حلب عاصمة الشمال السوري وأم مطبخ البلاد
سماها الإنجليز لندن الصغيرة.. وذكرها شكسبير مرتين في شعره
قال عنها رامبليز الإنجليزي قبل 140سنة إنها (لندن الصغرى) وذكرها شكسبير مرتين في شعره وسماها الشاعر الفرنسي لامارتين الذي زارها قبل 175سنة (أثينا الآسيوية) وأثنى على أهلها وتصرفاتهم، أرسطو استأذن الاسكندر أن يستجم فيها وفعلاً مكث فيها أشهراً.. إنها مدينة «حلب» عاصمة الشمال السوري ومركز سوريا الاقتصادي الأول، المدينة التي ما زالت تستقطب السياح من شتى أصقاع الدنيا ليشاهدوا معالمها التاريخية وخاصة قلعتها الشهيرة كبرى قلاع العالم وأسواقها القديمة التي تمتد لمسافة 15كلم وكلها مغطاة وليشاهدوا جامعها الأموي الشبيه بجامع دمشق وخاناتها الفريدة وليستمتعوا بطعامها اللذيذ فحلب المشهورة بصنعها للمأكولات الدسمة والحلويات الفاخرة والزعتر المميز ولذلك يسميها البعض (أم المأكولات السورية) حيث ابتكر أهلها الكبة والكبابة والكرابيج وغيرها. كما لا يمكن لقادم إلى سوريا ومنها إلى دول الخليج من أوروبا وعبر تركيا إلا ان يمر بمدينة حلب.
فموقعها في الشمال بالقرب من الحدود السورية التركية أتاح لها تبوء موقع فريد واستراتيجي في الاتصال مع أوروبا وتركيا ولذلك ازدهرت اقتصادياً بشكل كبير، إضافة لقربها منطقة الساحل والجزيرة السورية والمنطقة الشرقية، حيث تتركز فيها الزراعة السورية بشكل كبير وتصب كلها في مدينة حلب للاستثمار فيها أو للتبضع، اشتهرت مدينة حلب بوجود المسارح والفنادق والاسواق التجارية فيها وتعرف بتميز شعبها بالفن والغناء فكانت وما زالت منبع الغناء الأصيل، حيث أعطت الفن العربي كبار المطربين والملحنين ومنهم علي الدرويش وصباح فخري وميادة حناوي وغيرهم من الفنانين، وزارها معظم المطربين العرب الكبار في القرن العشرين المنصرم، حتى كان يتبارى هؤلاء بالحضور إلى حلب للغناء على مسارحها ومقاهيها وعلى مدرج قلعتها، وكانوا يقيسون نجاحهم ومستقبلهم الفني من حلب واستماع أهالي حلب لغنائهم، حيث عرف عنهم تذوقهم الشديد للموسيقى والغناء. تبعد حلب عن دمشق شمالاً (350) كلم وتنافسها بمساحتها الكبيرة وعراقتها فهي تعتبر كدمشق من أقدم مدن العالم التي مازالت مأهولة حتى الآن ويقال إن إنسان العصر الحجري سكن فيها وما زالت منطقة المغاور في حلب تشهد على سكناه. ويذكر المؤرخون أن مدينة حلب والتي يطلق عليها أيضاً اسم (الشهباء) جاء اسمها من حادثة تقول إن ابراهيم عليه السلام مرّ بها وحط رحاله على تلتها العالية (حيث القلعة حالياً) وحلب بقرته الشهباء فيها ومن هنا جاءت تسميتها «حلب الشهباء». مرّ على مدينة حلب الكثير من الحضارات وازدهرت في مختلف العصور القديمة ولكن أهم فترة مرت على حلب كانت فترة الدولة الحمدانية التي أسسها سيف الدولة عام 944م وجعل حلب عاصمة لسوريا الشمالية ومقراً له وبنى قلعتها الضخمة ونعمت المدينة في أيامه بازدهار كبير وبخاصة في مجالات العلم والأدب والطب وكان أشهر ممن عاشوا في بلاطه الشاعران أبو الطيب المتنبي وأبو فراس الحمداني. وفي العهد المملوكي أصبحت مركزاً مهما من مراكز تجارة البحر الأبيض المتوسط العالمية إذ كان يأتي إليها تجار البندقية لشراء الفستق والقطن والعقاقير الطبية كما صارت سوقاً كبرى لأقمشة الحرير، لذلك عرفت منذ ذلك الوقت الخانات المخصصة للتجارة وتبادل