التوبة أهم طرق استقبال رمضان

في محاضرة عن فضائل الشهر الكريم.. الشيخ صبحي الكتاف:

التراويح وتلاوة القرآن والبذل والصدقات عبادات مشروعة
الدوحة - الراية : القي فضيلة الشيخ صبحي الكتاف الباحث الشرعي بالشبكة الاسلامية والامام والخطيب بوزارة الأوقاف محاضرة بعنوان فضائل رمضان وخصائصه وذلك بجامع محمد بن عبدالرحمن الزمان رقم 60 بالسلطة القديمة.

وقال الشيخ ان شهر رمضان شهر الخيرات والبركات ومنها (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين) وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة وفي بعض الروايات تقييد التصفيد والغل بمردة الشياطين ، فاختلفت أنظار العلماء في شرحه وبيانه فمنهم من قال: إن التصفيد خاص بمردة الشياطين دون غيرهم تقليلا للشر في هذا الشهر، وقال بعضهم: إن هذا الفضل إنما يحصل للصائمين الصوم الذي حوفظ علي شروطه، وروعيت آدابه.

وقال الشيخ إن دخول هذا الشهر الكريم لا يثبت إلا بأحد أمرين (الأول: رؤية هلال رمضان. فيثبت الشهر بذلك بإجماع المسلمين ، لقول الله تعالي: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا (متفق عليه) كما ويكفي في ثبوت الرؤيةإخبار عدل واحد من المسلمين برؤيته له، والأمر الآخر: الذي يثبت به دخول شهر رمضان ، إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما. وعن استقبال رمضان قال: يشرع استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة إلي الله من الذنوب والخطايا، ورد المظالم إلي أهلها، ثم إن أعظم العبادات في هذا الشهر الكريم هي عبادة الصيام، وصيام رمضان رابع أركان الإسلام يقول النبي صلي الله عليه وسلم: بني الإسلام علي خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت).

ومن فوائد الصيام العظيمة في الدنيا والآخرة أنه سبب لحصول التقوي قال تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وهو وقاية للمسلم من الذنوب، ووقاية من عذاب الله (الصيام جنة وحصن حصين من النار) وبالصوم تضيق مجاري الشيطان، وتخف دواعي الشهوة التي تردي صاحبها ، الصوم سبب لإجابة الدعاء ،والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه متفق عليه.

ومن ذلك أيضا أن جميع الأعمال جزاؤها الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة، إلا الصوم فإن الله سبحانه أضافه إلي نفسه وتولي سبحانه جزاءه بغير حصر. يقول النبي صلي الله عليه وسلم ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).

الصائمون لهم باب يخصهم من أبواب الجنة لا يدخل معه أحد غيرهم، يقال له باب الريان، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون ) فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق، فلم يدخل منه أحد )

هذا وإن هناك أمورا تنافي حقيقة الصوم وتبطله، يجب علي الصائم البعد عنها. وهناك أمور تنافي كمال الصوم وتجرحه، وتنقص ثوابه، يجب تركها كل وقت، ويتأكد ذلك في رمضان، لحرمة الزمان ومن هذه المبطلات: قسم مجمع علي كونه مفسدا للصوم، وهو ثلاثة أمور الأكل والشرب والجماع، في نهار رمضان من العامد المختار، وقد أجمع المسلمون علي أن هذه الأمور الثلاثة مفطرة للصائم مفسدة لصومه، القسم الثاني من المفطرات: ما وقع فيه الخلاف بين العلماء هل يعد مفطرا أم لا ؟ ومنها الحجامة، وفي معني الحجامة التبرع بالدم، وما كان بمعني الأكل والشرب مما يحصل به غذاء البدن، كالإبر المغذية، وكحقن الدم في جسم الصائم، وكذلك أيضا الأدوية والعلاجات التي تؤخذ من الأنف أو الفم، لأنهما منفذان للجوف، ومن المفطرات أيضا: إنزال المني بشهوة، بنحو استمناء أو تكرير نظر، ومن تعاطي شيئا من المفطرات السابقة في نهار رمضان عامدا مختارا، وجب عليه المبادرة إلي التوبة والتضرع إلي الله عز وجل لعله أن يعفو عنه ويغفر له تلك الزلة. ومع التوبة يجب عليه صيام يوم مكان ذلك اليوم الذي أفطره.

ولا يفطر الصائم بنحو قلع سن أو دواء جرح وإن وجد طعمه في الحلق، ولا بخروج الدم من السعال أو الرعاف، أو الناسور أو الباسور، ولا يفطر أيضا بشم الطيب، ولا البخور، لكن ينبغي له التحرز من استنشاقه ، لأن له جرما ربما وصل إلي الجوف ،ويشرع للصائم كغيره السواك أول النهار وآخره ،

ومن الأعذار المبيحة للفطر في نهار رمضان، السفر، فإن المسافر مسافة قصر يشرع له الفطر، فإذا أفطر المسافر في سفره، لزمه القضاء بصيام يوم مكان كل يوم من رمضان أفطره في سفره، ومن الأعذار التي يختص بها النساء دون الرجال : الحيض والنفاس، فالحائض لا يجوز لها الصوم، ولا يصح منها لو فعلت، وهي آثمة بصومها حال حيضها، وذلك بالإجماع. ، والنفساء لها حكم الحائض ،ومن الأعذار التي يختص بها النساء أيضا، الحمل، والإرضاع، فإن الحامل أو المرضع إذا خافتا علي نفسيهما أو ولديهما جاز لهما الفطر.

ومن الأمور التي نبه عليها الشيخ : أن النية في شهر رمضان واجبة، ومنها أنه ينبغي للمسلمين أن يحرصوا علي السنة في تعجيل الفطور، لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )وفي تأخير السحور.

ومن العبادات المشروعة في هذا الشهر الكريم عبادة القيام، قيام الليل فإنه دأب الصالحين، وقد شرعه الله لنبيه صلي الله عليه وسلم ولأمته في كل أيام العام، بل كان واجبا عليهم ثم خفف الله عنهم، وصلاة الليل هي أفضل الصلوات بعد الفرائض ، والأصل في صلاة الليل أن تكون مثني مثني ثم يوتر بواحدة.

ومنها أيضا في هذا الشهر الكريم، تلاوة القرآن كتاب الله العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وشهر رمضان هو شهر القرآن: سورة البقرة الآية 185 (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًي لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَي وَالْفُرْقَانِ).

وقد كان للسلف أحوال يطول ذكرها مع القرآن في هذا الشهر الكريم، والمقصود هنا التنبيه علي أفضل ما يشرع من العبادات في هذا الشهر الكريم، وإن كان جنسها مشروعا في غير رمضان لكن فضلها في رمضان أكبر وأجرها أعظم.

ومما يشرع أيضا في هذا الشهر كثرة البذل والصدقات ، فإن هذا من سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم، ومما يشرع في هذا الشهر الكريم من العبادات الاعتكاف، والاعتكاف في اللغة : من العكوف، وهو بمعني الإقامة علي الشيء، ولزومه، وفي الشرع : التعبد لله عز وجل، بلزوم بيت من ييوت الله، من شخص مخصوص، علي صفة مخصوصة.

وقد صرح السيد حمد بن ناصر العيدة رئيس قسم الدعوة والإرشاد بإدارة الدعوة أن هذه المحاضرات تقام يوميا بمساجد الدولة وفي مختلف الأماكن بالإستعانة بأكثر من 35خطيبا وأماما من الأئمة العرب المشهود لهم بالعلم والقبول لدي الجمهور لإلقاء هذه الدروس بالمساجد المختارة التي تم التنسيق فيها مع إدارة المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتعم الفائدة علي كل ربوع البلاد.

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: