(( صباحكم ياسمين دمشقي ))
كثيرةٌ هي تلك الأشياء التي ما زالت شاهدة على ذكرياتٍ جميلة عاشها آباؤنا وأجدادنا
ومنها حمامات السوق التي كان يقصدها الناس للاستحمام فيها، لعدم توفر الحمامات في بيوتهم
فيقصدون حمام السوق، الذي لم يكن مجرّد مكان للاستحمام، وإنما أمسى مكاناً يلتقي به الناس، فيتبادلون أحاديث النهار الذي أمضوه، ويقيمون فيه حفلاتهم ومناسباتهم
ومن الحمامات المشهورة في مدينة "حمص" "حمام العصياتي" الشهير، الذي يُسمعك عندما تدخل إليه ألف حكاية وحكاية عن ذكريات الماضي
السيد "محمد أنور مدور" صاحب الحمام الذي حدثنا في بداية الحديث عن تاريخ الحمام منذ تأسيسه وحتى وقتنا الحالي فقال:
«يعود تاريخ هذا الحمام إلى حوالي /650-700/ عام تقريباً، ولقد توارثنا هذا الحمام عن آبائنا وأجدادنا
ونحن في عائلتنا اشتريناه عام /1948/ من عائلة الأتاسي، وعندما بدأنا بإصلاحه وجدنا لوحات حجرية مكتوب عليها قصائد شعرية، واكتشفنا بطريق الصدفة أن
هذا الحمام يعود في الأصل إلى جد العائلة الأول "مدور" وقد باعه هو إلى عائلة الأتاسي، ونحن اشترينا الحمام منهم
بعد أن أسس جدنا الحمام قام بتحويل المنطقة الغربية منه إلى بيوت عربية ليسكن العائلة بها، وقام بفتح باب من الحمام إلى هذه البيوت ليكون الحمام متصلاً بها. و"حمام العصياتي" سُميَّ كنية إلى "آل العصياتي" التي كانت تسكن هذه المنطقة، والتي انقرضت الآن. وقد بقي الحمام يعمل على مدار التاريخ حتى عام /1979/ حيث توقف العمل به بسبب تلوث المياه التي تأتي إليه من البئر عن طريق "الساطورة"
وسنعمل الآن على إعادة ترميمه وتحويله إلى مقهى شعبي»
ثم حدثنا السيد "محمد أنور" عن أقسام الحمام التي كان يجري العمل
بها فقال:
«يحتوي الحمام على ثلاثة أقسام رئيسية هي "البرّاني" الذي كان يستعمل لخلع الملابس قبل الدخول إلى الحمام. وهناك "الوسطاني"
وهذا كان للذين لا يمتلكون القدرة على تحمل حرارة الحمام العالية. وهناك "الجوّاني" الذي يحتوي على أربع مقاصير وثلاثة "لواوين" يجري الاستحمام بها. وكانوا يأخذون المياه من "الساطورة" المتصلة مع البئر فتصل إلى مكان تجمع المياه حيث يوجد "بيت النار" أسفل الحمام. فيستعملون لإشعاله "الويد" وهو زبل الحيوانات، و"القصرين" الذي يخرج من الحنطة الخشنة عند عملية "الدرص"، وهناك دق الزيتون أيضاً»
أما عن أهم الأدوار التي كانت موجودة في الحمام فقد أخبرنا السيد "محمد أنور" عنها بالقول: «بالنسبة للرجال كان هناك صاحب الحمام أو المعلم وهناك "المشحّط" الذي يقوم
السيد "محمد أنور مدور"
بكساء الزبون. وهناك "المكيّس" الذي يقوم بتغسيل الزبون وتفريكه. وبالنسبة للنساء هناك "الناطورة" التي تقوم بحراسة ثياب النساء، وهناك "الإيمي" التي تقوم بتغسيل النساء
وكانت أوقات الدوام تقسّم على الشكل التالي، من الصبح إلى الظهر للرجال ومن الظهر إلى العشية للنساء
ومن بعد العشاء يعود الوقت للرجال أيضاً
وعن أهم ما يميّز حمام العصياتي عن الحمامات الأخرى أخبرنا السيد محمد أنور فقال:
«"حمام العصياتي" هو أكبر الحمامات الموجودة في سورية فلديه سبعة أبواب ويسمى "مسيّط"
وقديماً كان الحمام عامر بزبائنه، وتقام فيه الحفلات الدائمة، ويوجد فيه القناطر والعواميد المزيّنة والأدراج واللواوين والنوافير التي ما زالت موجودة حتى الآن
وفي المستقبل سنعمل على إعادة استثماره حتى نستطيع أن نُظهر التراث الموجود لدينا إلى كل العالم»
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- استفسار حول ادخال الاكل الى كوريا
- استفسار عن فنادق سنغافورة
- رحلتي السياحة في قرغيزستان بالصور
- رحلة الى كوريا الجنوبية
- استفسار عن السفر لكوانزوا
- استفسار بسيط عن سنغافورة لاهنتم
- وجهة خير من فيتنام
- رحلة سريعه - فيتنام
- الجواز الأمريكي وفيزا سنغافورة ؟؟
- الطيران الكوري؟ ضروري
- استسارات عن كوريا اتمنى احصل اجابة عليها
- استفسار مهم
- موقع سفارة فتنام بالرياض بالصورة و الشرح
- تكفون ابي فايدتكم ياخبراء سنغافورة
- كيف الطقس في فيتنام في ديسمبر
- رحلتي الى اوزبكستان بالتوثيق والصور
- اكلمكم من اليابان
- فندق في سيول
- كم يوجد معابر بين سوريا ولبنان
- الفزعه الفزعه يا اخوان؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المفضلات