نعود الآن إلى حيث كنا
وصلت إلى مدينة سان دييغو عند الظهر كما اسلفت
مكثت اتجول في شوارعها لبعض الوقت
ومن ثم نزلت إلى أحد المقاهي في وسط المدينة
المدينة ليست كأخواتها لوس انجلس وسان فرانسسكو لا حجماً ولا صخبا
اعجبني هدوئها
لفت انتباهي خلال تناولي للقهوة وفي الجهة المقابلة لي متجر لبيع
القبعات على مختلف ألوانها وأشكالها
لا أعلم ماذا جذبني إليه، فما ان اتممت قهوتي حتى دخلته
خرجت بعدها وقد دفعت أكثر من مائة دولارا قيمة قبعةً واحدة
مهما تكن حريصاً، إلا تكن لك هفوةٌ هنا أو هناك لا أدعي أني من ذلك النوع من البشر، الحريص المرشد في الإنفاق
بل بالعكس أعتقد أن عندي شيء من التبذير ولكن فيما يستحق
إنما لا يعجبني أبداً أن أدفع مقابل سلعة لا استخدمها كهذه القبعة
عند عودتي إلى الديار أقنعت ابني بقبولها شارحاً له جودتها ومدى جمالها
أخذها مني شاكراً لي مثنياً عليّ مُقَبلاً رأسي
ثم إنه والله ما اعتمرها بعد ذلك قط
لندع الحديث عن القبعات جانباً الآن ولنكمل حديثنا عن هذه الرحلة
(يوجد قبعة للبيع لمن أراد الشراء)
تلوت دعاء الركوب والسفر ووضعت إحداثيات لاس فيجاس في جهاز الخرائط
وتوكلت على الله
كان مما اصْطَلحتُ عليه مع نفسي بالنسبة لما تبقى من مسار هذه الرحلة
هو أن أقوم بزيارة سان دييغو ثم لاس فيجاس فالوادي العظيم ومن ثم متنزه سيدونا في اريزونا
وبعد ذلك اتجه الى فلوريدا عابراً نيو مكسيكو وتكساس ماراً فيها بدالاس وهيوستن فولايات لويزيانا والمسيسيبي والاباما
ثم من بعد فلوريدا انعطف شمالا الى واشنطن ثم إلى نيويورك مرورا بفيلا دلفيا
إطمئنوا، هذا ما حدث تماماً
المفضلات