ويكفي محافظة حمص أنها تحتوي في ربوعها مدينة النخيل (تدمر) والتاريخ العريق. وهل هناك سائح يأتي إلى سورية دون أن تكون تدمر في برنامج زيارته، خاصة بعد توفر كل متطلبات السائح إن كان يريد قضاء أكثر من يوم في فنادق تدمر الراقية، أو كان زائراً تكفيه ساعات بين أثار تدمر الخالدة، فوسائط النقل المريحة متوفرة، والطريق الإسفلتي الموصل إليها من دمشق (220كم) أو من حمص (150كم) من نوعية جيدة.

وتتوسط تدمر البادية السورية وسط واحة خصبة. وشهرة تدمر ومجدها وعظمتها وحضارتها المتألقة من إنجازات ملكتها الجميلة الزبَّاء (زنوبيا) التي ثارت على الإمبراطورية الرومانية فبنت وحصنت تدمر وعززت موقعها وشأنها، ومازالت الآثار العظيمة لتلك الفترة ماثلة وشاهدة بدءاً من: معبد الإله بعل (بل) إلى شارع الأعمدة الرئيسي وقوس النصر، إلى الآغورا والحمامات والمسرح الكبير ومجلس الشيوخ ومعبد نابو ومعسكر ديو كلسيان والكنيسة البزنطية، إلى الأقنية المحفورة لاستخراج وجر المياه، وإلى المدافن البرجية في وادي القبـور، والمدافن الأرضيـة، وبقايــا نبع أفقا الذي كان الشريان الذي وجدت تدمر بجواره، وتلك الواحة الخضراء ذات الجنان اليانعة الغنية بأشجار النخيل التي أعطت الاسم اللاتينيلتدمر (Palmyra)، وأشجار الزيتون التدمري الشهير. إنها جنة صغيرة في محيط يغلب عليه الجفاف. مع سبخة كبيرة (الموح) كانت وما تزال محطة لأسراب الطيور المهاجرة. ومتحف تدمر الأثري غني بمنجزات الفن التدمري لعصور مختلفة. كما أن متحفها للتقاليد الشعبية يقدم صورة جلية عن فولكلور تدمر الشعبي. كما أصبحت تدمر وجهة آلاف الزوار والسياح في شهر أيار من كل عام للإستمتاع بمهرجان البادية الذي يُقام فيها.

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: