حرب المئة يوم ذهبت بالوعود والآمال ومعارك (نهر البارد) تركت آثارها
موسم الاصطياف في مواجهة الهاجس الأمني عاليه تشهد حركة خجولة وبحمدون تتطلع لاستعادة مصطافيها
صيف بأية حال عدت يا صيف...لم يجد اللبناني الذي يعوّل على موسم الاصطياف أفضل من البيت الشعري الشهير لأبي الطيب المتنبي (عيد بأية حال عدت يا عيد) - الاعتذار منه سلفاً - للتندر بما آلت اليه حال موسم الاصطياف في لبنان من جراء الأحداث الأمنية والسياسية المتسارعة على جسم هذا الوطن الصغير... وللاشارة الي موسم حزين، بعدما كان فصل الصيف من أجمل المواسم اللبنانية، لما يحمله من خيرات على هذا البلد... حلّ فصل الصيف وموسم الاصطياف ولم يحلّ ضيوف لبنان، فقد غيّروا وجهتهم الى بلدان أكثر أماناً واستقراراً... فيما لبنان يعيش الهاجس الأمني بامتياز من أقصاه الى أقصاه... ولا من يسأل. أحداث أمنية متلاحقة بدأت شرارتها عشية موسم الاصطياف بأحداث نهر البارد التي انطلقت في 20 أيار الفائت ومستمرة الى اليوم، وما رافقها من أحداث أمنية متلاحقة تجلّت بمسلسل التفجيرات المتنقلة والتي أصابت عمق عنوان الاصطياف اللبناني: عاليه، فأطاحت (هدنة المئة يوم) وطيّرت موسم الاصطياف، لتبدو مدن الاصطياف وبلداته وقراه حزينة، ومشتاقة الى أهلها الذين غادروها على عجل في الصيف الفائت، إثر اندلاع حرب تموز... والمواطنون اللبنانيون يمنّون النفس بالتعويض عن خسائر الصيف الفائت بالموسم الحالي... غير ان ما لم يكمن في الحسبان وقع. الأحداث الأمنية والسياسية أرخت بظلّها على كامل الوطن وحرمت لبنان من استقراره، وأسقطت العامل الأساسي في تدفّق السياح وفي مقدمتهم المصطافون العرب والخليجيون اليه... لينطلق الموسم في مدن وبلدات الاصطياف ليس فقط خجولاً، بل وحزينا أيضا... وما كان يؤمل منه التعويض وان بنسبة ضئيلة من خسائر الصيف الفائت، الى الآن معدوم، ويكفي في هذا السياق، عرض واقع عروسة المصايف عاليه وشقيقتها بحمدون، كونهما بوصلة الاصطياف اللبنانية. الانتصار على التفجير عروسة المصايف عاليه التي سبق ودفعت ضريبة غالية الصيف الفائت من جراء مغادرة مصطافيها العرب أرجاءها وعلى عجل بسبب حرب تموز، وبعدما وصلها مسلسل التفجيرات المتنقلة عشية انطلاق الموسم الاصطيافي - السياحي - ومسارعة القيّمين عليها من بلدية ومجتمع مدني على لملمة الأضرار وإكمال استعدادات المدينة لموسم الصيف الحالي الذي كان مرتقبا بـ(هدنة المئة يوم) للتعويض عن خسائر الصيف الفائت، أسوة بغيرها من المدن والبلدات اللبنانية، تعيش اليوم على وتيرة الحالة السياسية والأمنية القائمة في البلد...
موسم الاصطياف الحالي في عروسة المصايف يعول على الحركة الذاتية بالدرجة الأولى، وعلى ما يتيسّر من حركة خجول للأخوان الخليجيين الذين تحدّوا الواقع اللبناني وقدّموا الى عاليه لقضاء فترة قصيرة في ربوعها... تأكيدا منهم على تضامنهم مع لبنان والوقوف الى جانبه في محنته... بيد أن هذا التواجد هو محدود مقارنة مع المواسم السابقة... وبالمقابل، فان المدينة بمؤسساتها وفعالياتها من مجتمع مدني وهيئات اقتصادية وسياحية، استعدّت كما في المواسم الماضية، لاستقبال من يفد اليها في هذا الموسم بالتحديد.
وعليه، فان مدينة عاليه التي تحوّلت في السنوات الأخيرة الى مدينة لكل المواسم، بما توفّره من مقومات، لم تنكفىء على ذاتها إثر ما أصابها من تفجير اعتبر وترجم رسالة الى الموسم الاصطيافي فيها بالدرجة الأولى وللبنان بشكل عام، بل استهدفت كل مقوماتها البشرية والمادية والمعنوية للمضي قدماً في استكمال تحضيرات الموسم الاصطيافي وهدنة (المئة يوم). غير ان حسابات الحقل فيها - كما في كل المناطق اللبنانية - لم تنطبق على حسابات البيدر، ذلك ان الاستعدادات التي سبقت هدنة المئة يوم، سرعان ما أطاحت بها أحداث مخيم نهر البارد واستمرارها الى اليوم، مع ما رافق هذه الأحداث من انفجارات متنقلة ومواكبتها بسيل من الشائعات المخيفة، الأمر الذي حدّ من انطلاق الموسم ومن تدفق المصطافين العرب بصورة عامة والخليجيين بصورة خاصة.
