عندما سمعتُ رنين الجرس ، قلتُ في نفسي ، على مايبدو لن أرتاح هذه الليلة ، وسوف اعاني من هذه السفرة شيئاً كثيراً من المتاعب ، ولم يكن على ذهني ، إن في رنين الجرس سيكون مقدمة للفرج ، الذي سيتحقق حتماً في فتح الباب !!
أسرعتْ ( الخادمة ) المغربية بفتح الباب ، ثم عادتْ إلينا بالفرج ، فقالتْ إلى صاحب الشقة ، على الباب أربعة شباب سعودين يطلبوك ، خرج إليهم و أدخلهم في غرفة من الشقة غير الغرفة التي نحن بها جلوس ، لكنني أسمعهُ يرحب بهم ، و يسألهم متى وصولهم ؟ و هم يقولون له : الآن وصلنا و أتينا إليك في الحال ...
المهم/
أدخلهم في غرفة و أغلق عليهم الباب ، و عاد إلينا و طلب مني أن استسمحه ، و صارحني الرجل بالصراحة ، قال ليَ : هؤلاء جماعة سعودين ، في كلِّ سنة يسكنون عندي في هذه الشقة ، و ما أريد أقول لهم الشقة مأجرة ، فهم معتادون عليها ، وطلب مني طلب ، لكن أطمئن أنـــا رايح أوفر لك شقة آخر ، أحسن من هذه ، وأخذ يمدحها !! و قالَ لي وهي تناسب لوضعك و امكانياتك ، حيث يكون آجارها مناسب إلك ، وهي بالدور الثالث ، فوق هذه الشقة بالضبط ، إلا انه ينقصها ( الهاتف ) و ( ستلايت ) ....
بصراحـــــة / أنـــا الآن اطمئنيت بعض الشي ، و حتى الشقة الثانية لو تركها ليَ بالمجان مارايح أقبلها بالمرة ، بسبب ما رأيت منهم من الاستغلالية !!
وقلتُ في نفسي ، هذه فرصة كي أتخلص من هؤلاء ، رايح أتحجج عليهم ، مرة بالهاتف ، و مرة بالستلايت ، و مرة كونها في الدور الثالث و هكذا ، وبهذا الحجج أكيد بتخلص من بين ايديهم ....
فعلاً .... فوراً أخذُني إلى الشقة الثانية ، و قبل أن يأخذني إليها أخذني إلى هؤلاء السعوديين ، و قال لهم هذا الرجل الآن وصل من السعودية وقد استأجر هذه الشقة ، لكن بما أنتم عملائنا من عدة سنوات ، ترخص لكم الشقة و صاحب الشقة ،
المهم/ أخذني إلى الشقة الثانية ، دخلت الشقة و بصراحــــة / لا تصلح للسكن ، كأنها مهجورة من سنة أو عدة أشهر ، غبار ، مكركبة ، سيئة ، أثاثها جداً سيئة .... لكن صاحب الشقة قالَ ليَ : الآن بخلي (الخادمة) تقوم بترتيب و تنظيف الشقة بس امهلنا دقائق حتى نكتب ( العقد ) للجماعة ألي تحت بالشقة ، قلتُ لهم براحتكم ، هو نزل من عندي ، أنــــا فوراً فتحتُ الكرتون الذي كان معي !!
و فرغتُ ما به من حاجيات بالحقيبة التي معي ، و نزلتُ من العمارة ، و كان بالعمارة في الدور الأول ( معهد ) تدريب و تعليم ( راح عن ذهني اسمه ) لكن على ما أظن تدريب على إصلاح الأجهزة الكترونية ، كالتلفاز و الرادو ، شيئ كهذا .... ....
المهم/
طلعتْ من العمارة ( لا ادري إلى أين أذهب ، و عن ماذا أبحثُ واسأل ؟
إلا أني خرجتُ مسرعاً متخفياً خائفاً ، أن يراني أولاؤك الثلاثة ، فيمسكوا بي من جدّ و جديد ...... وتعود القصة و المساومات و المفاوضات المتعبة ، و دوخة الرأس من جديد ، هذا ان بقي في جسدي رأس من فعل هؤلاء الذين تلقونا بالكراج ....
المهم/ خليت حقيبتي على كتفي و صرت أمشي بالشارع من خلف العمارة ، و تركتُ أولاءك مع ( الشاة ) الذين سقطوا في أيديهم ، إلى هُا لا أدري عن مصيرهم ، و لم أتواجه معهم أبداً .
صرتُ أمشي بالشارع ، و قد رأيتُ الشارع نابض بالحياة ، بالرغم أن الوقت متأخر ، وقد أصبحنا على وجه النهار ، إلا أنه بيسر و سهولة ، تجد سيارة آجرة ، فالتكاسي لا تتوقف من التجول و التجوال بالمدينة و شوارعها ، فأشرتُ إلى تاكسي ، فوقف إلى جانب الرصيف ...
فالحقيقة أنـــــــا / لاأدري ماذا أقول له ! و إلى أين تكون وجهتي ، لذا قلتُ له : أريد الكراج ، سألني الكراجات كثيرة ، أي كراج ، فقلتُ له : كراج (الســـــالم ) لئن كانت رحلتي على نقليات السالم ، فسألني هل أنت مسافر هذا اليوم ؟ قلتُ له إن شاء الله ، فقال ليَ أركب ، سألتهُ عن الاجرة ، بكم التوصيلة ؟ فقال ليَ : الآن الوقت متأخر ، ورايح أرجع من ( الست ) فاضي من غير ركاب ، ففهمتُ فيما بعد ، ان المنطقة التي بها الكراج يقال لها ( الست ) أي السيدة زينب ، فطلب مني 300 ليرة ، فقلتُ له توكلنا على الله ، وطول الطريق وهو يكلمني عن الكزونات و محلات الرقص والسهرات ، اشياء آخر !!
فقلتُ في نفسي ، لا يمكن أن يجرأ هذا الشخص بهذا الحديث الساقط ، إلا وسبق له أن وجدّ الخليجيين ، يرمون أنفسهم على هذه السهرات ، و يحيون لياليهم في الكازونات المشبوه ....
و لا يمكن أن يحكي ليَ عن هذه المحلات ألا أخلاقية ، إلا و انه وجدّ من يطلبها منه من السياح الخليجيين ، و بتالي تصور في ذهنه ، انه كلُّ من جاء من الخليج جاء من أجل الانحراف و الانخراط في الحرام !!


خليكم معي اكمل لكم احداث رحلتي الوحيدة إلى سوريا الحبيبة ...

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: