مازال الكثير من زوار سورية والمهتمين بتاريخها وتراثها وآثارها يرددون تلك العبارة التي أطلقها مرة العالم الأثري الفرنسي: شارل ميترولو (لكل إنسان في العالم وطنان: الوطن الذي ينتمي إليه و سورية.. (فسورية أرض الحضارات التي تراكمت أوابدها عبر آلاف السنين لتشكل نهراً من الآثار و لتحكي قصص التاريخ بدءاً من دمشق العاصمة أقدم مدن العالم المأهولة مروراً بحلب التي أقام على تلتها (قلعتها حالياً) ابراهيم الخليل (عليه السلام) و(حلب) بقرته هناك إلى الساحل وبحره وغاباته وجباله وإلى السهول الداخلية، حيث أفاميا الرائعة والغاب الأخضر وإلى البادية الشامية وعاصمتها الفريدة تدمر رائعة زنوبيا وإلى الجزيرة الفراتية حيث دير الزور وجسرها المعلق الشهير وسهول الحسكة الخضراء والرقة عاصمة هارون الرشيد والرصافة عشيقة هشام بن عبد الملك .. وإلى الوسط حيث حماة و نواعيرها المعجزة على نهر العاصي و حمص أم الحجار السود ومدينة سيف الله المسلول خالد بن الوليد.
تبدأ الرحلة من العاصمة دمشق، حيث سيحتاج السائح أياماً وأياماً ليتمكن من زيارة تلك الأوابد الأثرية والأماكن الرائعة من بواباتها السبع وما تبقى من سورها إلى بيوتها القديمة التي تحول بعضها إلى مطاعم ومقاه، حيث يشعر من يزورها بحميمية المكان وعبق الياسمين الدمشقي وهناك القصور المدهشة كقصر العظم وبيوت السباعي والقوتلي ونظام وغيرها. هناك الجامع الأموي الكبير معجزة الأمويين المعمارية وهناك الأسواق والحمامات كنور الدين والملك الظاهر بالاضافة الى متعة التسوق في الحميدية والبزورية وبعدها يمكنك التوجه الى الحمامات القديمة للاستجمام. إنها دمشق الفريدة بكل شيء بجبل قاسيون المطل عليها وكأنه نسر يحرسها والتي انتشرت الاستراحات على قمته ليشاهد الزائر دمشق بمنظر بانورامي جميل و هناك ساحة المرجة التي يعرفها الزوار بعمودها الأثري الشهير وبأنها مركز الحلويات العربية التقليدية الشهيرة المصنعة بالسمن البلدي والفستق الحلبي والجوز البلدي.
حلب والشمال و إيبلا: مدينة حلب عاصمة سورية الشمالية (وتبعد عن دمشق 350 كلم) لها جذور قديمة وعريقة ترجع إلى ما قبل التاريخ ويقال إن ابراهيم عليه السلام مرّ بها وحط رحاله على تلتها العالية (حيث القلعة) وحلب بقرته الشهباء فيها ومن هنا جاءت تسميتها: حلب الشهباء. وكانت حاضرة مزدهرة منذ الألف الثالث قبل الميلاد و بقيت ذات مكانة هامة على مر القرون.
من أجمل مواقع حلب التاريخية والأثرية والسياحية قلعتها الشاهقة الضخمة التي تطل على المدينة بمنظر ساحر وهناك أسواقها القديمة المتصلة الممتدة على طول عشرة كيلومترات وبواباتها وسورها وحماماتها وخاناتها الشهيرة كخان الوزير والصابون وغيرها. الى جانب الجامع الأموي الكبير الذي بناه سليمان بن عبد الملك على غرار جامع دمشق والذي يتم ترميمه حالياً. بالقرب من حلب تقع إيبلا التي اكتشفتها بعثة أثرية إيطالية فأحدثت مكتشفاتها صدى عالمياً كبيراً. وهناك إدلب الخضراء مدينة الزيتون ومحافظة المدن المنسية التي تتناثر على أرضها كدليل على تعاقب الحضارات وفيها قلعة سمعان و متنزهات كفر جنة.
منقول للأمانة من جريدة الشرق الأوسط
[glint]محبكم أبنكم[/glint]
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
المفضلات