بمنظار وفد صحافي خليجي امضى في ربوعها أسبوعاً
أالمانيا... بانوراما التاريخ والفن والموضة والتسوق ... كل شيء فيها بانتظارك
درسدن - ألمانيا: من محمد الجاموس|
كثير من الهواجس والتساؤلات، سيطرت على تفكيري في الطائرة المتجهة من الكويت الى فرانكفورت، بدت المسافة طويلة بمقاييس الوقت اكثر بكثير من الساعات الخمس و45 دقيقة التي استغرقتها الرحلة، لكن في اعماقي سعادة مكبوتة، ايا كان ما سأواجهه هناك، في النهاية هي استراحة بعيدا عن حرارة الجو التي لا ترحم وضغط العمل، هي استراحة، اليست المانيا مقصدا لملايين البشر سنويا للسياحة والترفيه عن النفس؟ فهؤلاء الملايين سيزيدون واحدا هذه السنة، واكثر ما كان يسيطر على تفكيري هو كيف يتعامل الالمان مع السائح العربي، وكنت على يقين ان البلد جميل لكنني لا اعرف حدود هذا الجمال، وقلت في نفسي سيكون لدي الوقت لأعرف المزيد عن بلاد غوتة وبسمارك وهتلر.
مع اطلالة اشعة الشمس بخيوطها الذهبية الاولى حطت بنا طائرة لوفتهانزا في مطار فرانكفورت الذي يعد واحدا من اكبر المطارات في اوروبا ان لم يكن اكبرها على الاطلاق، وبعد مسير طويل داخل مبنى المطاروصلنا الى كاونترات الجوازات وكان ان ساقني حظي الى ضابط (عاقد الحاجبين) فتعوذت من الشيطان ودعوت ان تسير الامور على خير حيث انني خشيت ان يكون هذا الضابط «منهم»، لكن الحمد لله سارت الامور، انهيت اجراءاتي واخذت بعضي (كما يقول الاخوان المصريون) وطلبت تاكسي وسار بي السائق الى وجهتي (الفندق)، وبدت شوارع فرانكفورت شبه خالية بسبب ان الوقت لا يزال مبكرا كما ان يوم الاحد (موعد الوصول) كان عطلة وبالتالي عدد السيارات في الشوارع محدود، ووجدت السائق يمشي بسرعة غير معتاد ان اسير بها مهما كانت الظروف، فعندما التفت بطرف عيني على عداد السرعة وجدت المؤشر عند الـ 200 فالتفت مذعورا الى السائق وافهمته انني غير مستعجل وعليه التمهل، صحيح ان الشوارع شبه خالية لكنها متعرجة كما ان السيارة من نوع مرسيدس صغيرة الحجم، وأي خطأ بسيط او مفاجأة ما «نروح فيها»...
بدت المدينة هادئة ووديعة كطفل غلبه النعاس في حضن امه، الجو غاية في الروعة والسكينة، وحفيف الاشجار المتمايلة يتناغم مع زقزقة العصافير، لا احلى ولا اروع من ذلك، انها الطبيعة الاوروبية.
فاتني يوم من الرحلة حيث كان من المفترض ان اصل في اليوم السابق، لكن لا يوجد حجز، بينما الزملاء الصحافيون من دول الخليج وصلوا منذ بداية الرحلة، استجابة لدعوة وجهتها ونظمتها هيئة السياحة الالمانية وشمل البرنامج مدن فرانكفورت وبرلين ودرسدن، لذلك لم تتح لي الفرصة لرؤية معالم مدينة فرانكفورت او التجول في شوارعها، لكن امكنني البحث عما يفيدني من معلومات عن المدينة وارى ان فيها ما يفيد القارئ العزيز.
لايمكن المراهنة على ما تحتله المانيا من مكانة ليس على المستوى الاوروبي وحسب بل وعلى المستوى العالمي، وهناك العديد من الاسباب تدعم ذلك لعل ابرزها ان المانيا تمتلك اكبر اقتصاد في القارة الاوروبية وثالث اقوى اقتصاد في العالم، وهي الى جانب ذلك تمثل السوق الاهم في تلك القارة بما تحققه من ناتج قومي كبير، وهي اكبر دولة ضمن المجموعة الاوروبية بعدد سكان يصل الى نحو85 مليون نسمة، بينهم نحو 7.5 مليون من المهاجرين غالبيتهم من الاتراك.
بعد انهيار جدار برلين في شهر نوفمبر 1989، عادت اللحمة بين الالمانيتين الغربية والشرقية وباتتا دولة موحدة بفضل الحركة الشعبية العفوية التي قام بها الالمان الشرقيون افضت الى تحطيم الجدار، ويبدو ان الالمان نسوا او انهم يريدون نسيان تلك الحقبة، والتطلع الى المستقبل بما فيه من آمال وامان، يحبون السياح الاجانب بقدر حبهم للحياة.
درسدن
بعد زيارة مدينتي فرانكفورت وبرلين في جولتنا الالمانية، حط بنا الرحال في مدينة درسدن، كنا تجمّعنا في محطة القطار في برلين وهو مبنى رائع التصميم، المسافرون يدخلون اليه ويخرجون منه بكل سهولة ويتكون من ادوار عدة تحت الارض واستقللنا القطار الى مدينة درسدن.
انطلق القطار وبدأ مشوار مع سحر الطبيعة على طول الطريق بين المدينتين، واراهن بأن راكب القطار من الاجانب لا يستطيع ان يحيد بنظره على المناظر الجميلة التي تمتد الى الافق البعيد وبمستوى قدرة النظر جبال وتلال تراها من بعيد تكسوها الغابات الكثيفة، في حين تولت الاراضي المنبسطة المزروعات والاشجار المثمرة تمتد على جانب الطريق وبين مسافة واخرى ترى مساحات مزروعة بالحبوب تتميز عن البساط الاخضر حولها بلونها الاصفر ما يعني ان هذه المزروعات نضجت وحان حصادها، وستجد ايضا المراوح الكبيرة في بعض الاماكن للاستفادة من طاقة الرياح وتوليد طاقة كهربائية، ولم نشعر في هذا الجو المشحون بسحر الطبيعة ان الوقت مضى وبتنا في محطة القطار في مدينة درسدن التي تقع في شرق البلاد وعلى مقربة من الحدود مع تشيكيا، وعلمنا ان 150 كيلو مترا فقط تفصلها عن العاصمة التشيكية براغ، ساعتان ونصف الساعة استغرقتها الرحلة بين برلين ومدينة درسدن، تخللها وقوف في عدد من المحطات على الطريق الفاصل بين المدينتين.
في محطة القطار في درسدن كانت بانتظارنا احدى موظفات دائرة السياحة في المنطقة ورافقتنا في سيارة صالون كبيرة اعدت خصيصا للمجموعة الى فندق كمبينسكي درسدن.
يمكن وصف هذه المدينة رائعة الجمال بانها المدينة الحالمة، هادئة في النهار كما في الليل، تنساب عبر شوارعها الفسيحة السيارات والباصات المزدوجة والقطارات الصغيرة والسيارات الخاصة والكبيرة، دون ان يشعر المرء بأي ازدحام، وفي اي اشارة مرور لا تجد اكثر من عشر سيارات تقف بانتظار الاشارة الخضراء لتسير.
ويخترق نهر البه المدينة، ينساب بخجل بين ابنيتها العتيقة، تترامى على اطرافه قبل دخوله المدينة تلال ومساحات شاسعة تغطيها الاشجار والمزروعات دون ان تجد مساحة يابسة.
تمازج الفن والتاريخ
هي مدينة، فيها يتمازج الفن والتاريخ، لذلك تعد اشهر المدن الالمانية، يؤمها السياح الاجانب من كل حدب وصوب للتمتع بطبيعهتا الخلابة ومناظرها البديعة، وزيارة القصور القديمة والكنائس الاثرية، التي تعكس الارث التاريخي للمدينة.
تناولنا طعام الغداء في مطعم داخل الفندق بحضور مدير عام الفندق الذي وجدناه بانتظارنا، وتبادلنا الحديث مع المدير عن السياحة والفنادق، واستعرض الخدمات المميزة التي يقدمها فندق كمبنسكي.
تجربة سيارة ترابي
بعدها اتجهنا الى المركز التاريخي في المدينة، في شارع أوسترا قمنا بجولة في سيارات ترابي سفاري الصغيرة Trabi-Safari (وهي سيارة متخلفة صنعت في عهد النظام الشيوعي السابق في المانيا الشرقية)، ذات الشكل المميز والتي يعود تاريخها الى زمن ألمانيا الشرقية. بامكان السياح استئجار هذه السيارة ذات الطابع المميز والقيام بجولة لا تنسى في المدينة التاريخية. قادنا الدليل بعدها للتعرف على المدينة من منظور جديد، حيث زرنا ما يسمى بالبانومتر حيث شاهدنا هناك لوحة تمتد 360 درجة لمدينة درسدن، الأمر الذي يمنح التاريخ بعداً اضافياً، حيث يصبح الزائر بنفسه جزءاً من المعرض الذي يقع في مبنى يعود عمره للقرن التاسع عشر.
كنيسة السيدة العذراء
بعد هذه النزهة المميزة عدنا الى الفندق ومن هناك سنح لنا الوقت للقيام بجولة استكشافية فريدة في الشوارع القريبة حيث القينا نظرة على كنيسة السيدة العذراء الشهيرة التي أعيد تدشينها بعد 60 عاما من تدميرها خلال قصف الحلفاء لألمانيا. وكانت البقايا المتفحمة للكنيسة قد ظلت كما هي خلال الحكم الشيوعي لألمانيا الشرقية لتذكر بمدى الدمار الذي ألحقته الحرب العالمية الثانية، وعلمنا ان السوفيات اخذوا مئات القطع والاحجاز من اثار الدمار الذي لحق بالكنيسة، حتى لا يتم ترميمها واعادتها كما كانت قبل الدمار.
النيوشتات
وفي الحي ذاته حيث منطقة براجرشتراسه Prager StraBe، تكتمل متعة المشوار بالتسوق في الشارع المخصص للمشاة فقط، وفي المساء كنا على موعد على العشاء مع احدى المسؤولات عن السياحة في مدينة درسدن وهي متزوجة من رجل سوري مقيم في المانيا وتواجد معنا على الطاولة وكان لحضوره فوائد عدة حيث كانت لنا فرصة معه للتعرف على كثير من جوانب الحياة في المانيا خصوصا حياة العرب والدراسة هناك، وشرح لنا كيف كانت المعيشة فيما كان يعرف بألمانيا الشرقية.
ولفت الرجل السوري نظرنا الى ان درسدن مشهورة جدا في صناعة التقنيات التكنولوجية، حتى انها اشهر مدينة في المانيا في هذا المجال وربما في اوروبا ايضا، واشار الى ان شركات عالمية بدأت تهتم بالاستثمار فيها.
تناولنا طعام العشاء في مطعم البسغلر Elbsegler Restaurant ذي الطلة المميزة على ضفاف نهر الالبه، ومن كان لديه الرغبة في ان يقوم بالمزيد من النشاطات في درسدن عليه ألا يفوت ان يختم يومه بزيارة النيوشتات Neustadt، حيث تجد العديد من المحلات النوادي والمقاهي.