سوق عاليه السياحي والتجاري، وكما عادته فتح أبوابه في موعده الصيفي... المطاعم ومقاهي الرصيف استعادت مواقعها وفلشت عدّتها بما فيها البرامج المزمع احياؤها... لا سيما الفنية منها... غير ان الحركة في عاليه، تقتصر في فترة ما قبل الظهر على أبناء المدينة، وفي فترة ما بعد الظهر والمساء على أبناء المحيط واللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية.
أما المشهد المعهود فهو (العجقة) في سوق عاليه السياحي، فقد بات يقتصر على نهاية الأسبوع، وتحديدا أمسيات الجمعة والسبت والأحد... مشهد يتخلله وجود خليجي ضئيل، يعود لبعض الأشقاء من الملاكين في عاليه ومحيطها، وغالبهم اعتاد الوضع اللبناني بتعقيداته السياسية والأمنية وألفها... لكنه مشهد وللأسف دون المطلوب والمعهود.
إزاء هذا المشهد الاصطيافي المتواضع الذي يصفه المواطنون وأصحاب المؤسسات السياحية بـ(الحزين) والمؤسف في بلد يعول بالدرجة الأولى على السياحة والاصطياف، يعلّق أمين سر بلدية عاليه عصام عبيد على الحالة الاصطيافية في المدينة بالقول: الوضع في عاليه، يشبه وضع معظم مدن الاصطياف في لبنان.
ان وضع لبنان بسلبياته وايجابياته ينعكس على عاليه، لكن ما يميزها عن غيرها من مدن وبلدات الاصطياف انها هي بحجم مدينة نظرا لكونها مركز قضاء، ويتواجد فيها تجمع مدارس وسوق تجاري، الى جانب ملاكين من الأخوة العرب، الأمر الذي يجعلها في حركة دائمة، بمعنى انها ليست أسيرة موسم واحد.
وفيما يلفت أمين سر البلدية عصام عبيد ويشدّد على ان المدينة تعوّل حاليا وبالدرجة الأولى على حركة ذاتية قوامها أهالي المدينة ومحيطها الى الملاّكين العرب فيها، يؤكد في معرض كلامه الى أن الحركة هي عادية، وليس كما في الأعوام الماضية، ذلك ان عاليه تأثرت بأحداث لبنان. ويضيف: جميعنا يعرف انه ليس هناك من سياحة واصطياف خارج إطار الاستقرار الأمني، لكن ارادة الناس قوية، والاستمرار في الحياة هي من سمة اللبنانيين وهي متجزرة بهم، كما ومن سيمنا نحن اللبنانيين - ولن أسميها مكابرة - بل مثابرة على العمل والاستنهاض، وعليه، فان ما نمرّ به نعتبره أمراً عابراً0 وذكر عبيد أن الوجود العربي والخليجي، ضئيل مقارنة مع المواسم السابقة،بالمطلق،
وختم عبيد بالاشارة الى ان من يأتي للاصطياف، انما يطلب بالدرجة الأولى الاستقرار الأمني، وحاليا هو غير متوفّر، بمقابل توفّر خيارات أخرى، ومشكلتنا ان لبنان لم يعد وجهة رئيسية لهم، بل هناك بدائل منه، نظرا لكل ما يتعرّض له، وهذا أمر مؤسف.
بحمدون المحطة
وليس بعيدا عن عاليه، تطل محطة بحمدون بكامل استعداداتها لموسم الصيف برغم كل ما يشوب الوضع اللبناني من أزمات وأحداث أمنية وسياسية متسارعة، عدة الصيف استقرّت في سوقها الرئيسي: المطاعم والمقاهي فتحت أبوابها، والمحال التجارية تعرض كل جديد في الموضة... بيد ان الحركة فيها خجولة... الى حد الحزن، فمحطة بحمدون التي اعتادت استقبال المصطافين العرب والخليجيين بدءا من نصف شهر حزيران، لترتفع وتيرة قدرتهم مطلع شهر تموز الحالي، تستضيف قلّة قليلة من الأشقاء العرب الذين جاؤوا الى لبنان لقضاء فترة وجيزة ومحددة زمنيا بعدة أيام، للاطمئنان على منازلهم في محيط محطة بحمدون، حيث يسجّل وجود عربي وخليجي خجول في بلدات القرية، الشبانية، فالوغا... ويتصدّرون سوق محطة بحمدون في فترتي بعد الظهر والمساء.
غير ان هذا الوجود خجول جدا، مقارنة مع ما كانت تشهده البلدة، الى حد انه لا يمكن مقاربته ولا بأي من مواسم محطة بحمدون التي تعول حاليا على حركة الزوار اللبنانيين لها، الذين يقصدون مطاعمها ومقاهيها في نهاية الأسبوع لتمضية برهة من الوقت، بعيداً عن الحرارة الأمنية والطبيعية المرتفعة، وفي هذا السياق، فان المشهد في منتصف الأسبوع يظلّ حزينا في هذه البلدة الاصطيافية، ذلك ان مطاعمها ومقاهيها التي فتحت أبوابها في موعدها المعتاد بالكاد تستقبل روادا بعدد أصابع اليد، فيما الحركة في محالها التجارية مقتصرة على أبناء المنطقة.
وفي هذا المجال، يصف رئيس بلدية محطة بحمدون اسطا أبو رجيلي موسم الاصطياف بأنه باهت، ويقول: انه يبدو خجولاً ونأمل ان يتحرّك ولا سيما مع قرب وصول المصطافين، ويردّ سبب الحركة الجامدة بالخوف الذي انتاب أخواننا الخليجيين جراء الحرب الدائرة في نهر البارد والدعاية الاعلامية السيّئة التي تبثها بعض الفضائيات العربية، ما حدّ من مجيء المصطافين العرب. لكنهم، أي الأشقاء العرب وبعدما تأكدوا من ان أحداث نهر البارد بعيدة عن محطة بحمدون ومحصورة، بدأوا بالمجيء، وعليه، فان وجودهم يتحسّن يوما عن يوم.
ويلفت رئيس بلدية محطة بحمدون اسطا أبو رجيلي الى ان بعض الأشقاء العرب، وبعدما قدموا لقضاء فترة وجيزة، عادوا ومدّدوا فترة وجودهم واستقدموا عائلاتهم لتمضية فترة في لبنان، وتحديدا في المناطق المحيطة بمحطة بحمدون، ولا سيما في القريّة، الشبانية، حمانا، فالوغا ورأس المتن حيث يملكون منازلهم.
وبمقابل هذا الوجود المحدود، يسجّل عودة لافتة للمصطاف اللبناني، وبكثافة الى بحمدون الضيعة والمنصورية، الى جانب تواجد كثيف للمواطنين اللبنانيين في سوق محطة بحمدون أيام الجمعة والسبت والأحد، في حين ان السوق فتح أبوابه وأمّن كل الاحتياجات، فيما الطلب الوحيد هو تأمين الكهرباء للمنطقة نظرا لتأثير انقطاعها على تأمين المياه الى المصطافين.
وبالعودة الى الغياب اللافت للخليجيين والعرب يوضح أبو رجيلي، ان عددا كبيرا من الأشقاء العرب والخليجيين غيّر وجهة سيره من لبنان الى اسبانيا ومصر والأردن، لكنهم يؤكدون عبر اتصالاتهم معنا انه لا بديل عن لبنان ومناخه وأهله، فيما بعضهم ذهب بقوله لنا (اننا لا نستأهل لبنان) نظرا لما يصيبه. أما من جاء منهم، فانهم يقولون لنا انه وبرغم كل الظروف الراهنة والخوف من الهاجس الأمني، يقولون (لا يصيبنا إلاّ ما قدّره الله).. فيما أخواننا الكويتيون يتصلون ليستطلعوا امكاناتنا للحفاظ على أمنهم في حال قرروا المجيء.
وفي السياق الأمني، فان قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني يقومون بدوريات، ما يعني ان المنطقة هي تحت المراقبة والحراسة... لينهي أبو رجيلي كلامه بتوجيه تمنٍ للدولة الغارقة في مشاكلها الكبيرة، إيلاء قرى الاصطياف بعض الاهتمام، أقلّه لتأمين اقامة للمصطاف العربي والخليجي في منزله.
المشهد الحالي في عاليه ومحطة بحمدون، ينسحب أيضا على مختلف المناطق الاصطيافية اللبنانية، ما يعني أيضا ما يحمله هذا المشهد من تراكم في خسائر المواطنين في ظلّ غياب أي مبادرة من قبل المتخاصمين سياسيا على وضع حدّ لخلافاتهم السياسية للانصراف الى معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها المواطن اللبناني ومعه الوطن0
تحقيقات00جريدة الأنوار اللبنانية 22/7/2007مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- ابي معلومات عن لبنان
- ياحلوين احتاج برنامج لاجازة العيد
- متوجة الى لبنان وما بذني ماي
- في قلب الحدث
- عدت من لبنان وجئتكم بالخبر اليقييييين
- عاليه تشهد حركة خجولة
- محتاج أماكن للعائلات في جونية
- ياليت يأعضاء تخبروني عن أشهر مراكز المكياج والكوافير في لبنان ؟
- ابي منكم مساعده
- لبنان في شهر نوفنبر
- دعوه لتلقي التبريكات ألف مبروك خبر سقوط آخر معاقل فتح الاسلام
- لبنان ليلة عيد الفطر افيدوني اول مره اسافر لها
- عنود الخبر همبكه وكلكم الاحد رحلتي
- محتار بين فندقين ساعدوني
- هل الرخصة السعودية مقبولة ؟
- السوليدير
- شهر في لبنان
- حالة الطقس لليومين المقبلين في لبنان
- موقع الو سياحة
- لخبراء القاهره وبيرووت ارجو الرد
المفضلات