البضائع ولمنامة التجار وزائري حلب ولا يزال في حلب خان يحمل اسم (خان البنادقة) نسبة إلى تجار البندقية. وفي العهد العثماني أصبحت حلب مركز تجارة الشرق المتوجهة إلى اسطنبول، ومنذ أواخر القرن السادس عشر نشأت بين حلب وفرنسا وانجلترا وهولندا علاقات تجارية مهمة، ومن هنا انتقلت إليها أنماط العمارة الأوروبية وتزيينات (الباروك) التي لا تزال تشاهد في كثير من مبانيها على الأبواب والنوافذ والسقوف. وقد اعتنى سكانها بتزيين منازلهم بشكل ثري فنشأت في حلب الأبنية الفارهة معمارياً، حيث الثراء بالزخارف وبفن العمارة ومعظمها بنيت من الحجارة البيضاء المتوفرة بكثرة في مقالع حلب وزينت الواجهات بحجر الرخام لتدلك على جماليات أبنية حلب. ولعل الزائر لحلب أول ما يلفت انتباهه تلك التلة الشاهقة التي تقوم عليها أوابد معمارية قديمة وستكون وجهته السياحية الأولى في حلب قلعتها الشهيرة بمنشآتها الضخمة المتبقية التي تشكل مدينة ضمن مدينة وسيتمكن الزائر من خلال الوصول الى اعلى نقطة رصد في القلعة من مشاهدة منظر بانورامي لمدينة حلب بكل حاراتها ومنازلها وسهولها ليبقى هذا المنظر الخلاب محفورا في ذاكرته الى الابد. فقلعة حلب ترتفع حوالي 50 متراً عن المدينة ويحيطها خندق ضخم يبلغ عمقه 30 متراً ويزيد قطره على 500 متر وعرضه 26 متراً، أمر ببناء القلعة الأمير سيف الدولة الحمداني وتعتبر واحدة من أهم الصروح العربية الاسلامية العسكرية من حيث طرازها المعماري الفريد الذي يجمع بين الصرامة والجمال والثراء المعماري وقد بقيت القلعة منذ الدولة الحمدانية مقراً للحكام الذين راحوا واحداً تلو الآخر يضيفون إليها المنشآت والأبنية والتحصينات حتى غدت مدينة بذاتها وهي تضم أبراجاً رائعة التصميم كما تمتاز بمداخلها المتقنة وأبوابها المصنوعة من الحديد وأشهر أقسامها قاعة العرس المهيبة والحمام والجامع الصغير المسمى جامع ابراهيم والجامع الكبير المبني عام 1213والذي ترتفع مئذنته المربعة الشكل فوق القلعة 21 متراً فتطل على كامل المدينة. وهناك المسرح والمدرج الذي يحتضن بشكل دائم الحفلات الموسيقية وخاصة فعاليات مهرجان الأغنية السورية وفرق الفنون الشعبية. كما أقيم ضمن القلعة متحف صغير يضم الآثار التي تم العثور عليها داخلها خلال الحفريات والترميمات، وما زالت مديرية الآثار السورية ومؤسسة الآغا خان الدولية لحماية الثقافة والتراث تقومان بمشروع كبير لترميم القلعة وأقسامها.
تضم حلب كغيرها من مدن العالم أسواقاً عصرية تتوفر فيها كافة المنتجات، خاصة الألبسة التي يشتهر بها سوق التلل والعزيزية وهما من أشهر أسواق حلب المعاصرة. فإن حلب تضم أسواقاً قديمة تعود للقرن السابع عشر ما زالت قائمة بطول يزيد على 15 كلم على الجانبين وما زالت تستقطب الزبائن والسياح خاصة وأن معظمها متخصص بنوع واحد من البضاعة يتعامل بها تجار السوق فهناك سوق العطارين والخيش والذهب والصابون (حيث تشتهر حلب بصابون الغار المصنع في معاملها التقليدية الكثيرة) وهناك المدن العربية والاسلامية من حيث جمالها واتساعها واحتفاظها بطابعها الأصلي فهي تمتاز بسقوفها الأسطوانية وعقودها المقببة الضخمة وفي سقوفها نوافذ للإضاءة والإنارة وهي دافئة شتاء وباردة صيفاً بفضل سقوفها الحجرية السميكة التي تحمي المتسوقين والزوار والسياح من حر الصيف وبرد الشتاء وأمطاره.
وتبلغ مساحة الأسواق حوالي (16) هكتاراً ويصل عددها إلى 37 سوقاً وكان يتم الدخول إليها من أبواب مخصصة كانت تغلق مساء من قبل حارس السوق وهي أبواب الجنان والفرج وقنسرين وأنطاكية، ويرى بعض المتابعين أن أسواق حلب القديمة بضخامتها وطولها تشكل أكبر سوبر ماركت في العالم !.. كذلك تتميز حلب بساحتها الكبيرة القديمة والحديثة ولعل أهمها ساحة باب الفرج التي تضم ساعة تعد الرمز الثاني المعبر عن حلب بعد قلعتها وقد بنيت هذه الساعة عام 1998م في عهد ولاية رائف باشا بالعهد العثماني. وفي حلب الحديثة الكثير من الساحات الواسعة ومنها ساحة سعد الله الجابري. كما أنها تضم الحدائق الكثيرة وأهمها وأقدمها الحديقة العامة التي تستقطب الزوار من مختلف المدن السورية بسبب ضخامتها وعراقتها وشكلها الفريد وهناك حديقة السبيل وهي أيضاً تتفرد بها حلب لقدمها وجماليات مكوناتها وهي تتبع مجلس المدينة الذي أشاد بها صالات معارض فنية وأقام فيها مهرجانات ثقافية متنوعة. وكما هي الحال مع أسواق حلب المميزة والمتفردة بوضعها الاقتصادي فإن خاناتها أيضاً والتي كانت تعتبر (فنادق) أيام زمان قبل أن تنتشر الفنادق الحديثة في حلب في القرن العشرين المنصرم فخاناتها عديدة وذات أبنية مميزة ومن أشهرها خان الجمرك والوزير والنحاسين وخان قربتاي والصابون وتقع أكثر هذه الخانات في منطقة الأسواق باعتبارها مخصصة لإقامة المسافرين من التجار وإيداع بضائعهم وقد ازدهرت هذه الخانات تبعاً لازدهار المبادلات التجارية في حلب وبخاصة في العهدين المملوكي والعثماني وتشتهر أكثر هذه الخانات بواجهات مزينة بالزخارف ومداخلها ذات الأقواس العالية وأبوابها الخشبية المصفحة بالحديد والنحاس والتي كانت تغلق عند هبوط الليل. وما زالت هذه الخانات تستخدم من قبل التجار كمستودعات ومحلات تجارية كما تم ترميم خان الشونة المجاور للقلعة وحولته وزارة السياحة إلى سوق للمهن اليدوية التي تشتهر بها مدينة حلب كصناعات النسيج والحفر والنقش على النحاس والخشب والبسط والمصوغات الفضية والمنمات وغيرها، حيث يضم السوق حوالي 46 محلاً للحرف اليدوية وكان قد افتتح عام 1983كسوق مهن.
مأكولات حلب ومطاعمها
* ومن أبرز ما تشتهر به حلب المعاصرة هو مطبخها العريق الذي يجذب السياح والزوار من مختلف المدن ليتذوقوا الأكلات الحلبية الشهيرة والتي تأتي في مقدمتها الكبة ويصنعها الحلبيون من البرغل الناعم واللحمة ويتفننون بتشكيلها بالفستق الحلبي والجوز والمكسرات والبهارات واللبن أحياناً أو السفرجل. ويعرف منها حوالي 60 نوعاً ابتكرها الحلبيون مثل الكبة المشوية والمقلية والسفرجلية وبالصينية واللبنية والصاجية والكيمشون بالسماق وبالسيخ والكبة النية وغيرها.
كما تشتهر حلب بحلوياتها المدللة والدسمة. ويمكن للزائر والسائح أن يأكل هذه المأكولات في مطاعم خاصة تنتشر في الأسواق والحارات الراقية وفي بعض بيوت المدينة القديمة في حلب أو يمكنه تناولها في المطاعم هناك: الإعصار (السهرية سابقاً) في حي العزيزية ـ هاتف 2246317 والشلال في العزيزية (224334) وبيت وكيل في الجديدة شارع السيسي (2217169) ـ ودار زمريا في الجديدة زقاق أبو عجور (3636100) ودلتا في العزيزية (2222192) ودندنة في العزيزية أمام السوق الحرة (2232191) ونادي السياحة السوري في عين التل (4641330) ووانيس في العزيزية (2224353) وجميعها من فئات النجوم الأربع وهناك مطاعم النجوم الثلاثة كالحرية والسلطان وقرطبة وغيرها.
فنادق حلب
* توجد في حلب فنادق حديثة فهناك فندق بارون وهو أشهر فنادقها وأقدم فندق حديث في حلب ويقع في شارع بارون وينتمي لفئة ثلاث نجوم وهاتفه (2210880) ومن فنادق حلب: شهباء الشام ذو الخمس نجوم ـ هاتف (2661600) ومن فنادق النجوم الأربع هناك: أمير بلاس هاتف (214800) ـ بولمان الشهباء (2667200) ـ بيت وكيل (فندق ومطعم) ودار زمريا (فندق ومطعم) والكوكب هاتف (2216700) ومن فئة النجمتين هناك البستان ـ السفراء ـ الفيصل ـ أمية الجديد ـ بشار ـ سمير أميس ـ سومر ـ غرناطة ـ كيليكيا ـ وغيرها من فنادق حلب الحديثة.
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- إني أفقد العم خنفشار فهل من خبر عنه ؟
- الشقق في دمشق
- انفراج و الحمدلله
- اللي يبي تذاكر من الرياض الى دمشق عبر الشارقه يتفضل
- البنزين والماء في سوريا سؤال يسدح نفسه؟
- الحمام المملوكى سوريا
- برنامج سياحي خارج دمشق
- خاص للسوريين
- موقع صور رائع لسوريا و الأردن
- خرائط
- أسعدَ اللهُ صباحكِ يا دمشقُ
- اول مشاركة في هذا المنتدى الرائع
- سؤال عريض يحتاج لإجابه واقعية وبصدق
- اريد سكن في الريف السوري العريق
- رحلتي القصيرة إلى سوريا الحبيبة صــــــــــور
- ارجو الدخول و المساعده
- ضييف من البووابة الفرنسية يطلب مساعدتكم الطلب مكرر
- وصلنا اليوم من سوريا الحمد لله
- مدينـــــة عفريــــــن
- جم صرف العمله؟
المفضلات