كرواتيا.. وجمال العيش في جوهرة الأدرياتيكي
شعار شعبها «لسنا أغنياء ولكن لدينا الشمس والبحر والقناعة»
لم يزر أحد كرواتيا، إلا وتمنى العودة إليها، فهي بلاد ساحرة أصبحت وجهة للمشاهير والنجوم من مختلف أنحاء العالم، تتمتع بطبيعة جميلة، وبحر نظيف وفنادق فخمة ومطاعم راقية. تستقبل سنويا أكثر من 7 ملايين سائح وتسعى إلى سقف 10 ملايين لتلحق بالاوئل مثل اسبانيا واليونان.
وإذا نظرت إلى خارطة كرواتيا سواء لوحدها، أو ضمن خارطة أوروبا، ستبدو لك وكأنها بساط ملون ملقى على حافة البحر الادرياتيكي، وإذا أمعنت النظر في أرضها وبحرها ستتخيلهما صورة لفرخ اللقلق فاغرا فاه، ويهم بالانطلاق.
كانت الرحلة إلى كرواتيا التي عشت فيها لأكثر من سنتين ممتعة بالسيارة. انطلقت من سراييفو في وقت مبكر وما أن طلع النهار حتى وجدت نفسي في كرواتيا، أرض منبسطة ومترامية الاطراف، وطرق سريعة وسط حقول الزعفران ومزارع الخضراوات والبقول وحتى الأشجار المثمرة. كان الجو حارا، أرخيت سقف السيارة، أصبح الهواء منعشا ومائلا إلى البرودة نوعا ما، حيث لا مكان للتلوث في بلد يستنشق نسمات البحر كل يوم، فاليابسة فيه تحيط بالبحر وليس العكس، ولمسافات ليست طويلة حتى تبدو كرواتيا وكأنها شواطئ وحسب. على شاطئ، تشيوفو، الكرواتي كان هناك خلق كثير ومن أجناس مختلفة، يتكلمون بكل لغات العالم تقريبا، لكني لست من محبي الاكتظاظ والازدحام على الشواطئ، ولا الصخب، فبحثت عن مكان أفضل وقد كان، تروغير، 13 ألف نسمة، هناك استمتعت ببعض الوقت قبل التوجه إلى مطعم سمك يقدم جميع أنواع الاسماك الطازجة، ولم أكن غريبا عن تلك الأكلات فأنا من بلد يحيط به البحر من الشمال والشرق.
مطاعم السمك في كرواتيا من أفضل المطاعم في البلاد بل في المنطقة، سواء على مستوى النظافة، أو حسن الاستقبال، أو الخدمات. وبالمنطقة بعض الآثار التاريخية كالقلاع وغيرها التي تعود إلى القرون الوسطى ومنها ما يعود إلى قبل ذلك بكثير، وبعضها مسجل لدى اليونسكو.
بعض الناس يحاولون صنع أجواء خاصة، كممارسة هواية شواء السمك في الهواء الطلق مع العائلة، ومن ذلك عائلة كرواتية قدمت من زغرب، عرضوا علي استضافتي ولكني ذكرت لهم بعض الموانع، فأصروا على حضوري مع تغيير في برنامجهم من أجلي، وكانت أمسية رائعة كسبت فيها صداقة عائلة عريقة ومحترمة.
يقول الكروات، «لسنا أغنياء ولكن لدينا الشمس والبحر والقناعة، لدينا الآن الحرية والديمقراطية، ونأمل أن تساهم السياحة في تحسين الاوضاع الاقتصادية بالبلد» والسياحة هاجس البلد الذي يخطو بثقة نحو عضوية الاتحاد الاوروبي في السنوات الخمس المقبلة، البعض يتوقع انضمام كرواتيا للاتحاد الاوروبي في سنة 2009. ولذلك تعمل كرواتيا على تحسين بنيتها التحتية، وبعضهم يصفها بـ«الثورة الاقتصادية» فقد تم تعبيد طرق سريعة جديدة في السنوات التي أعقبت الانفصال عن يوغسلافيا 1991، ومن ذلك الطريق السريع بين العاصمة زغرب ومدينتي سبليت وبولا، وهما من المدن الساحلية الرئيسية التي يزداد إقبال السياح عليهما إلى جانب التحفة دوبروفنيك. في مدينة سبليت ترى الشوارع المزدانة بالنخيل، وهي من بين المدن الاوروبية القليلة جدا التي يمكن للزائر أن يرى فيها الشرق والغرب، كما يمكن شراء بعض المنتوجات المحلية من الباعة الموجودين على الرصيف، ومن ذلك العسل، والحليب الطازج، والاجبان، فضلا عن الخضراوات والبقول. وشيء آخر مهم للغاية ومن نفس البيئة هو الاسماك، وإذا أسعفك الحظ يمكنك أن تشاهد الاسماك وهي ترقص رقصتها الأخيرة داخل صناديق العرض. وسبليت من أكبر مدن إقليم استرا السياحي، ومن أكثر المدن التي تعج بالمقاهي والمطاعم، ولا سيما مطاعم السمك بمذاق البحر الادرياتيكي، ومن أشهر شواطئها شاطئ باشفيتس. ولا يعرف الكثير من الناس في العالم ولا سيما عشاق السياحة في البلاد العربية سوى مدينة، دوبروفنيك، جوهرة الادرياتيكي، وهم على حق، لكن يمكنهم اكتشاف مدن كرواتية أخرى لا تقل جاذبية عن دوبروفنيك. فإلى جانب البحر، والمتاحف التاريخية، والتاريخ المصور للمنطقة، يمكن للزائر ممارسة الرياضة، في ملاعب ونواد ملحقة ببعض الفنادق أو مستقلة عنها. ففي كرواتيا هناك حلول كثيرة للتغلب على السأم، وتغيير طرق قضاء الاجازة.
ورغم أن استقلال كرواتيا حديث نسبيا إلا أن تقاليدها السياحية عريقة عراقة البلاد ذاتها، لكن نسبة السياح زادت في السنوات الاخيرة بما لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد. ومنذ سنة 2003 تستقطب كرواتيا المزيد من السياح الامر الذي لفت أنظار المواقع التقليدية لانجذاب السياح مثل اسبانيا واليونان وقبرص وتركيا ومصر وغيرها. والكروات منجذبون جدا لنمط الحياة الغربي، ولا سيما الجانب الفني، فهم مثلا يفتخرون بأن الكثير من المشاهير زاروا بلدهم «هل تعلم أن شارون ستون، وكلينت استورد، وروبرت دي نيور، وغيرهم زاروا بلدنا» لكن لا يتذكرون الزعماء الاوروبيين والاميركيين وغيرهم الذين زاروا أيضا بلدهم. وعلمت من بعض وكالات السياحة الكرواتية أن هناك أنشطة تقوم بها هذه الوكالات داخل الدول الاوروبية والمؤسسات المختلفة لجلب السياح ومن ذلك عقد اتفاقات مع مؤسسات تعليمية لايفاد الطلبة إلى كرواتيا لقضاء بعض العطل ومن ذلك موكب طلابي من اسبانيا يضم 300 طالب يقوم بزيارة كل من اقليم استرا ودوبروفنيك. وقد نجحت الجهات المشرفة على تسويق السياحة في كرواتيا في جعل بلدها تتصدر قائمة الدول التي يرغب الاوروبيون في زيارتها. ففي استطلاع للاراء قال «1.26 في المائة إنهم يفضلون كرواتيا، و3.13 مصر بينما قال 11 في المائة إنهم يفضلون ايطاليا و6.9 فرنسا و8.8 سلوفاكيا و1.8 النمسا و6 في المائة اليونان و7.5 بلغاريا و6.5 بريطانيا، و5.5 تركيا». ويشجع الكروات الصحافيين على زيارة بلدهم والكتابة عنها، لاستخدام ما يكتبونه في الدعاية للسياحة في بلدهم، ومن ذلك الصحف الاميركية والبريطانية والفرنسية والاسبانية والروسية والالمانية وغيرها.
جريدة الشرق الاوسطمواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- اريد مساعدتكم الله يخليكم اليونان
- ارجو المساعده التشيك
- لخبراء بلجيكا الرجاء المساعدة
- رجاء خبراء اوكرانيا
- الى الخبراء في دولة التشيك
- موستار وبيتهاش
- الفزعه يالربع التشيك
- لخبراء رومانيا مع الشكر
- ساعدونا يا شباب
- تاشيرة هولندا
- التشيك مجدداًطلب معلومات
- فندق الكونراد وشقق الماريوت في بروكسل
- ممكن مساعدتكم ابي اسال عن رومانيا
- فيزة رومانيا
- ليله في سراييفو البوسنه استفسارات
- تخصيص بوابة خاصة لرومانيا
- كافة المعلومات عن الدراسة فى السويد
- الى اهل الخبرة في اليونان
- سؤال عن سوتشي
- استفسار بخصوص ترانزيت تركيا
المفضلات