كنت فــــــــي الأردن * شلاش بن مقبل الضبعان
قضيت في هذه البلاد العزيزة أياماً ، أمتع النفس بالمناظر الخلابة والأجواء الساحرة والآثار المعجزة الشاهدة ، فتارة في عجلون أصعد درجات قلعة البطل الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي ، ليصعد القلب إلى آفاق من العز والمجد والسؤدد ، وأنظر من فتحاتها إلى مجد تليد بأيدينا أضعناه. وتارة في جرش أنظر إلى آثار الأمم ، وحضارة البشر ، موقناً بأنها لو دامت لغيرنا لما وصلت إلينا ، وبأن الدنيا دوّارة يوم لك ويوم عليك ، ولا قوي إلا وجه الله ، ولا باق إلا الحي القيوم. وتارة في مكتبات عمّان ، أتنقل بين بساتين المعارف ، وفنون الفكر ، وأغبط أصحاب المكتبات على هذه النعمة التي يحيون فيها ، فهم يعيشون مع العباقرة والعظماء في مكان واحد وتحت سقف واحد ، بعضهم مع الشافعي وأحمد ومالك والإمام الأعظم ، وآخرون مع ستيفن كوفي وهنري كيسنجر ودايل كارنيجي ، وآخرون مع الرافعي والعقاد وشوقي ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها. وتارة في سيارات الأجرة أحادث هؤلاء الوزراء المرافقين الذين يعطونك من كل بستان زهره ، ومن كل ألم أمل ، ومن كل حقبة قصة فهم رجال الشارع ، وهم سفراء الوطن. وتارة على ضفاف البحر الميت ، أعالج الجسد ولو كان القلب جريحاً ، وأستشفي بالميت الذي أراه حياً زاخراً والأموات غيره كثير ، فليس كل من كان يحمل روحاً هو من الأحياء ، فالموت موت الهمة والضمير والأمانة.
كنت أتقلب في مياه البحر المالحة ناقلاً بصري إلى الضفة الأخرى متسائلاً بقلب مكلوم : متى الصلاة فيك يا أقصى ؟،، شاعراً مع ذلك بعجزي وتقصيري ، وبالمقابل إكباري وتقديري للمرابطين على أرض فلسطين الطاهرة ، الذين حملوا عنا الهم فسهروا يوم أن نمنا ، وجاعوا يوم أن شبعنا ، وعانوا من القتل والتدمير يوم أن أمنا ، واختاروا طريق المقاومة يوم أن اختار بعضنا المراقص والحانات ، وحاربوا بما يستطيعون يوم أن حاربنا بهز الوسط والعري الفكري والخلقي. جميل أنت يا أردن .. راقية أنت يا عمّان البلقاء ، متميزة أنت يا أرض الأشراف ، بسهولك ، بهضابك ، بجبالك ، بمائك ، بأهلك،، لقد رأيت أثناء وجودي طيبة هذا الشعب ، وكرمه وتواضعه ، الكل يدعو والكل يرحب ، والكل يشعرك أنك أخاه الذي لم تلده أمه ، صافعاً سايكس وبيكو على خديهما الأيمن والأيسر ، ومبيناً أن الأخوة العربية الإسلامية لا زالت موجودة وراسخة وثابتة ولو نعق الناعقون ، لا يفرقها حدود ولا تمزقها تأشيرة.
ورأيت صحوة إسلامية كبيرة في الشوارع والمساجد ، بين الكبار والصغار ، والرجال والنساء وحق للأردن أن تفخر بهذا التميز ، فلا عز لنا ولا أمن ولا تقدم إلا بديننا وعقيدتنا. ورأيت أمنا وأمانا ، في كل شبر توجهت اليه ، وفي مكان أتيته. وفي الختام: لك أن تتساءل - عزيزي القارئ - كم جلس كاتب هذه السطور في جبل الحسين ، ليخرج بهذه الانطباعات الجميلة ؟،، لأقول لك : هي ثلاثة أيام فقط ، قليلة العدد كثيرة المشاعر والأحاسيس . فسلام أيها الأردن ، وسلام يا أهل الأردن ، وإنا إن شاء الله إليكم عائدون.
- كاتب سعودي
المصدر
http://www.addustour.com/news/Viewol...asp?Nid=279628مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- مساعدتكم يا اخوان
- استفسار عن الذهاب الى تركيا
- من اين اخذ
- صور من الزبداني
- انتبهوا ايها الأزوج ، رجل يتلف عين زوجته في رمضان والسبب
- محتاجة لردكم عاجلاً
- انا في سوريا لاتفوتكم سوريا ياعالم
- أصحاب الملاهي الليلية في مدينة التل متعاملين مع عصابة سرقة
- الطريق الى الزبداني
- حادث شنيع لسعوديين بسهل الزبداني
- فنادق حلب
- للي عندهم خبرة في فنادق سوريا ؟
- وحدااني الان في سوريا
- الأسد يصل إلى الرياض اليوم الأحد
- أبي رأيكم بكل صراحه ماسبب عزيزي السائح بأختيارك سوريا كجدول دائم في رحل
- ارتفاع كبير لليره امام الريال
- اخوكم راح ورجع سوريا في نفس اليوم لمعرفة الاحداث ادخل وشوف الموضوع
- تحية لاعضاء المنتدى
- «السورية» تجدد أسطول طائراتها وتوسِّع شبكة خطوطها الدولية
- عاجل مطعم الياسمين في حلب
المفضلات