مبنى محطة الحجاز بدمشق...مع صور نادرة و حصرية لدمشق ... الجزء الثاني ..بقلم عمرو الملاح
الخميس - 17 حزيران - 2010 - 12:24:59
![]()
مبنى محطة الحجاز
يقوم بناء محطة الحجاز في حي القنوات، ومن هنا جاءت التسمية الرسمية (محطة القنوات)، وإن كانت التسمية الأولى هي الأكثر شيوعاً.
الواجهة الرئيسة الشمالية لمبنى محطة القنوات (الحجاز)، وهو من أبرز الأوابد التاريخية المشيدة في أواخر العهد العثماني التي ما تزال قائمة في دمشق.
لم تسعفنا المصادر التاريخية بشيء عن تاريخ تشييد هذا البناء بدقة باستثناء ما ذكره مؤرخ دمشق محمد كرد علي في كتابه المرجعي "خطط الشام" من "أن الخط الحديدي الحجازي كان ينتهي في محطة القدم القريبة من دمشق عام 1908 للميلاد .. إلى أن بنيت محطة القنوات بذاك التاريخ في قلب دمشق على طراز عربي وغربي حديث وبشكل جميل."
ومن ثم وجدنا أن الأمير محمد علي توفيق في كتابه "الرحلة الشامية"، الذي يصف فيه الرحلة التي قام بها في ربوع بلاد الشام في العام 1910، يقول: "خرجنا من المحطة ( المقصود محطة الحجاز) فركبنا... العربات، وقصدنا تواً إلى فندق فيكتوريا... ولم يكن ليصادفنا في الطريق الذي كنا نمر منه ( أي من محطة الحجاز إلى فندق فيكتوريا) ما يلفت نظر السائح .... غير تكية للمولوية ( أي جامع المولوية القديم قبل تجديده الموجود حاليا في الطرف الغربي لشارع النصر) وذلك النهر العظيم نهر بردى... وكانت المسافة منذ ركبنا العربات حتى وصلنا إلى النزل ( أي فندق فيكتوريا ) لا تتجاوز الدقائق."
في ضوء ذلك يمكننا الاستنتاج بأن مبنى محطة الحجاز قد شيد في الفترة ما بين العامين 1908-1910. وهو ما أثبته المؤرخ د. قتيبة الشهابي.
صورة ملونة يدوياً ملتقطة في بدايات ق 20 من الجنوب إلى الشمال من شرفة محطة القنوات (الحجاز) باتجاه فندق فيكتوريا.
وتظهر بوضوح الأرض الخالية أمام المحطة باتجاه جسر فيكتوريا، وفندق فيكتوريا ذي الجملون القرميدي الضخم يمين الصورة، وكذلك عنابر إصلاح العربات التي تجرها الخيول (الديليجانس) إلى اليسار من الصورة.
كما يبدو تجمهر الناس المتجهين بعد وصول رحلة القطار قادماً من محطة رياق في لبنان إلى محطة القنوات (الحجاز) بدمشق.
وتظهر في العمق غوطة دمشق الغناء وخلفها جبل قاسيون في أعلى يمين الصورة.
قام بتصميم هذا المبنى وأشرف على تنفيذه المعماري الألماني مايسنر باشا، كبير مهندسي السكة الحجازية يعاونه المهندس المعماري الإسباني فرناندو دي أراندا (1878-1969).
صورة ملتقطة من الشرق إلى الغرب للواجهة الشمالية الرئيسة لمبنى محطة القنوات (الحجاز) إبان العهد العثماني في بدايات ق 20.
ويظهر جزء من الجزيرة الخضراء الممتدة على طول شارع جمال باشا (النصر حالياً) في تلك الحقبة من الزمان.
كما يبدو عدد من حراس المحطة ينظرون إلى المصور أثناء التقاط الصورة.
وقد روعي في تصميمه المزج بين طراز العمارة الأوروبية من حيث الكتلة العامة، وتأثيرات الريازة العربية الإسلامية المتمثلة بالزخارف والأقواس والأعمدة والفتحات التي احتوت عليها الطبقة الثانية.
كذلك يظهر في يسار الصورة مبنى مدرسة الحقوق (وزارة السياحة) ذي الجملون القرميدي، أما في أقصى اليمين من الصورة فيبدو قسم من عنابر مبيت عربات الديليجانس وقبة المدرسة العزية (الكائنة في شارع المتنبي اليوم مقابل مؤسسة الكهرباء حالياً) وخلفهما البساتين الخضراء الخالية من أي عمائر والمتصلة بجبل قاسيون قبل الهجمة الشرسة للعمران عليها.
مبنى محطة القنوات (الحجاز) في بدايات عهد الانتداب الفرنسي، وهو من أجمل العمائر المشيدة في دمشق على طراز العمارة الأوروبية المطعمة بالتأثيرات العربية المركزة في أقواس وأعمدة الطابق الثاني.
صورة ملونة يدوياً ملتقطة في العشرينيات من القرن الماضي وتظهر في المقدمة الحواجز التجميلية الحجرية لمحطة القنوات ( الحجاز)، كما يبدو جمهرة من المسافرين وبعض المتنزهين يجلسون (مكان فندق الشرق حالياً) في أطراف بستان النعناع الممتد من هذا الموضع وحتى التكية السليمانية.
تشغل مبنى المحطة الحالي مكاتب إدارة الخط الحديدي الحجازي، إضافة إلى جعل بهوه الواسع معرضاً دائماً للكتاب.
صورة ملونة يدوياً لمكان بستان الغرباء وباحة المحطة الداخلية في العام 1921 وتظهر فيها بعض قاطرات الشحن تفرغ حمولتها بالمخازن الجانبية لبناء المحطة، ويظهر خلفها بستان الأعاجم أو الغرباء ومنطقة الحلبوبي قبل تعميرها بالأبنية الحديثة، وتظهر مئذنتا جامع التكية السليمانية وتجاهها مبنى مشفى الغرباء الحميدي (مركز رضا سعيد للمؤتمرات) ذي الجملون القرميدي ومن خلفهما مباشرة بساتين الغوطة الغناء وصولاً إلى قرية الصالحية الصغيرة ومن ثم جبل قاسيون .
صورة لبستان الغرباء في بداية ق 20 وتبدو في يسار الصورة الواجهة الجنوبية لمحطة القنوات (محطة الحجاز) وأرصفة القطارات، وكذلك يظهر جملون جامع تنكز قبل احتراقه وقسم من شارع جمال باشا (النصر).
صورة للواجهة الجنوبية الداخلية لمحطة الحجاز في العقد الثاني من القرن العشرين وتبدو النوافذ التي اتسمت بالطابع الإسلامي ذات الأقواس الدائرية الأبلقية والمبنية من الحجارة البيضاء و السوداء، كذلك بعض المسافرين على الرصيف رقم (3) في انتظار وصول القطار، وإحدى القاطرات القديمة وهي تتحرك في الرصيف الثاني بالمحطة .
وقد جرت في السنوات القليلة الماضية أعمال ترميم في هذا المبنى التاريخي حيث رمم سقف المحطة ونظفت الواجهات الحجرية وركب الزجاج المعشق التراثي على النوافذ والأبواب الرئيسة للمحطة بهدف إضفاء لمسة جمالية إلى المبنى القديم.
- عمرو الملاّح: باحث ومترجم له اهتمام بتاريخ سوريا في الفترة العثمانية المتأخرة. صدر له العديد من الأعمال المترجمة، ومن أهمها الكتاب المرجعي "دمشق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر" للمؤرخة الأمريكية ليندا شيلشر.
المراجع:
• الرحلة الشامية، الأمير محمد علي باشا؛
• خطط الشام، محمد كرد علي؛
• الروضة البهية في فضائل دمشق المحمية، عز الدين عربي كاتبي الصيادي؛
• منتخبات التواريخ لدمشق، محمد أديب آل تقي الدين الحصني؛
• مرآة الشام، عبد العزيز العظمة؛
• ولاة دمشق في العهد العثماني، د . صلاح الدين المنجد؛
• دمشق تاريخ وصور، د. قتيبة الشهابي؛
• فيرناندو دي أراندا، أليخاندرو لاغو وبابلو كارتاخينا.
مصادر الصور:
من أرشيفي الخاص وأرشيف الصديق الباحث الأستاذ علاء السيد.
..................تحياتيمواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- شباب اريد ترتيب جدول سفرتي بوكيت بتايا هواهين بانكوك
- مشكلة في اسمي على التذكرة الدولية ارجوكم ساعدوني يا اخوان
- مسافر جديد لتايلند
- ممكن مساعدهـ الله لايهينكم
- وصلنا بتايا
- شوبنق
- السفرالى سوريا
- المشرفين واهل الخبره ممكن المساعده
- استفسار بخصوص النقل من المطار
- كم تبعد عن
- استفسار بخصوص فندق باتونج بيتش ببوكيت والنوفوتيل ببانكوك والجو؟
- الرجاء افادتي عن تايلاند للعرسان
- السفر لمدة 26 يوم ارجو المساعدة
- رمضان في تايلند
- مشكله تايلند وما ادراك مآ تايلند
- في التقرير الربعي لمشروع سما ستي السكني تنفيذ من أعمال البنية التحتية والباقي خل
- تهنئة
- محتار في فنادق باتونج بيتش
- سؤال عن المواصلات بسوريا
- محلات خدمة الاتصالات الخاصة بالانترنت في بوكيت
المفضلات