الفطر نبات خال من الكوليسترول ينافس اللحوم والفواكه والأدوية في قيمتها العالية
حيث كشفت دراسة علمية حول «عش الغراب»
أن هذا الفطر نبات خال من الكوليسترول، وأن قيمته الغذائية تنافس اللحوم والفواكه والأدوية أيضا
ويقول العلماء المصريون بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لوزارة الزراعة المصرية ان التحاليل الكيميائية التي أجريت على عش الغراب (الفطر)
أكدت أنه يتمتع بقيمة غذائية عالية تفوق القيمة الغذائية لمعظم أنواع الخضر والفاكهة ويقترب كثيراً من القيمة الغذائية للحوم،
الأمر الذي جعل العديد من الدراسات العلمية حول العالم تعتبره بمثابة الغذاء البديل للحم،
في حين أطلق عليه البعض الآخر تسمية «لحم الفقراء»،
مؤكداً أن القيمة الغذائية لفطر عيش الغراب تكمن بالدرجة الأولى في محتواه من البروتينات التي تشكل 5% من وزن المادة الطازجة للفطر، وهو ما يعادل 35 الى 40% من وزن المادة الجافة،
وهو الأمر الذي يجعل عش الغراب يتفوق على معظم أنواع الخضر والفاكهة وهو لا يتميز بارتفاع نسبة هذه البروتينات فقط بل ونوعية هذه البروتينات،
لأن الأحماض الأمينية التي تتكون منها بروتينات عيش الغراب مشابهة كثيراً لتلك التي تتكون منها البروتينات الحيوانية كبروتينات اللحوم والحليب والبيض،
حيث تتكون بروتينات عيش الغراب من أكثر من 20 حمضاً أمينياً
وهي من الأحماض الأساسية التي تعد ضرورية لحياة الانسان ونموه نمواً طبيعياً،
وهذه البروتينات الموجودة في عيش الغراب يمكن أن تعوض البروتينات الحيوانية بنسبة 100% بينما البروتينات النباتية الأخرى للحبوب والبقول والخضر لا تعوض البروتينات الحيوانية إلا في حدود 40 الى 50% وهو الأمر الذي يجعل فطر عيش الغراب منافسا حقيقيا وقويا للحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى
ويذكر العالماء المصريون:
«أن عيش الغراب لا ينافس اللحوم فقط بل ينافس الفواكه والخضروات أيضاً،
لأن الفطر ليس منبعاً للبروتينات فحسب وانما للفيتامينات أيضاً، فقد أثبتت التحاليل أنه مصدر جيد للعديد من الفيتامينات كمجموعة فيتامين «بي» وفيتامينات «سي» (حمض الأسكوربيك) و«كي» و«إي»، بل ويمتاز عن باقي النباتات باحتوائه على فيتامين «دي»،
ورغم أن عيش الغراب لا يحتوي على فيتامين «ايه» إلا أنه يحتوي على المادة الأولية لهذا الفيتامين على صورة كاروتين»،
مشيراً إلى أن هذا الفطر يعد كذلك من المصادر الجيدة للأملاح المعدنية،
لأن محتواه في هذه المواد يعادل تقريباً محتوى لحم البقر ويفوق محتوى بعض المنتجات الحيوانية كاللبن والزبد،
كما يفوق محتوى العديد من أنواع الخضار والفواكه كالخيار والتفاح والطماطم وغيرها،
أما أهم الأملاح التي يحتويها عيش الغراب فهي أملاح البوتاسيوم والصوديوم والفوسفور كما يحتوي على أملاح الكالسيوم والحديد والنحاس أيضاً
وتوضح الدراسة :
أن التحاليل أثبتت كذلك أن عش الغراب رغم أنه من المنابع الجيدة والقيّمة للبروتين والفيتامينات والأملاح،
إلا أنه يعد فقيراً في المواد الكربوهيدراتية مقارنة بالأنواع النباتية الأخرى كالحبوب والبطاطا والبطاطس والتفاح، لأن هذه الكربوهيدرات لا تشكل سوى 3.5 الى 5.2% من وزن الفطر،
بينما تبلغ نسبة هذه الكربوهيدرات في القمح مثلاً 60 الى 70%، مشيراً إلى أن الفطر يعد فقيراً كذلك في محتواه من المواد الدهنية التي تتراوح بين 0.01 الى 0.2%. إضافة الى كل ذلك فإن الفطر يحتوي على العديد من الانزيمات المهمة التي تساعد على عمليات الهضم
وقد أثبتت التحاليل أن عدد هذه الأنزيمات يصل إلى حوالي 24 إنزيماً، كما يحتوي على مواد تعد من فاتحات الشهية وتحسين حالتها،
وأكد أن هذه المكونات تجعل الفطر غذاءً متكاملاً ولكن أهميته لا تعود إلى ذلك فقط بل تتعدى الى اعتباره بمثابة الدواء،
لأن عيش الغراب نظراً لاحتوائه على مجموعة فيتامينات «بي» فإنه يحمي الجسم من التهابات الجلد والأغشية المخاطية والأمعاء والتي تنتج عند نقص هذا الفيتامين في الجسم كما أن حمض الفوليك الموجود به يحمي الجسم من فقر الدم أو الأنيميا.
ووجود الكولين به يحمي الجسم من تراكم المواد الدهنية ويمنع نزيف الكلى وتضخم الطحال الذي ينتج عن نقص هذه المادة، بخلاف مواد يجري البحث عنها حول العالم في فطر عش الغراب مضادة للسرطان، وخصوصاً بعد فصل مضاد حيوي يدعي Neblarine الذي يستخدم في علاج الأورام السرطانية والوقاية منها
ويكشف العالم المصري أن انخفاض محتوى الفطر من المواد الكربوهيدراتية تجعله مناسباً لمرضى السكر والأفراد الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم،
حيث أثبتت الدراسات أن تناول الفطر بشكل منتظم لعدة أسابيع متوالية يساعد على تخفيض كوليسترول الدم بنسبة تصل إلى 45%، ولنفس هذا السبب يعد عيش الغراب مناسباً للأفراد الذين يعانون من السمنة ولكل أولئك الذين يرغبون في المحافظة على رشاقة أجسامهم وحيويتها
جدير بالذكر أنه يوجد من عيش الغراب 5000 نوع حول العالم،
ويبلغ عدد الأنواع المزروعة منه على نطاق تجاري 10 أنواع فقط تتبع 3 أجناس هي الغاريقون ـ المحاري ـ الصيني
وينتج الفطر في أكثر من 120 دولة
وتأتي أميركا في المقدمة وتنتج منه 200 ألف طن سنوياً تليها فرنسا 180 ألف طن ثم هولندا فالصين فتايوان،
والغريب أن زراعة الفطر تجارياً في الوطن العربي ما زالت في بداياتها الأولى رغم أن العالم ينتج منه 202 مليون طن سنوياً.
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
المفضلات