صخور الباستي
في اليوم الثاني لنا في درسدن بدBناه برحلة صباحية بعد تناول طعام الفطور حيث استقلينا حافلة كبيرة وانطلقنا باتجاه صخور الباستي Bastei Rocks، في منطقة قريبة تبعد نحو 20 دقيقة عن درسدن، الطريق الى هناك متعرج لكنه ثري بالمناظر الطبيعية والاشجار والمزروعات والبيوت الجميلة على جانبي الطريق، وصلنا الى المكان المقصود، لنجد ما يبهر العين، ويسحر الالباب، وادي سحيق جدا تتسلق جنباته اشجار كثيفة باسقة، بينما تبرز نتوءات صخرية عالية مرتفعة جدا في بعض الانحاء من الوادD، وعلى الطرف الاخر وبمحاذات الوادي يسير نهر الالبة دون اكتراث مخترقا سحر الطبيعة وجمال المكان، بينما يمكن مشاهدة بيوت جميلة على الطراز الاوروبي يعلوها القرميد الاحمر تستريح في اماكن متناثرة على جانبي النهر، ويمكن مشاهدة العديد من النصب التذكارية ومنها الجسر الحديدي وحافلة نقل الركاب المعلقة، هذا الى جانب مشاهدة القصور المبنية في منتصف القرن التاسع عشر الى جانب البيوت الجميلة والمنتشرة على سفح الجبل.
حشود من السياح من جنسيات مختلفة أمّت المكان للتمتع بجماله وروعته وسحره، من خلال ممرات بين بعض الامكنة لاتاحة الفرصة للزوار بالتمتع بالمشاهد الاخاذة في تلك المنطقة.
قصر بلنتس
في الطرف الاخر من الشارع المحاذي للقصر توجد مطاعم يؤمها زوار المنطقة، وجدنا في احدها طاولة معدة للصحافيين العرب مع مضيفيهم، وبعد ان تناولنا العصائر قدموا لنا سلطة خضراء، ثم الوجبة الرئيسية المكونة من سمك السلمون مع السبانخ والخضرة المسلوقة، ويمكن مشاهدة القصر الملكي بلنتس يتكئ على جانب الوادي في اطلالة بديعة على مشهد سوريالي تأخذ الناظر الى مسافة بعيدة من السحر والجمال.
وبعد ذلك توجهنا الى مكان قريب للتعرف على القصر الملكي الصيفي الذي يعرف باسم (بلنتسPillnitz Palace)، الذي يشكل مزيجاً لا مثيل له من جمال فن العمارة وسحر الحدائق الخلابة، يتكئ متوضعاً على الجهة المقابلة لحقول العنب على ضفاف وادي الالبه، وللتمتع بمناظر القصر الملكي الصيفي بلنتس يمكنك الذهاب اليه بالسفينة عبر النهر، ومضيفونا لم يفوتوا علينا مثل هذه الفرصة فأخذونا بالحافلة وارجعونا بالمركب النهري فكانت رحلة في غاية الروعة.
رحلة عبر النهر
توجهنا بعد ذلك الى ناصية على شاطئ النهر لنتسقل احد المراكب النهرية عائدين الى الفندق في مدينة درسدن، مسار العودة عبر النهر لا يختلف عن مسار الطريق العادي من حيث مكونات الطبيعة الجميلة والاشجار الباسقة المترامية عبر الاراضي والتلال التي ترافق النهر في مساره في طريقه قبل اختراقه المدينة، وبدت البيوت على طرفي النهر وسط الاشجار في منظر بديع يسحر الالباب، الى ان وصلنا الى مكان قريب من الحي الذي يتواجد فيه الفندق وهو حي تزدحم فيه القصور والابنية الاثرية والكنائس التاريخية، ونزلنا من المركب وسرنا مشيا على الاقدام الى الفندق.
وعلمنا ان أسطول السفن النهرية في درسدن يعتبر من أقدم وأكبر السفن البخارية النهرية في العالم، وفي الطريق الى القصر الصيفي يمكن مشاهدة العديد من النصب التذكارية الميكانيكية ومنها الجسر الحديدي وحافلة نقل الركاب المعلقة، كما يمكن مشاهدة القصور المبنية في منتصف القرن التاسع عشر الى جانب البيوت الجميلة المنتشرة على سفح الجبل.
