غلبة أسم دارين على تاروت:
ويروي الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم العبيد رحمه الله ، أن الجزيرة كانت تعرف بجزيرة دارين وليس بتاروت. وقد استند في ذلك إلى بعض الأقوال، منها ما ذكره الأستاذ حمد الجاسر: "ولكن الجزيرة عرفت بدارين التي كانت من أشهر موانئ شرق الجزيرة لأنها واقعة في رأس داخل في البحر تستطيع السفن بلوغها بسهولة بخلاف بلدة تاروت التي تحيط بها خلجان من البحر ليست عميقـة الميــاه . وفي دارين معلم تراثي، وهو منزل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أحد تجار اللؤلؤ المشهورين في الخليج، ولعل الاهمية التاريخية لهذا المعلم التراثي لاتكمن في المبنى ذاته بل في التل الذي يحتضنه المبنى. حيث عثر بجانبه على مسكوكات فضية، يعود تاريخا إلى فترة فجر الإسلام.
مقالة للأستاذ عبد الرحمن العبيد – بجريدة اليوم عدد الإثنين 7 رجب 1406هـ.
بعض المعالم التاريخية القديمةوتوجد في الجزيرة العديد من التلال الجيرية المغطاة بالطين والتي تأخذ شكل القمع ، ويضم التل حجرة الدفن ، وسقفها يتألف من كتل من الحجر الجيري وتقع هذه التلال في الجنوب الشرقي من الجزيرة على مقربة من ميناء دارين ، فقد عثر على مقابر تحيط بأضرحتها ملاط من الجبس ، وتتناثر حولها وعلى الأرض العديد من الكسر الحجرية من الا لباشير والا ستتايت ومرفأ دارين نفسه الذي يتمتع بشهرة تاريخية منذ القدم ، والذي كان من أهم الموانيء التجارية في الخليج يضم ثروة دفينة ، وتوجد على مقربة منه اكمات بدائية شاذة
التكوين ، يقول عنها الأهالي أنها كانت بقايا مدافن ، وقد التهمها العمران في الوقت الحاضر ، حتى يقال إن بلدة دارين الحديثة تستقر على أربع طبقات من المدن بعضها فوق بعض .
وجاء في القاموس المحيط
داري : ان دارين فرضة بالبحرين بها سوق يحمل إليها المسك من الهند .
من أسماءها (مسك دارين)
وقد تمتعت دارين بشهرة فائقة في العصور الخالية ، فكانت محط الأ نظار وطلاب الثروة ، وقد عاشت فترة رخاء وازدهار كبيرين ، إذ كانت السفن ترد إليها من الهند محملة بالتوابل والمنسوجات والسيوف الهندية والمسك والبخور والأحجار الكريمة والعاج والخشب الفاخر النادر ، ومن الصين محملة بالحرير والمنسوجات الحريرية والخضار ، ومن بلاد العرب الجنوبية محملة بالمر واللبان والبرود اليمانية والعاج الوارد إليها من سواحل افريقيا الشرقية ، ثم تعيد تصديرها إلى جميع أنحاء العالم ، ومنها كان أهل البادية وسكان أواسط شبه الجزيرة العربية يفدون إليها ، فيبتاعون معظم حاجاتهم فتمر قوافلهم عبر الدهناء في طريقها إلى الأحساء والقطيف ، ثم تعبر الجزيرة عبر المياه الضحلة وفي ذلك يقول أعشى همدان :
يمرون بالهناء خفافا عيابهـــــــــــــم *** ويخرجن من دارين بجر الحقائب

كما نتج عن نشاط تجار دارين ورحلاتهم الكثيرة إلى الهند أنْ نالت دارين شهرة مدوية في الأدب العربي، وارتبط اسمها بأجود العطور الآتية من الهند حتى أصبح مسك دارين نوتة شعرية يستعملها كل شاعر في شعره يشبه به طيب فم حبيبته، أو طيب شرابه، ومن ذلك قول ابن حمديس الأزدي الصقلي:
(فَما فازَ بِالمِسكِ إلا فتىً.. تَيَمّمَ دارِينَ أو دارَها)،
ويفهم من بيتٍ لجرير أنّه كانت تقوم في دارين صناعة للأنسجة، وذلك عندما هجا البعيث المجاشعي التميمي، فقال:
(فتؤخذ من عند البعيث ضريبة.. ويترك نساجاً بدارين مسلما)
كما يُفهم من شعر للنابغة الجعدي أنّ التجار الهنود كانوا يأتون إلى دارين في عصر ما قبل الإسلام، فيبيعون فيها المسك والعنبر، وفي ذلك يقول النابغة مشبهاً:
(كَأَصدَافِ هِندِيِّين صُهبٌ لِحاهُمُ.. يَبيعُونُ في دارينَ مِسكاً وعَنبَرا)
ولكن أشهر ما اشتهرت به أهل دارين هو الغوص لاستخراج اللؤلؤ الحرُّ

صورة على اليسار للجزيرة وحي الحالة الذي ينفصل عن الجزيرة دارين بممر مائي
من يسكن الجزيرة:
لعل ما يغلب على الظن أن الجزيرة مرت على سنوات عجاف تركت وهجرت و، ويعتبر أو من بدا في بث الحياة فيها خلال العصر الحديث يعني قبل مائة وثلاثون عام تقريبا
كانت للعوائل الخليجية التي أتت من عمان وساحل الأمارات وقطر البحرين وعلى رأسهم والذي أسس قلعة دارين

أبّان العهد العثماني، وبها قلعة كانت مقر لمدير محلة دارين الشيخ محمد باشا بن عبد الوهاب الفيحاني من قبيلة سبيع خلال الفترة من عام (1303-1324هـ) وهو من أشهر تجار اللؤلؤ بدول الخليج والجزيره بذلك الوقت وكان يملك قصر في مسقط وآخر في قطر والعقير وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني رجلا كريما وذا نخوه وتربطه علاقات قويه ومتينه مع معظم حكام وتجار الخليج والجزيره وتوفي عام 1324هـ وبها كذلك أسرة الهارون (الأنصاري)وهم من سكنة جزيزة دارين من أجداد اسرة الهارون الشيخ أحمد نور بن الشيخ محمد الأنصاري قاضي البصرة وعضو مجلس إدارة الولاية حتى عام 1295هـ وكذلك اسرة الديهان كان جدهم الشيخ
ديهان بن أحمد كبير العماير في دارين(والعماير من قبيلة بني خالد) وكان اسرة
الديهان تشتهر بتجارة اللؤلؤ. اشتهر الشيخ ديهان بن أحمد الديهان العميري بكرمه
وهو أول من ضيف الامام عبد الرحمن والد الملك عبدالعزير آل سعود عند زيارته [/COLOR][/SIZE]
المفضلات