صفحتي الثانية استمتعوا بقرائتها :24:
من المسالك والممالك
\الاصطخري (ص 45 )


واما جند الشام فان قصبتها مدينة دمشق وهي اجمل مدينة بالشام كلها .
وهي في أرض واسعة بين الجبال تحيط بها مياه كثيرة وأشجار وزروع متصلة
وتسمى تلك البقعة (الغوطة) عرضها مرحلة من مرحلتين ليس بالمغرب مكان انزه منه

ومخرج مائها من تحت كنيسة يقال لها الفيجة وأول ما يخرج مقداره ارتفاع ذراع في عرض باع
ثم يجري في شعب تتفجر فيها العيون فيأخذ منه نهر عظيم أجراه (يزيد بن معاوية)
يعرض في كثير ثم يستنبط معه نهر( المزة ) و (نهر القنوات) ويظهر عند الخروج من الشعب
بموضع يقال له (النيرب) ويقال انه المكان الذي قال الله تعالى فيه (وآويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين)

ثم يبقى من هذا النهر عمود النهر فيسمى (بردى) وعليه قنطرة في وسط مدينة دمشق
لا يعبره الراتب غزارة وكثرة فيفضي الى قرى (الغوطة) ويجري الماء في عامة دورهم وسكنهم وحماماتهم


وبها مسجد ليس في الاسلام مسجد أحسن ولا أكثر نفقة منه
وأما الجدار والقبة التي فوق المحراب عند المقصورة فمن بناء الصائبين وكان مصلاهم ثم صار في ايدي اليونانيين
فكانو يعظمون فيه دينهم ثم صار لليهود وملوك من عبدة الأوثان فقتل في ذلك الزمان (يحيى بن زكريا)عليه السلام
ونصب رأسه على باب هذا المسجد بباب يسمى (جيرون )
ثم تغلب عليه النصارى فصار في أيديهم كنيسة يعظمون فيها دينهم
حتى جاء الاسلام فصار للمسلمين واتخذوه لهم مسجدا
وعلى باب جيرون حيث نصب رأس (يحيى بن زكريا )نصب رأس (الحسين بن علي) عليهما السلام
فلما كان في أيام (الوليد بن عبد الملك )عمره وجعل أرضه رخاما مفروشا
وجعل وجه جدرانه رخاما مجزعا وأساطينه رخاما موشى ومعاقد رؤوس اساطينه ذهبا
ومحرابه ذهبا مرصعا بالجواهر ودور السقف كله ذهبا مكتبا كما تطوف ترابيع جدار المسجد

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: