سكان ضانا يبدعون منتجات يدوية سياحية مستوحاة من طبيعة المنطقة الساحرة

**ahmedgaper** · 01-16-2015, 11:22 AM

سكان ضانا يبدعون منتجات يدوية سياحية مستوحاة من طبيعة المنطقة الساحرة

لا يكتفي السكان القاطنون في القرى القريبة من محمية ضانا بما تجود به طبيعتها من واقع خلاب لجذب السياح والزائرين، بل عملوا على إبداع عدة طرق ومنتجات يدوية لجذب السياح واستقطابهم عبر صناعة وصقل العديد من المنتجات السياحية في مشاغل أو مشاريع اقتصادية هناك من قبيل الحلي والنحاسيات بتصاميمها المستوحاة من تلك الطبيعة الساحرة.
تقول سامية الخوالدي (35 عاما)، إحدى المستفيدات من المشاريع الاقتصادية التي تديرها محمية ضانا، إنها تعمل في مشاغل المحمية منذ نحو 11 عاما استطاعت خلالها تأمين مصدر دخل لأسرتها وأبنائها الأربعة، خصوصا وأن زوجها عاطل عن العمل في الوقت الحالي.
وتضيف الخوالدي أنها منذ قدومها للعمل في المحمية تعمل على تشكيل قطع الفضة والنحاس بتصاميم فريدة مستوحاة من طبيعة المحيط الحيوي للمحمية، لتباع في معرض المحمية إلى جانب منتجات المشاغل الأخرى فيها؛ مثل الفواكه والأوراق والأعشاب المجففة.
المدير المالي والإداري في المحمية، فيصل الرفوع، يشير إلى أن العمل في مشاغل المحمية تقابله رواتب جيدة، إضافة إلى أجور تدفع مقابل كل قطعة في بعض الأحيان.
ويضيف الرفوع أن العاملين في مشاغل المحمية مشمولون تحت مظلة الضمان الاجتماعي ويخضعون لنظام إجازات، إضافة إلى تأمينهم بخدمات التأمين الصحي.
ويقول الرفوع إنه بالإضافة إلى دورها كوجهة سياحية مهمة جنوب المملكة، فإنها مكان مهم لتشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة من أبناء المنطقة؛ لاسيما من أبناء بصيرا والقادسية وفينان وغيرها من القرى المحيطة.
أما عن أسعار بيع منتجات المشاغل، فتقول الخوالدي إنها تتأثر بارتفاع أسعار المعادن في الأسواق العالمية، خصوصا وأنها تعتمد على الفضة والنحاس الخالصين، وهذا ما يبرر ارتفاع أثمان الحلي والقطع التذكارية المعدنية في بعض الأوقات.
وتنفذ حاليا في منطقة ضانا ثلاثة مشاريع اقتصادية تعود على المجتمع المحلي بالفائدة الاقتصادية وتسهم في تشغيل أيد عاملة؛ لاسيما من الفتيات، حيث تعمل هناك نحو 30 سيدة في هذه المشاريع من المجتمع المحلي.
وتعمل إدارة المحمية على خدمة المجتمع المحلي من خلال توفير 85 فرصة عمل لأبناء المجتمع المحلي بشكل دائم من شباب وفتيات من تلك المنطقة للعمل في إدارة المحمية والمواقع السياحية، التي تشمل بيت الضيافة ومخيم الرمانة ونزل فينان، عدا عن مشاغل الحرف اليدوية من فضة ونحاس وجلود وشموع، إضافة إلى معامل تجفيف الفواكه والأعشاب الطبية إلى جانب نشاط الدلالة البيئية.
وبحسب تقرير استفادة المجتمع المحلي من نشاطات محمية ضانا العام 2010، الذي أعدته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، فقد بلغت قيمة استفادة المجتمع المحلي الإجمالية من المحمية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية ونزل فينان بين رواتب ومصاريف نحو 544.6 الف دينار.
وارتفعت منفعة المجتمع المحلي في العام الماضي 28.3 % عن العام 2009.
وتستخدم المحمية عمالة مؤقتة بأجور يومية في مواسم السياحة الكثيفة لمساعدة فريق العمل في المحمية والاستعانة بخدمات بعض العائلات لتنفيذ الأعمال وتقديم خدمات لواقع المحمية المختلفة، ويستفيد منها سنويا ما يقارب 200 أسرة، إضافة إلى الاستعانة بالسكان لنقل الزوار والمجموعات السياحية بواسطة وسائل النقل التي يملكها الأشخاص والجمعيات، والعديد من الأعمال الأخرى.
من جهته، قال مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، يحيى خالد "إن الجمعية عملت، خلال عمليات تطوير السياحة البيئة، على إشراك أبناء المجتمع المحلي في برامجها، كما سارت برامج بناء قدراتهم جنبا إلى جنب مع تنفيذ تلك البرامج؛ حيث تمكنوا من الحصول على أكبر قدر ممكن من منافع تلك البرامج، وقد كان توفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي التي هي أولى أولوياتهم، لذا تبنت الجمعية سياسة تعتمد على تعيين أبناء المجتمع المحلي في جميع الوظائف المتوفرة، وإشراكهم في برامج ونشاطات سياحية في المحمية، وهي وسيلة لمحاولة توفير بدائل اقتصادية لأبناء وبنات العائلات الذين كانوا يعتمدون على المحمية كمصدر رزق لهم؛ كالرعي".
وأضاف "أن الجمعية قامت بتطوير العديد من المشاريع الاقتصادية الصغيرة؛ مثل الحرف اليدوية وتسويقها لزوار المحميات، وتؤمن هذه المشاريع الكثير من فرص العمل لأبناء وبنات المجتمع المحلي".
عن "الغد" الأردنية