أتى يوم الجمعـه وقد أتى معه الفرج

كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف فجراً تقريباً

وقد أُطلقت صافرة الإنذار في أنحاء المنزل

كانت صافرة من نوع آخر تبعث الروحانية والطمأنينة في الروح

مصدرها من اللاب توب الواقع على طاولة بجانب السرير

بصوت مؤذن الحرم المكي علي أحمد ملا

حان الآن وقت صلاة الفجر حسب التوقيت المحلي لمدينة هاملتون

تفتحت كلتا عيوني مستجيبة لداعي الرحمن

قمت من فراشي حتى أنعم بدُش دافئ في هذا الجو القارص

فرشت سجادتي وأقمت صلاتي متوجهاً للقبلة

بعد التسليمتين اخذت انا ومعدتي الخاوية نتسابق إلى المطبخ

وقمت بإعداد فطوري المتواضع بدون كأس الشاهي

لموعدي الشبه يومي بفنجان القهوة في كوفي يفبع على ضفاف نهر ويكاتو

تناولت فطوري سريعاً وتوجهت إلى الكوفي

وهذه صورة من الكوفي مطلة على النهر





ومن هذا المكان بدأت التفكير في عدة أمور تشغل تفكيري

منها موضوع البحث ومجموعة من الشباب قد اتصلوا بي لنذهب في رحلة إلى أحد المدن القريبة

فقد أعتذرت منهم لإنشغالي في البحث وإعدادهـ ولم أجد عذراً لنفسي عن تقديم البحث

بينما كنت في دوامة تفكير في هذين الموضوعين أتتني الفراسة والحنكة السعودية بفكرة سعودية 100 %

خطرت في بالي فكرهـ رائعه جداً

تجمع لي متعة السفر التي أدمنتها نفسي وأحبها قلبي

وفائدة القيام في البحث والإنتهاء من تقديمه بإختصار الوقت وإختزال المجهود معاً

وكنت أخاطب نفسي قائلاً موضوع البحث بعنوان ( الفرد وتنوع البيئات من حوله )

والسفر من مدينة إلى أخرى يعتبر تنوع بيئي ومثال يحقق هدف البحث من كافة الجوانب

ولكن هنالك مشكلة ستقف عائقاً أمامي وهي أن تكون مراجعي أكاديمية

وقتها أخذت جرعة مدججة بالقهوة تفائلاً مني بأن الحل الأول أتى بعد تناولها

ولم أنتظر طويلاً حتى حصلت على حلين ولكن لا أخفيكم أن نسبة الفشل فيها كبيرة

الحل الأول أن أذهب لـ كرستينا وأخبرها بالأمر وأطلب منها التنازل عن المراجع الأكاديمية

الحل الثاني أن أجهز أمور الرحلة وأكتب البحث بدون أن أخبرها وأن أضعها أمام الامر الواقع

على قول المثل العامي ( أن ما لقحت ولا ما ضرها الجمل ) لأني كنت حاط في بالي أني ما راح أكتب البحث

أخترت حلاً وسطاً وهو أني أذهب إليها وأخبرها بأني سأقوم بالبحث بطريقة مغايرة دون أن أبيّن لها التفاصيل

كانت الساعة الثامنة والربع صباحاً وبقي 45 دقيقة على محاضرتي الأولى

كانت كتبي معي في السيارة وبعدها توجهت إلى الجامعة

إنتهيت من المحاضرة وفي ذلك اليوم لم يكن عندي سواء محاضرتين الأولى قد سجل إسمي فيها بكشف الحضور

والثانية الساعه الثالثة عصراً وهي لنفس المادة التي يجب علي أن أكتب بحثها

لم أطيق الصبر حتى موعد المحاضرة وكنت أريد أن أجهز أمور الرحلة قبل موعد صلاة الجمعة

وذهبت على وجه السرعة إلى مكتب الدكتورهـ لأجد ورقة معلقة على باب المكتب

قد كُتب عليها سأعود خلال 15 دقيقة أنتظرتها حتى وصلت لمكتبها

دخلنا سوية إلى المكتب وفاتحتها بالموضوع دون أن أتطرق للتفاصيل رغم أن طلبتها مني إلا أنني أعتذرت لها بأن ستعرف كل شيء لاحقاً

