مواقع سياحية خلابة تتجاهلها الكاميرات المحلية
"لا حظّ للأردن في كاميرات أبنائه"، مقولة تصدق كثيرا على الأعمال الدرامية المحلية، حيث لا مكان لتلك الوديان البهية، كوادي رم، والموجب، والحسا، ولا امتداد لسهول الشمال التي يجتاحها الربيع من كل صوب، ولا ارتفاع لجبال السلط وعجلون بمحمياتها، في كاميرات الأفلام المحلية والدرامية، على الرغم من أن تلك الأماكن تمثل مهدا لحضارات قديمة، وذاكرة يصعب أن تتلاشى من عدستها تلك الصور الزاهية، فضلا عما يمكن أن تدره من دخل سياحي، في حال إشهارها عبر تلك الأعمال التي يمكن أن يشاهدها ملايين العرب.
غير أن الفنان الأردني محمد القباني، يرى عكس ذلك، حين يقول "كنا من أوائل من ذهبوا للتصوير خارج الأستوديو، بكاميرا سينمائية واحدة، وكان سبب الخروج للاستفادة من طبيعة الأردن الجميلة".
ويستذكر القباني أن الفيلم التلفزيوني الأردني "رحلة صيد"، كان من أوائل الأفلام التي أظهرت سحر جمال وادي رم، الذي يعد الأكثر شهرة في المملكة.
لكن قباني، يؤيد أن تلك التحركات التصويرية، عفا عليها الزمن، وأن الحال تغيرت منذ أواخر الثمانينيات، لسببين، أولهما قلة الإنتاج الدرامي، والثاني لأن التلفزيون الأردني لم يعمل على تطوير ذاته، ولا حتى القيام بأي جهد لاستقطاب مشاهدين جدد له، كي يحافظ على النسق الدرامي السابق".
ويؤكد أن المسلسل، في العادة، يعتبر أداة ترويج كبيرة للسياحة في حال استغلال الطبيعة المحلية والمرافق المتاحة، كالجامعات الأردنية، مثلا، التي يمكن أن تكون أداة للترويج التعليمي، وكذلك المستشفيات، التي بوسعها أن تروج للسياحة العلاجية، أما الأماكن الجميلة والرائعة والغريبة للأردن، وفق القباني، فهي كثيرة ومتنوعة، ما يجعلها كفيلة باستقطاب عدد كبير من السياح إليها.
ويشير القباني إلى وجود صحوة، مؤخرا، لإظهار "المولات" والمناطق الراقية في المملكة، لكن ليس بالزخم المراد، مبينا أن هناك روايات أردنية تحترم كما يؤكد الفنان الأردني محمد العبادي، بأن العمل على تنشيط السياحة إلى الأردن هو أمر بيد الفنانين، ويقول "المنتجون العرب يرون أن الفنانين الأردنيين لا يجيدون غير التمثيل البدوي، وأن المسلسلات المعاصرة لا دور لهم فيها، ما يجعل أماكن التمثيل المحلية مقتصرة على الصحراء".
غير أن العبادي يبين أن فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، شهدت محاولات درامية محلية للترويج السياحي للأردن.
أما المشاهدون والمتابعون للأعمال الدرامية المحلية والعربية، فلهم رأيهم، أيضا، في هذه القضية، إذ تقول العشرينية ريما العالي، إن" المسلسلات والأفلام المصرية والسورية تخدم العمل السياحي للمنطقة، وتشد المشاهد حتى لمتابعة الفكرة، والتفكير جديا في القيام بزيارة تلك الأماكن".
وتشير العالي إلى أن هناك أفلاما مصرية أشهرت الأحياء الشعبية، والفول و"الطعمية" و"الكشري"، وغير ذلك من الأماكن، ومنها الراقية، أيضا، ما يجعل المشاهد يرغب بعيش اللحظة والتجربة في تلك الأماكن.
وتضيف أن هذا الأمر لا يقتصر على المصريين، فقط، إذ إن السوريين يعملون، أيضا، على شد المشاهد إلى مأكولاتهم ومتنزهاتهم، وحتى لهجتهم المتنوعة، بين "الدمشقي" وأهالي الشاغور والحمصيين، مؤكدة أن هذا الأمر يكاد يكون مفقودا في الأعمال الفنية الأردنية.
وبحسب المخرج الأردني بسام المصري "في بدايات الدراما الأردنية، إبان فترتها العظيمة، كانت بعض الدول العربية تفرض أن لا يتم ذكر أي مدينة أو قرية أردنية في أعمالنا الفنية، حتى لا يتم تحديد المكان والدولة المصور فيها العمل".
ويؤكد أن المحطات الفضائية العربية، والتي تسوق هذه المسلسلات، كان لها دور رقابي كبير، ما أثر كثيرا على الدراما الأردنية ورواجها، التي عملت على بناء أسماء فنية كبيرة من دون بناء للهوية الدرامية الأردنية نفسها.
ويلفت المصري إلى أنه، وبعد العام 2000، ظهرت شركات إنتاج أردنية، محاولة إصلاح الموقف، لتلافي ما تعرضت له الدراما الأردنية من هجر وتناس، فظهرت أعمال لشركات خاصة لا دخل للدولة فيها.
ويبين أن المسلسلات عملت على رفع نسبة السياح العرب إلى تركيا من 7 % إلى 40 %، مشيرا إلى أن هناك رؤساء دول يأمرون تلفزيوناتهم بشراء الأعمال الدرامية والترويج لها.
أما الناقد الأردني محمود زواوي فيبين أنه، وقبل الحديث عن هذه المفارقات بين العمل الأردني ونظيره العربي، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأعمال المحلية قليلة جدا، ما يجعلها غير قادرة على المنافسة.
ويشير إلى أن الأعمال العربية تجد، في المجمل، من يقوم بدعمها، كوزارات السياحة أو هيئات تنشيط السياحة، ما يعزز إمكانية ترويجها وإخراجها بصورة جميلة ومشرقة.
غير أن مدير مكتب وزيرة السياحة هشام العبادي، يرد على ذلك بقوله "دورنا هو العمل على إيجاد التسهيلات لأي جهة تطلب المساعدة في إنتاج أعمال أردنية أو أغان وطنية".
لكن الوزارة، وفق العبادي، غير قادرة على تقديم الدعم المادي لهذه الأعمال؛ لأن ميزانيتها لا تسمح بذلك، مؤكدا أن قلة الأعمال الفنية يعود لغياب القطاعات الإنتاجية الكبيرة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة بحاجة إلى قرار وطني، والعمل على تخصيص ميزانية من الدولة لدعم الأعمال الفنية، من أجل ترويج السياحة المحلية.
تقرير عن "الغد" الأردنية
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- صنعاء هذه الأيام في صور
- ماذا لديكم من معلومات عن الاردن؟
- ولد جده في ضيافة اهل الكرم والجود والعلم اربد الاردن
- كيف الوصول الى نهر مجردة في تونس
- محفظة مفقودة في ضاحية الرشيد
- سيدي بوسعيد أثناء الغروبفبراير
- اريد معلومات وافيه
- منتجع الحديدة لاند معقولة
- معلومات سياحية عن ليبيا
- مدينة الاعمدة
- اول مره ازور الهاشمية الاردنية واحتاج مشورتكم في برنامج الرحلة
- ماعين و شلالات المياه الساخنه بعدستي
- مسافر بعد رمضان ابغي مساعدتكم
- فنادق مدينه إب بالصور
- هل حمل الكاش مهم في تونس
- الجزائر وما أدراك ماالجزائر ؟ بقلم عربي
- مساعدتكم بسرعة أنا طالب أريد الدراسة في الأردن
- مطلوب شقة بالجبيهة
- سائح جديد 10 ايام في الاردن
- اي أقرب طريق وأفضل من حرض الى صنعاء
المفضلات