عرض لليزر يحكي تاريخ عمان

**ahmed1** · 01-15-2015, 11:43 PM

أقيم بقصر العلم العامر مساء أمس أول عرض لليزر على خليج مسقط يحكى مسار آلاف السنين من عمر عمان العريق، حيث تجمعت قوى الطبيعة والطاقة الإنسانية وقوة التقنية، لتبرز قيمة التجانس كهدف أساسي للتنمية والتقدم. وقد رعى الحفل جلالة السلطان قابوس بن سعيد بمناسبة احتفالات عمان بعيدها الوطني الخامس والثلاثين.
ويعد هذا العرض من أكبر العروض لليزر والألعاب النارية في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج. وبيّن عرض الليزر عدد من محاور النهضة العمانية الحديثة، من خلال مسيرتها التنموية التي انطلقت في عام 1970م، وهو العام الذي تسلم فيه جلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في عمان، لتصبح اليوم كواحدة من الأمثلة الحية في تحقيق النهضة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذا الجزء من العالم، و لتتحول هذه الدولة الخليجية التي تحيط بها البحار من جوانب ثلاثة إلى دولة متطورة في مستهل القرن الحادي والعشرين تتميز ببنيات أساسية طبيعية ومادية قائمة على استراتيجية تنموية طويلة الأجل تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها.
عرض القيم والتاريخ العماني

وقد تناول العرض القيم والتاريخ والتراث العماني منذ 6000 سنة قبل الميلاد، كما سلّط الضوء على أعوام النهضة الحديثة لعمان في السنوات الخمسة والثلاثين الماضية، وإنجازاتها، وذلك باستخدام أحدث التقنيات. واشتمل الحفل على فقرات متنوعة ضم العديد من المناظر الضوئية التي قدمت على شاشة عرض كبيرة وصلت إلى مقاس عرض 400 متر وطول بلغ 100 متر تم تسليط أضواء الليزر عليها التي تشكلت بصورة نماذج مختلفة ومتنوعة.
وقد استعرضت تلك الأضواء التي تشكلت حكاية تاريخ عمان الذي امتد إلى 4 آلاف عام وكذلك، أبرزت الاحتفالية عمر النهضة الحديثة الشامخة لعمان بمنجزاتها التي بلغت 35 عاما وموقعها الجغرافي الذي يقع بين 4 بحار وثلاث قارات.
وقد ارتكزت معاني الحفل على ثلاث ركائز هي قوى الطبيعة والطاقة الإنسانية وقوة التقنية لتبرز قيمة التجانس كهدف أساسي للتنمية والتقدم بالنسبة للإنسان العماني والتعبير عن ثقافته وحياته اليومية. وكذلك مثلت فقرات الحفل القيم والرموز الثمينة ذات المعاني العظيمة عندما تتم مشاركتها مع الآخرين والعيش بهديها وتمتزج فنون عصرنا الحاضر لتبرز القيم العمانية.
رحلة خيالية حول العالم

ومن ضمن البرامج رحلة خيالية حول العالم من سفر تكوين الكرة الارضية ومولد الكواكب والنجوم إلى القارات الخمس، وإلى عمان بعدها امتدت الرحلة عبر الزمن والفضاء لتظهر الوضع المتميز لعُمان في العالم وتعود بنا التغيرات الكونية والتي تواجهها الإنسانية في بداية القرن الحادي والعشرين إلى نفس المسار.
وقد عكست فقرات الاحتفالية إنجازات ومكتسبات الإنسان المغامر والطموح الذي يقطن مفترق الطرق من ثلاث قارات وأربعة بحار. وقد أظهرت عمان خلال تاريخها الممتد عبر اكثر من 4000 سنة مقدرتها على مواجهة التحديات في عالم متغير مع المحافظة على تقاليدها وقيمها الاجتماعية الأصيلة.
وقد تخلل الحفل أفخم عرض للألعاب النارية في منطقة الشرق الأوسط من خلال 4 فرق موسيقية، و7 فرق راقصة، و600 ممثل مساعد، و20 أداة لتسليط الضوء، و1000 نظام إضاءة وعروض مسرحية ورقصات.
وقد تم التعامل مع 24.5 طن من الألعاب النارية و400 كلم كيبل إشعال، و50 كلم من خطوط الطاقة، إضافة إلى 20 من أقوى مدافع الليزر التي تستعمل لأول مرة، و6500 مشعل، وكان هناك 1350 موقعاً لإطلاق الألعاب النارية وعروضها.
ويأتي هذا الحفل الرابع بعد عروض ثلاثة رائعة شهدتها العاصمة العمانية مسقط خلال الأيام القليلة الماضية بدءا بالعرض العسكري في اليوم الذي يصادف العيد الوطني لعمان ألا وهو يوم الثامن عشر من سبتمبر من كل عام، تلاه عرض طلابي آخر في اليوم التالي بمشاركة 25500 طالب وطالبة قدّموا مختلف الفقرات التي تحكي الجوانب التعليمية والاجتماعية في عمان، ثم عرض التاتو في اليوم التالي الذي تميز بتقديم صورة شاملة حول مشاركة سفينة شباب عمان في احتفالات العالم والعلاقات البحرية العمانية مع تلك الدول. وقد حرص جلالة السلطان قابوس أن يرعى جميع هذه الاحتفالات التي تميزت بالمشاركة الكبيرة من المواطنيين الذين توافدوا من مختلف الولايات والمناطق العمانية منذ الساعات الأولى غير مكتثرين بالمسافات والساعات التي امضوا فيها لمشاهدة تلك العروض الوطنية.