القصر الملكي
بعد ان حط بنا المركب في مكان قريب من الفندق توجهنا الى القصر الملكي Royal Palace وبالتحديد الى الجناح الغربي من الطابق الأرضي حيث يتوضع الغرين فولت التاريخي Historic Green Vault، حيث أتيحت لنا الفرصة للتعرف على مجموعة تاريخية مميزة من الجواهر الرسمية التي تعود الى القرن الثامن عشر.
كان لنا بعض الوقت بعدها لنطلع على ما يحلو لنا من معالم المدينة الساحرة والأبنية التاريخية التي لا مثيل لها، اجتمعنا بعدها لنتجه الى لنغنرشلوس Lingnerschloss حيث تناولنا وجبة عشاء مميزة نقول بها الى اللقاء لهذا المدينة الجميلة.
قصر تسفنغر
يعد قصر تسفنغر من اهم معالم مدينة درسدن، لروعة تصميمه وجمال بنيانه، حيث بني على الطراز الباروكي، ويضم متحفا للوحات التاريخية، بينها لوحات لرسامين عالميين، وهو واحد من 30 متحفا موزعة في ارجاء المدينة، وفي ساحة وسط المدينة يمكنك ان تجول بنظرك في كل الاتجاهات لتتمتع بروعة وجمال الابنية التاريخية العريقة، مثل مبنى دار الاوبرا ومقابلها تنتصب كنيسة كاثوليكية والى جانبها القصر الملكي الكبير والذي يعد بحق من افضل القصور الالمانية، فيه اشهر متحف للمجوهرات في العالم.
وفي جولتنا داخل هذا القصر استمعنا الى شرح مفصل على مقتنياته، وبرع مرافقنا في شرح دقائق التفاصيل مستخدما ليس لغته الانكليزية السليمة فقط بل مع ترجمة من خلال حركات يديه بالتناغم مع شروحاته، وتحدث بالتفصيل عن محتويات المتحف، بما فيها المقتنيات الاثرية المصنوعة من الحلي والمجوهرات الثمينة، وبينها عقد من المجوهرات الغالية جدا،
وشاهدنا مقتنيات لحضارة هندية وحضارة فرعونية، وحضارات اوروبية من عصور مختلفة.
كنيسة النساء
وليس بعيدا عن القصر الملكي الكبير تنتصب كنيسة النساء التي يعدها اهل المدينة اجمل واشهر كنيسة بروتستانتية المانية مبنية على طراز وتصميم بديعين، حيث يعود تاريخ بناؤها الى العام 1743، واعيد بناؤها بين العامين 1993 و2005 حيث ان 85 في المئة من مركز المدينة دمر اثناء الحرب من قبل الحلفاء في العام 1945.
رحلة تسوق
بعد استراحة استمرت نحو ثلاث ساعات، حرص بعض الصحافيين ان يستغلها في التسوق في المجمعات القريبة من الفندق والتي بدت انها حديثة وفيها تنوع كبير في المعروضات بينها محلات كبرى تعلن عن تخفيضات في اسعارها، واخرى تعلن عن تصفيات، وتتفاوت الاسعار بين تلك المحلات، وكانت فرصة للتعرف عن قرب على نوع الالبسة والمعروضات الاخرى والاسعار.
لقاء الدكتورة بونغ
في بهو الفندق، وانطلقنا بعد اكتمال النصاب بسيارة تاكسي صالون كبيرة تتسع لـ 8 ركاب عدا السائق، لنجد انفسنا بعد نحو 20 دقيقة في مكان مرتفع يطل على نهر البة وتنتصب عمارة تبين انها مخصصة لدائرة السياحة في مدينة دريسدن، ووجدنا مديرة السياحة الدكتورة بتينا بونغ تقف عند مدخل البناء بانتظارنا، وبدت رشيقة مع قوام طويل، ولعلها في الاربعينات من العمر، ورحبت بحرارة بالصحافيين العرب، وسارت معنا بطريق محاذ للبناء لنجد انفسنا في باحة مطعم صيفي امام المبنى، وجلسنا في مكان بدا انه تم تجهيزه مسبقا.
حرصت الدكتورة بونغ على تكرار عبارات الترحيب وهذا ما اثار استغرابي حيث ان الاوروبيين ليس من عادتهم التكرار في مثل هذه الامور، (لكنها الضيافة الالمانية)، وهي تعكس جانبا من الشخصية الالمانية، ثم بدأت تسأل كل واحد عن شعوره وهو يزور المانيا وفيما اذا كان زارها من قبل وعن تصوراته السابقة عنها ومدى تطابق تصوره مع ما رآه وشاهده بعينه، وبعد تناول العصائر دعتنا الدكتورة بونغ لأخذ صورة عند شرفة المطعم المطلة على نهر البة والمناظر الاخرى المحيطة بالمكان، كانت امسية رائعة، ولحظات لا تنسى، والمكان والمطعم جديران فعلا بالزيارة.
الشيشة
احدى الزميلات وهي الصحافية الوحيدة من العنصر الانثوي، اصرت على الذهاب الى مكان تتواجد فيه الشيشة، وكون مؤشر النخوة عال دائما عند العرب، لم يكن امام المجموعة خيار غير الذهاب معها الى مطعم في المدينة، قيل لنا ان اسمه «حبيبي» وبعد الوصول الى هناك تبين ان صاحبه شاب عربي من سورية، ولم نجد مكانا فارغا ففوجئنا باحدهم يخاطبنا بالعربي «انتظروا قليلا ستفرغ احدى الطاولات» ونهض من مكانه واحضر كراسي ودعانا للجلوس على طاولته الى حين ايجاد طاولة فارغة، وتبين انه صاحب المطعم، وكانت المفاجأة عندما عرف اننا صحافيين، بانه خريج صحافة من جامعة دمشق لكنه لم يعمل في هذا المجال وجاء الى المانيا، واجتهد ووفقه الله في عمله واشترى هذا المطعم.
لكن المفاجأة ان نخوة الزملاء بعدم ترك الزميلة الصحافية تذهب وحيدة لتشرب شيشة لم تقابلها الزميلة الصحافية بالعرفان لزملائها، فما ان فرغت احدى الطاولات تنحت جانبا وجلست لوحدها تتناول الشيشة بعيدا على بقية الزملاء، ولدى سؤالها بررت ذلك بان طاولتنا مزدحمة وارادت ان تخفف من وطأة تلك الزحمة.
مهندسون عرب
يرممون آثارا المانية
في المكان ذاته وعلى طاولة صاحب المطعم (هو اقرب الى المقهى) يجلس رجل اخر ملامحه عربية مع انه اشقر، لا يترك مجالا للمياه داخل زجاجة الشيشة تهدأ، وهو يرشف منها باستمرار، وتبين انه مهندس سوري يقيم في هذه المدينة منذ نحو 26 سنة لكنه اكد انه لم ينقطع عن بلده الذي قال انه يزوره باستمرار، وانشغلنا معه بالحديث عن المانيا والعيش فيها وطبيعة الحياة والعمل، وعندما عرف اننا صحافيون سألنا فيما اذا كنا زرنا المتحف في المدينة، فأشرنا عليه بالايجاب فابتسم وقال ان لديه مكتب استشارات هندسية، وانه من يقوم حاليا بترميم المتحف، وانه قام بعمل ذلك لكثير من الأبنية الاثرية مثل القصور والمباني والكنائس في المدينة.
وفي مناطق اخرى ليست بعيدة كثيرا عن مدينة درسدن يمكن للسياح التمتع بزيارة ومشاهدة المناطق الجبلية الجاذبة للسياح من مختلف انحاء العالم، والتي تسمى سويسرا السكسونية والمشهورة بالصخور الرملية مختلفة الاشكال.
وهناك مناطق ونواح سياحية حافلة بالاثار والطبيعة الخلابة، مثل مدينة باوتسن التاريخية والتي يعيش فيها الالاف من السلافيين بلغتهم وثقافتهم الخاصة بهم، كما يمكن لزائر دريسدن زيارة عاصمة التشيك التي يطلقون عليها في تلك المنطقة المدينة الذهبية، وذلك انطلاقا من مدينة دريسدن حيث ان المسافة بين المدينتين لا تتجاوز الـ 150 كيلومترا.
المشهد الاخير:
لا شك ان الرحلة كانت تجربة مثيرة خصوصا وان غالبية اعضاء الوفد الصحافي لم يسبق له ان زار المانيا، ويمكن القول ان الجهات التي عملت على ترتيب هذه الرحلة اجادت في عملها، حيث ان توزيع الوقت واختيار الاماكن وتناغم اعضاء الفريق مع المضيفين كان مثار اعجاب الجميع، حيث ان الامور سارت كما يحب الطرف الالماني المضيف وكما يحب الضيوف، دون ان تكون هناك ضغوط او ارباكات ما جعل اعضاء الوفد ينفذون بنود البرنامج دون ملل او احتجاج.
لذلك استحق هيئة السياحة الالمانية ممثلة بمديرها الاقليمي ومقره دبي السيدة انتيه رودينغ والجهات المعنية في كل من فرانكفورت وبرلين ودرسدن.
وما كان لهذه الرحلة ان تحقق هذا الانسجام بين اعضاء الفريق لولا الجهود والتخطيط والترتيب التي قامت بها شركة بريدج ميديا (مقرها في دبي)، حيث تابع مدير الشركة السيد سام عملية الترتيب للرحلة لحظة بلحظة بشكل مباشر او من خلال سكرتيرته الآنسة هنّادة الحريري، التي كانت تتابع لحظه بلحظة كل متطلبات الرحلة من معلومات وحجز التذاكر واصدار الفيز فاستحقت الشكر والتقدير وكذلك جميع العاملين في بريدج ميديا.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...577c1ddd1d.jpgمتعة التسوق في المدينة http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...b56a494d95.jpgمرشد سياحي يشرح للوفد تاريخ الكنائس والقصور في درسدن http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...140f744145.jpgفندق راق وسط مدينة درسدن http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...ea6763b438.jpgجسر ضخم يعلو نهر البه http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...5982957bde.jpgصخور شاهقة تنتصب في قلب وادي سحيق http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...2dac7a3cf6.jpgكنيسة السيدة العذراء http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...a399ab9448.jpgالسيارة «الشيوعية»... تجربة في شوارع درسدن http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...hahatat.09.jpgإطلالة من نافذة أحد الفنادق على المدينة ويبدو نهر البه http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...hahatat.10.jpgشكل آخر من ابتكار الخالق - عز وجل http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...dd85e74762.jpgالسرير الذي نام عليه الرئيس الأمريكي في أحد فنادق درسدن http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...625c0bb8e3.jpgالوفد الصحافي مع مضيفيهم في احد المشاهدمواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- استفسار على الفنادق
- ياخبراء ألمانيا شرايكم بكلام هذا العضو عن الفيزا ؟ تكفون موعد السفاره قريب
- افيدوني الله يعافيكم ضروري بشان برنامج سفرتي
- فيزة المانيا
- استفسار عن شركات الموبايل والانترنت
- احداثيات الاماكن في ميونخ وماحوليها والمانيادعوه للمشاركه
- محتار يا جماعة ؟؟؟
- ملخص تجاربي للتاكس فري من ميونخ
- ياخبراء فرانكفورت دوسلدورف ممكن مساعده؟
- اين اجد مصنع عسل لانجنيز
- استفسار عن اجار السياره بفرانكفورت
- شرليكم ب هالفنادق اعتمدها والا لا ابي احجز يالله
- استفسار بخصوص استجار السياره
- رايكم عن خط رحلتي وبرنامجي
- لزيارة ألمانيا، طلب مساعدة
- الخطوط الألمانية أم السعودية ؟؟
- شتوتغارت لماذا ؟؟؟؟؟
- ابي برنامج لألمانيا والنمسا
- استفسار عن إرسال تأكيد الحجز على الإيميل
- سؤال بخصوص مبلغ التامين على السيارة في المانيا
المفضلات