المزامل جزء من التراث الفراتي واحدى الصناعات اليدوية القديمة لحفظ الماء وتبريده 2010-04-24
شكلت المزامل أي الأواني الفخارية المخصصة لحفظ الماء وتبريده جزءا من تراث منطقة الفرات وأسهمت مهارة صانعي الفخار المتوارثة منذ آلاف السنين في التعامل مع مواد الطبيعة وخلق إبداعات أصبحت نماذج للدقة والإتقان تحفظ في البيوت .
وقد وفرت طبيعة دير الزور بما تضم أراضيها من ترسبات طينية ورملية المادة الأولية اللازمة لصناعة المزامل.
وقال عمار كمور الباحث الآثاري إن صناعة الفخار وجدت في سورية منذ الألف السادس قبل الميلاد في منطقة الجزيرة تل حلث كما أن صناعة المزامل في دير الزور تعد احد أشكال تلك الصناعة حيث افتتح لها معامل خاصة منذ حوالي200 سنة في الدير العتيق واستعملت لترشيح المياه وتصفيتها بإضافة مادة الشب لتنقية المياه.
وأضاف أن المزملة سميت بهذا الاسم كون أصحابها يزملونها أي يغطونها بقطعة من قماش الخيش لتبريد الماء في الصيف ولحفظها من التشقق في الشتاء ويوضع تحتها وعاء من الفخار للحصول على الماء النقي الذي يرشح من الأسفل وتغطى بغطاء من الخشب كما توضع على كرسي من الحجر الرخامي أو الكلسي أو من الخشب .
واشار إلى أن الصانع يتفنن في بصم الرسومات والنقوشات التي يريدها على المزامل مبينا أن هذه النقوش منها ما يرتبط بالطبيعة الصحراوية وجماليتها ومنها ما يرمز إلى بعض العادات والتقاليد السائدة في التراث الشعبي الفراتي .
بدوره يقول عبد القادر سلامة صاحب أقدم مصنع للمزامل في محافظة دير الزور إن صناعة المزامل تعتبر من الصناعات اليدوية القديمة في المحافظة والتي لا تزال حاضرة على الرغم من كل التطورات فهي مهنة توارثها عن العائلة من آبائه وأجداده مبينا أن صناعة المزامل لا تختلف كثيرا عن صناعة بقية قطع الفخار في خطواتها الأساسية .
وأوضح أنه يتم أخذ ما يتركه فيضان النهر من طين بعد جفافه ويوضع في أحواض خاصة ويخلط بالماء والرمل والملح وبعد الخلط تصفى هذه المواد من خلال مناخل خاصة ثم تترك في أحواض للتجفيف وتغطى بالخشب أو النايلون للحفاظ على ليونتها ثم تخلط مرة ثانية حتى تتجانس الحبيبات ثم تقسم إلى قطع متساوية للبدء بالعمل.
وبين سلامة أن صنع المزامل يبدأ من القاعدة والتي توضع بعد صناعتها في مكان غير معرض للشمس حتى تصبح صلبة بحيث يمكن البناء عليها ثم يتم الانتقال للمرحلة الثانية وهي إضافة البناء وعادة لا يتجاوز ارتفاعه عشرين سنتيمترا ثم ترجع للمكان نفسه للتجفيف أيضا والوصول لحالة القساوة التي يمكن البناء عليها مرة أخرى ومراحل العمل هي التي تحدد حجم المزامل التي تبدأ من سعة عشرين ليترا إلى200 ليتر بعدها يقوم صانع الفخار بوضع بعض النقوش والكتابات التزيينية وفقا لموهبته.
وقال إنه بعد تجفيف قطع المزامل توضع بشكل هندسي ثم تدخل إلى الفرن بحيث تكون كل منها داخلة في الأخرى حسب الحجم حيث تستمر عملية الشي عشر ساعات تبدأ بنار هادئة ثم تتدرج بالارتفاع حفاظا على الفخار من التشقق وتستعمل لذلك أفرانا ومعدات تقليدية الصنع.
ويوضح سلامة أن اللون الطبيعي للمزامل هو الأبيض المائل إلى الإصفرار وهو اللون الذي تكون عليه في حال كان صنع وشي القطعة صحيحا أما الألوان الأخرى كالأحمر مثلا فهو يدل على أن الترشيح ضعيف وصلابة الفخار كذلك أما الأخضر فيدل على أن ذرات الرمل قد احترقت وانعدمت المسامات لافتا إلى أن صناعة المزامل قلت في الآونة الأخيرة بسبب قلة اليد العاملة والجهد الكبير الذي تتطلبه وانتشار البرادات الحديثة .
من جانبها تقول هناء عبد المنعم إحدى مستخدمات المزامل إن لماء المزملة طعما خاصا وتنقية تضاهي بها جميع فلاتر الماء الحديثة وهي معلم مهم من معالم البيوت الديرية القديمة حيث تركن في صدر البيت مشيرة الى أن المزملة التي تملكها في بيتها ورثتها عن جدتها ولا تزال تقوم بعملية تصفية المياه وتبريده.
..................تحياتيمواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- الى الاخوة السوريين
- استفسار
- مجموعة اسئله
- هل هذا الفندق قريب من المستشفى الامريكي
- دفتر التربتيك
- أريد السفر لسوريا برا
- الرجاء المساعده في الاختيار
- استفسار سريع،بحجز اليوم والسفر بكرة
- فنادق تايلند ؟؟؟؟
- حاله الطقس في بوكت متجدد
- شوية أسئله
- ممكن مساعدة لشهر العسل ؟
- ابي ارووووووووح
- الفزعة يا شباب اخويا مسافر
- ايهما افضل ان اقوم بتحويل الريال السعودي مباشره
- استفسار عن فندق في بتايا
- اول مره اسفر سوريا ارجو المساعده
- محتار
- اول مره تايلاند بتايا
- ارجوالمساعده
المفضلات