توجه الركاب المتوجهين إلى المحطة الاخيره ولا أظن أن من بينهم من كان خائفاً مثلى معذور كما أسلفت صغر سن وقله خبره وابتعاد عن دف المكان الذي اعتدت عليه رغماً عن أنى حلفت بأغلظ الإيمان أنى لن أعود(جاهلاً وقتها كنت بغلاة الأوطان) وهوان الغريب.

تشاغلت بمن حولي علِى انسي ما إنا مقدم عليه كان معظمهم من الهنود وكلهم يشبهون ذلك الذي دلني على المسجد في مطار الدوحة(إذن إنها حقيقة) بين الهنود سود أيضا!!!

أتت المضيفة تدفع إمامها مانسميه بترابيزه لها عجلات(مليئة بألوان من الشراب) لا أخفيكم سراً إذا قلت انه لا خبرة لي بأمور الشراب غير ذكريات بعيده كان فيها بعض من اقاربى يشرب فيها مثل هذه المشروبات قبل أن يقرر الإمام جعفر محمد نميرى التخلص منها ، كنا صغاراً يهمنا في الزجاج قيمته بعد أن يعب من يشتريه محتواه في جوفه...وياتى الحماري منادياً (ألمعاه قزاز شوالات صفايح(حتى صفائح كانت تنطق بلحن(صوفويح) المهم أنى هممت بان اطلب منها أن تسكب لي منها فقد اغرتنى الألوان غير أنى تراجعت وفكرت في قصص كثيرة عن سكارى غابوا عن الوعي وفعلت بهم الخمر الأفاعيل لاسيما وانأ مقبل على بلد لأخال لي فيه ولا عم ولا قريب عدا أبناء عمى الاثنين وكانوا يدرسون على بعد 38 ساعة بالقطار من المطار...قطار ينهب الأرض نهباً(ماكنت أظن أن القطار بمثل هذه السرعة فلا خبرة لي بركوب القطارات سوى رحله واحده من الخرطوم لبور تسودان استغرقت ثلاثة أيام بلياليها (فُك فيها الباكم الذي لا اعلم ماهو أكثر من 28 مره) كل مره يتوقف فيها القطار يخبرنى احدهم بان احدهم فكه ألباكم!!!

ما حدث أنى لم استجب لشيطاني الذي زين لي أن طعمها بمثل حلاوة لونها(يا لها من كذبه اكتشفتها لاحقاً)
تنبهت إلى حقيقة أنى مقبل على بلد لا يجدي فيه الحديث بلغتي التي أجيدها فصعقت وبدأت استجمع دروس بعيدة تلقيتها في المدارس وكنت لا أبه بها كثيراً ياليتنى فعلت(تذكرت أول مات ذكرت حصص الاسبلينغ واستاذى العزيز محمد المدني وضحكت على نفسي بعد أن كنت اضحك عليه بعد كل تلك المقالب التي دبرتاها له)

التفت للهندي الجالس بجواري واذكر أنى بعد جهد جهيد سألته سؤال لو سالنى أحدكم نفس السؤال بنفس الكيفية لما أجبته وقد كان سؤالي كالاتى وأتحداكم أن تجيبوه(Do what time Aero plane arrive??)
الغريب في الأمر انه أبدى تجاوباً ولكن للاسف لم افهم ماقاله(هههههههههههه)
على العموم كنت مرتاعاً جداً للفكره.

واخيراً بدا العذاب واتى صوت اظنه كان الامر بربط الاحذمه لقرب محطة الوصول.

لا اذكر شياً غير انى تليت كل ايه كنت احفظها.

وفى الحلقه القادمه تجربتى فى المطار.

بعد ان تلوت كل صلواتى ترجلت عن الطائره وكان الوقت اشبه بالصباح ولكننى كنت مذهولاً من كثره القوم.

لم اكن ادرى انه يمكن لهذا العدد من البشر ان يجتمع فى وقت واحد فى داخل مطار!!! وانا من كان يلعن توافد الغرباء على سوق امدرمان يالى من ساذج...تلفت يمينا ويسار على اجد مايدلنى على الخطوه التاليه. وجدت من اتوا معى على نفس الطائره يتجهون وينظمون انفسهم فى صفوف ذهبت إلى حيث ذهب القوم ووقفت متابطاً شنطتى ال(هاندباق) حتى وصلت الى نهايه الصف تامل الرجل جوازى ونظر فى وجهى حتى شككت ان هناك فى شكلى مايريب وطفقت اتذكر جرائمى فلم اجد من بينها مايدعو لمثل هذه النظره..بدا فى ادخال معلومات إلى جهاز الكمبيوتر ثم ناولنى الجواز مهمهماً ولم اعره انتباهاً وادرت له ظهرى وتاملت تاشيره الدخول ابتسمت فى خوف وسالت نفسى ماذا بعد ياسامى؟؟

حقيقه الامر انى كنت ضائع تماماً ووحيد فى نصف هذا الحشد الرهيب نعم وحيد جداً.

فكرت فى نصائح اصدقائى الذين سبقونى الى هذه البلاد وتذكرت منها انهم نصحونى بان استاجر سياره من المكاتب الملحقه بالمطار ولا استاجرها من الشارع فهذه مخاطره..هممت بالتوجه للخارج او ماظننت انه الخارج فاذا بيد تشدنى من الحقيبه(يالطيف بدينا) التفت لاجد نفس الوجه الذى اخبرتكم عنه ذلك الرجل الذى بدا معى حديثاً لم يتم.
سالنى إلى اين انا متجه فاخبرته باسم المدينه!!
فقال وكيف ستصلها يابرلوم.

هنا تيقنت من ان خمسين دولارى قد كتب عليها الضياع وانا من بعدها.

سالنى ايضاً ان كنت احمل(تحويله) تيقنت تماماً انه اللص المقصود بكل التحزيرات التى تلقيت.
اجبته بالنفى فضحك وقال وهل سيكون والدك فى انتظارك قالها فى تهكم واضح!!
صمت فامرنى بالا ابرح مكانى!!

لا ادرى لماذا انصعت لامره وقتها!!

اختفى لدقائق واتى وحمل حقائبه وامرنى ان اتبعه ففعلت وانا لا املك خياراً اخر.

اخبركم لاحقاً بماذا فعل معى هذا السودانى ولماذا ابحث عنه حتى الان بعد انقضاء خمسه عشر عاماً على الحادثه.

اواصل فيما بعد

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: