاجأ بنكران وجحود كهذا، ستكون صدمتك عنيفة بلا شك.
هي صدمة مؤثرة لكل من يؤمن بألوهية و وحدانية الخالق جل علاه ...
واصل فنحن نعشق المتعة !!!
بإنتظارك...
المفضلات