قالت : طلب غريب لكن هذا البحث لا بد أن يستكمل ويُسلم في موعدهـ ويجب أن تتحمل نتائج طريقتك

قلت لا عليكِ سأتحمل كل شيء بنفسي

ودعتها وهي تحمل إبتسامة الدهشة واللهفة لمعرفة ما وراء هذا الطالب

نقطة الإنطلاق كانت عبر الإنترنت عن طريق لاب توبي الحبيب صديقي الصدوق في الغربة لأبحث عن الفنادق

في المدينة التي سأتوجه إليها وكانت لدي ثلاثة خيارات .. روتوروا .. تابو .. نايبير

وقع إختياري على الأخيرة لأن الأولتين قد قمت بزيارتها سابقاً وفرصة لإكتشاف الثالثة

وبما أن الرحلة كانت في بداية الويكند هنا بالطيع سيكون هنا زحام على الحجوزات للسكن

وبفضل الله تيسرت أمور السكن في أحد الفنادق الممتازة في وسط المدينة

الخطوة الثانية كانت في شنظة السفر الصغيرة وتعبئتها المعتادة بالملابس والحاجات اللازمة لمثل هذه الرحلة

إلا أن هناك شيئاً مختلفاً هذه المرة يتمثل بوجود ضيوف غرباء على هذه الشنطة

دفتر ومجموعة أقلام ودكشنري للمساعده في الكتابة حتى الحقيبة كانت تستعد لرحلة من نوع آخر

الآن أريد الإتصال بالشباب الذين قد إعتذرت منهم سابقاً لأخبرهم بأني سأذهب في رحلة لوحدي وأشرح لهم الأسباب لئلا يفهمون الموضوع بطرية خاطئة

لأني لو رحت معهم ما راح أكتب حرف واحد الدعوة بتروح تمشيات وفله وبلوت وكبسات

عموماً فضلت أن ألتقيهم شخصياً لإقتراب موعد صلاة الجمعة وبالطبع سوف يكونون متواجدين في المسجد

تجهزت لأداء الصلاة في المسجد وأخذت حقيبتي معي متجهاً إلى المسجد لتبدأ الرحلة من هذا المكان المبارك

إلتقيت الشباب بعد الصلاة وكانوا متفهمين جداً وتقبلوا الموضوع بصدر رحب

توجهت إلى مطعم ( ناندوز ) في وسط المدينة وهو مطعم هندي ( ضربت في النعمه لين قالت العنز يا خاله )

وأنطلقت نحو تلك المدينة الشاطئية الرائعة عفوًا إلى تلك البيئة الجديدة بمعنى أصح

وهذه بعض الصور في الطريق

بداية الطريق





التوقف عند أحد المحطات للتزود بالوقود





لا تعليق

7
7








عذراً إسمحوا لي بأن أتغزل في معشوقتي النيوزلندية الأرض البكـر

كنت ولا زلت يا معشوقتي منذ أن لمحتك لأول مرة في حياتي

من خلال نافذة الطائرة أنني في حلم

وكأني عدت إلى أيام طفولتي مع ذلك الفيلم الكرتوني المدبلج .. هايدي ..

فـ جبال هايدي وهضابها وسهولها ووديانها

لا تساوي شيء

لا تساوي شيء

لا تساوي شيء

بجانبك يا نيوزلندا

كنت أظن أن أرض هايدي هي نهاية الطبيعة وآخر مرحلة من مراحل الخيال

كنت أظن مصمم الفيلم قد أجرم في تصميم هذه الطبيعة لكنه سقط من عيني

كنت أتمنى بأن أكون شخصية مدبلجة للعيش في وسط هذه الطبيعة

والآن احمد ربي لكوني بشر وسنحت لي الفرصه لأن أعيش على أرض نيوزلندا

فأنتي جنة الله في أرضه

فأنتي جنة الله في أرضه

فأنتي جنة الله في أرضه



إنتهى

الجزء الثالث قصص أكشن فكونوا على الموعد

كان ودي أخلص السالفه بجزئين لكن أسترسلت في هالجزء وراح تكون النهاية في الجزء الثالث

أعتذر لسوء الصور كلها صورتها بيدي اليسار ما عدا الصورة الأولى

* لست مسؤول عن الأخطاء الإملائية العتب على النظر

ريــح المطــر

تحية عطرهـ

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: