أما أنا حقيقة أحن الى أيام الطفولة، كانت أجمل الأيام على الإطلاق لما فيها من الذكريات الجميلة و الشقاوة والبراءة والتشوق لمعرفة كل جديد في مدرسة الحياة.
كنا نصوم حتى صلاة الظهر ثم نفطر خصوصاً اذا كنت أتابع قراندايزر أو سندباد، لكن كان التلفزيون السعودي يغتال فرحتنا حينما نكون منسجمين بمتابعة توم وجيري أو pink panther ويتم قطعها لعرض المسلسل الكرتوني المدبلج عدنان ولينا.
كانت الإجتماعات العائلية لها مذاق خاص حينما يذهب الجيران الى أحدهم للسهر مع بعض ثم ينتقلون عند آخر لتناول الشاي والقهوة، في الجهة الأخرى تجد نساء الحارة يمارسون ذات الطقوس، أما أولاد الحارة فيمارسون طفولتهم البريئة بالألعاب الميدانية المختلفة منها كرة القدم والدورات المصاحبة وكذلك كرة الطائرة لها طعم خاص في رمضان حينما تذهب لمزاولتها حتى يحين موعد الإفطار، وكان بعض الأولاد يمارسون التسلية بالشروخ والصواريخ والمضاربات كانت جميلة جداً خصوصاً عندما تتضارب مع أحدهم وبعد 10 دقائق تعودون اصحاب شي رهييييييب فلاوجود للأحقاد الخفية والنفسيات السيئة في الطفولة بتاتاً.
أما في الوقت الحالي ففي أول أيام رمضان لابد من الإجتماع في ( البيت الكبير) لدى الوالدة حفظها الله نجتمع مع الأخوان والأخوات وعوائلنا طبعاً كما جرت العادة السنوية لدغدغة المشاعر الاسرية الجميلة التي باعدتها ظروف الحياة الغريبة، وعادة في رمضان نتواصل مع الأهل والأقارب في جزء من اليوم الرمضاني ثم أتفرغ لمتابعة أبرز الأعمال الدرامية والبرامج الدينية النافعة وماشابهها.
وكان لي فرصة أن صمت رمضان في جدة ومكة المكرمة والرياض الا أن صيام رمضان في أبها له مذاق آخر حيث أنعم الله علينا ببرودة واعتدال الجو مما يجنبك الظمأ والتعب والإرهاق.
العام الماضي وفي آخر أيام رمضان كنت محظوظ بقضاء آخر أربعة أيام في حبيبة القلب دمشق.
ياااااااااااااه ما أجمل رمضان في تلك الديار الجميلة، خصوصاً أنني أعشق التسكع في حاراتها القديمة وخاناتها العتيقة، كنت أذهب لتناول الإفطار في أحد المطاعم المعروفة مثل القصر الأموي أو علي بابا ومن ثم أصلي المغرب ثم أمارس هواية المشي وشرب الشاي وهو (أفضل الأصدقاء) حتى تحين صلاة التراويح فأذهب للصلاة في الجامع الأموي ثم أتوجه الى أحد المطاعم القديمة لمتابعة مسلسل باب الحارة وما أجمل أن تشاهد ذلك المسلسل وأنت تجلس في مقهى قديم شبيه بباب الحارة، شعور لايوصف، بعدها أقضي وقتي في القيمرية والبزورية ومدحت باشا وباب توما، ألتقي بعدها بعدد من الأصدقاء السوريين نذهب لمقهى الروضة أو لمطاعم الربوة، توشكا وما أدراك ماتوشكا، حتى يحين السحور ومن بعده أعود لمقر سكني وأبقى حتى صلاة الفجر التي أغط بعدها في نوم عميق الى ما شاء الله.

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: