سان بطرسبرغ.. نافذة روسيا إلى العالم
رحلة غوص في التاريخ
مدينة بديعة رائعة الجمال عمرها 300 سنة فقط يسمونها «فينيسيا الشمال» بناها القيصر بطرس الاكبر فوق مستنقع على بحر البلطيق ليجعلها نافذة روسيا الى اوروبا وينقل عبرها الحضارة الاوروبية الى روسيا الغارقة في تاريخها القديم وتقاليدها الجامدة فتعلم الروس من الطليان والفرنسيين وبقية الاوروبيين آخر مبتكرات الهندسة والعلم والفن التي حجبها عنهم التخلف والانعزال في الماضي وبدأوا يقلدون الاوروبيين ثم شرعوا في منافستهم بل تفوقوا عليهم في بعض المجالات وبالتأكيد في ضخامة الأبنية وعرض الشوارع وبذخ القصور وثراء المتاحف مثل متحف «ارميتاج» الذي يحوي 3 ملايين لوحة وتحتاج زيارته بأكمله الى السير 24 كيلومترا.
هذه هي «سان بطرسبرغ» (التي كانت تسمى ليننغراد) التي ثارت على آخر القياصرة وانتصرت فيها الثورة البلشفية بقيادة الحزب الشيوعي وزعيمه فلاديمير لينين لكنها الآن أصبحت نافذة روسيا الى العالم بأجمعه وسيعقد فيها في منتصف يوليو (تموز) هذا العام مؤتمر قمة الثماني G-8 انما يجب عدم الخلط بين اعجاب روسيا اليوم بتقدم الغرب وبين اعتزاز الروس ببلادهم أو كما يقول مدير متحف «ارميتاج» ميخائيل بيوتروفسكي: «نريد أن تبقى مدينتنا نافذة تطل على العالم وبالطبع اوروبا لكننا لا نريد أن نصبح جزءا من الغرب».
برنامج الزيارة: على الزائر الحصول على تأشيرة دخول ( فيزا) لزيارة روسيا الاتحادية وهي عملية ليست بهذه السهولة ويفضل حجز تذاكر السفر وتقديم طلب الفيزا عن طريق مكاتب سياحية مختصة بالسفر الى روسيا ولا توجد قنصليات عربية في سان بطرسبرغ .
الاماكن التي لا بد من زيارتها عديدة لذا يجب وضع سلم للاولويات. حين الزيارة عليك الانتباه أن بعض تقاليد العهد الشيوعي لم تختف تماما فالمراقب في المتحف لن يسمح لك بشرب الماء اثناء الزيارة والحاجبة التي تدلك على مقعدك في المسرح هي التي تفتح لك باب المقصورة بمفتاح يذكرك بعهد الرفيق بريجنيف. وما يستحق المشاهدة : بناية وزارة البحرية (الاميريالية ـ من: أمير البحر أو ادميرال): أقدم وأعلى مبنى في المدينة وتمثل روسيا كقوة بحرية.
القصر الشتوي للقيصر ومتحف ارميتاج: جرت الثورات أمام القصر حين هاجمه العمال والفلاحون والجنود كما رأينا في الافلام واللوحات. وغرفه الباذخة مبنية على الطراز الفرنسي الذي استحدث اثناء عهد الملك الفرنسي لويس الرابع عشر تتميز بأسلوب «الباروك» وتعرض فيه مجوهرات القياصرة النادرة. وقد سكن القصر القيصر بطرس الكبير مؤسس المدينة لذا سميت باسمه والقيصرة كاترين الثانية وآخر القياصرة من آل رومانوف. أما المتحف فيحوي أفخر لوحات الرسامين الفرنسيين الانطباعيين مثل مونيه ورينوار والمحدثين مثل ماتيس الشهير بلوحاته وفيها وجوه من الجزائر والمغرب والفنانين التشكيليين الروس في اوائل القرن العشرين مثل كندنسكي وكذلك بعض لوحات دافنشي. وهناك قسم يتعلق بحضارات الشرق الأوسط وايران على وجه الخصوص والحضارة الفرعونية في مصر. من أشهر معروضات المتحف ساعة الطاووس وغيرها من النفائس التي تجعل من قصر فرساي في فرنسا مكانا متواضعا.
ساحة القديس اسحاق: وفيها كاتدرائية القديس اسحاق وهي تحفة فنية بحد ذاتها لما تحتويه من أعمدة رخامية نادرة خاصة من حجر المالكيت وايقونات بيزنطية قديمة لا تقدر بثمن. وفي الساحة أعرق فنادق المدينة مثل اوتيل استوريا واوتيل انجلترا.
كنيسة المخلّص: تمتاز بقببها الروسية التقليدية الملونة على شكل البصلة وتشبه قبب الكرملين في موسكو. من وجهة النظر المعمارية نجد أنها اقتبست القوس العربي ـ الفارسي وبعض الزخرفة الآسيوية من الصين وصاغتها بأسلوب روسي منسجم.
كنيسة قاظان: بنيت لتمجيد معجزة القديسة قاظان وهي من أكبر دور العبادة التي أغلقها الشيوعيون في عهد ستالين. وتطل على شارع نيفسكي المشهور بحوانيته ومطاعمه ومقاهيه واسم الشارع هو لأحد أبطال روسيا القديمة الذي قاوم المغول في القرن الثالث عشر.
قصر مارينسكي: مركز الفن في سان بطرسبرغ وهو بحق قصر الثقافة والموسيقى ومقابله دار رقص الباليه.
اينما تتنقل في هذه المدينة الكبيرة بمساحتها وعدد سكانها الذي يصل الى 5 ملايين نسمة تحس بحب أهلها للذوق الرفيع وتقديرهم للفن رغم مواردهم المحدودة لكن روح المدينة يعمر بالكبرياء والاعتزاز بالنفس وقصائد الشعراء الخالدين مثل بوشكين الذي مات فيها برصاصة بعد مواجهة مسلحة عام 1837 يذكر الناس حتى اليوم بما قاله في قصيدته المعروفة «فارس البرونز» يمجد فيها تمثال بطرس الكبير المطل على نهر النيفا حيث بنى قصره وجلب الخبراء والمهندسين الاوروبيين حتى أصبح تعدادهم آنذاك ثلث سكان المدينة وأجبر الروس على حلق لحاهم وارتداء الملابس الاوروبية لذا ما زالت سان بطرسبرغ أكثر المدن الروسية التصاقا بأوروبا.
مهرجان الليالي البيضاء الموسيقي: يقام كل عام منذ سنة 1992 لمدة شهرين من اواخر مايو (أيار) الى اواخر يوليو (تموز) حين تشرق الشمس في الرابعة صباحا ولا يحل الظلام قبل الثانية من صباح اليوم التالي لذا سمي المهرجان بـ «الليالي البيضاء» وتقام خلاله أجمل المسرحيات الموسيقية ( الاوبرا) الروسية والايطالية ورقص الباليه مع أشهر النجوم الروس الذين تعلموا فن الباليه من فرنسا ثم أتقنوه وأصبحت قطعا مثل «بحيرة البجع» و«كسارة البندق» للموسيقار تشايكوفسكي من أخلد المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية. شاهدت خلال اقامتي اوبرا «الامير ايغور» للموسيقار بورودين في مسرح مارينسكي العريق منذ بنائه عام 1860 والمعروف أن بورودين كان استاذا للكيمياء في كلية الطب في سان بطرسبرغ لكنه كان يهوى الموسيقى فاستغرق تأليفه لهذه الاوبرا 20 عاما وتروي قصة الامير ايغور الذي قاوم غزوات القبائل التركية في القرن العاشر في منطقة القفقاس فاعتقله أميرهم كونشاك خان ثم حاول مصالحته فأقام له مأدبة باذخة تخللها الرقص الشرقي المعروف باسم «رقصات البوليفتزي». وقد أبدع الراقصون والراقصات بملابسهم التي تشبه ملابس رقص السماح في سورية وعلى رأسهم «اسلام بيك مرادوف» الراقص الاول في فرقة مسرح مارينسكي كما حلق في غناء دور كونتشاك خان «غنادي بيزوبنكوف» وفي دور ابنته «مارينا تاراسوفا» وتنتهي الاوبرا على طريقة الاوبرات السياسية الوطنية الروسية بانتصار الامير ايغور على اعدائه. أما الاوبرا النادرة «اسطورة مدينة كيتيج المخفية» للموسيقار رمسكي كورساكوف (مؤلف «شهرزاد» ومهنته الاصلية ضابط في البحرية) فتروي ايضا انتصار الروس على الغزاة التتر (أي المغول) حين حاولوا غزو المدينة القابعة في الغابة على ضفاف البحيرة بمعونة أحد السكارى الروس لكن الضباب غطى المدينة فانعكست صورتها على ماء البحيرة وحين وصلها التتر تولاهم الخوف لرؤية الصورة مقلوبة ظننا منهم انها مليئة بالسحرة فولوا هاربين وقد أبدعت المغنية «ملادا خودولي» بدور العذراء التي أنقذت المدينة والموسيقى كانت غنية بالالحان الشعبية وتلونت الموسيقى حسب الموضوع الذي تصفه لدرجة أنك تحس بذرات الثلج وهي تتساقط حين تدور الاحداث في فصل الشتاء القارس. أما الحفل الموسيقي الرائع فكان من نصيب الموسيقار شوستاكوفيتش الذي ولد قبل مئة عام وتوفي سنة 1975 وعزفت الفرقة الموسيقية لمسرح مارينسكي السمفونية رقم 13 وفيها قصيدة للشاعر يوفتيشنكو عنوانها «بابي يار» وقام بقيادة الاوركسترا أحد كبار قادتها في العالم «فاليري غرغييف» الذي بدأ هذا المهرجان وشارك فيه كل عام رغم التزاماته الكثيرة في نيويورك ولندن وروما وفيينا. والمعروف أنه بدأ ايضا مهرجان البحر الاحمر للموسيقى قبل عشر سنوات وكان أول قائد روسي للاوركسترا يزور الصين عام 1998 بعد غياب 40 عاما.
حين وداع المدينة قبل السفر حاول أحد الباعة على الرصيف اغرائي بشراء قميص كتب على مقدمته بالانكليزية: ماك لينين (اشارة الى مطاعم ماكدونالد الاميركية المنتشرة في كل مكان) وعلى مؤخرته: انتهت الحفلة (أو بمعنى مزدوج يمكن قراءتها ايضا: انتهى الحزب) The party is over. وهذا ما جرى بالفعل فقد عادت سان بطرسبرغ الى بانيها الاول القيصر بطرس الاكبر.
أين تقيم وأين تأكل؟: يختلف الوضع جذريا حاليا عما كان عليه قبل انهيار النظام الشيوعي حين كانت الدولة تحتكر السياحة وتملك الفنادق والمطاعم القليلة تحت اشراف مؤسسة «انترتور» أما الان فبامكانك اختيار الفندق أو المطعم الذي تشاء وأغلبها ملك خاص ربما لبعض المتنفذين أو الشركات الخاصة الروسية أو الغربية.
من فنادق 5 نجوم هناك:
اوتيل استوريا:Astoria _ 39 Bolshaya Morskaya _ Tel. 3135757 تملكه شركة فورته للفنادق البريطانية. اوتيل راق واسعاره مرتفعة وبامكانك شراء الجرائد الاجنبية فيه لكن سعر جريدة هيرالد تريبيون مثلا يصل الى 10 يورو (أو 340 روبل أو 12 دولارا).
غراند اوتيل اوروبا :Grand Hotel Euoropa - Nevsky pr. _ Tel. 3296000 موقعه ممتاز في وسط البلد على شارع نيفسكي الشهير.
من فنادق 4 نجوم:
اوتيل انكلترا Angleterre _ 39 Bolshaya Morskaya _ Tel.3135167 اوتيل بترو بالاسPetro Palace _ Malaya Morskaya (كلفة الغرفة لشخصين 300 يورو أو 360 دولار في الليلة) وغرفه واسعة والخدمة ممتازة من فنادق 3 نجوم:
اوتيل دستويفسكيDostoevsky _ 19 Vladimirskiy _ Tel. 3313200 اوتيل موسكوMoscow _ 2 Alexandra Nevskogo _ Te. 2743001 أما المطاعم فهناك مجال واسع للاختيار من المطاعم الروسية وبعضها يقدم الكافيار والبعض الاخر يجمع الطعام مع عروض الرقصات الشعبية. وهناك ايضا المطاعم الفرنسية والايطالية والصينية واليابانية والاوكرانية وكذلك الارمنية أو مناطق القفقاس مثل جورجيا أو الشيشان التي تقدم اللحم المشوي (شاشليك) علما بأن عدد المسلمين في روسيا الاتحادية يصل الى 20 مليونا لكن المطاعم الاكثر شعبية (لان أسعارها تبقى معقولة أي بين 5 الى 10 دولارات) هي وجبات الاكل الاميركي السريع مثل ماكدونالد وكنتكي فرايد تشيكن وتنافسها مطاعم سريعة للاكل الروسي المحبوب لدى أهل البلد التي تقدم شوربة «بوروشت» الساخنة مع قطع اللحم البقري أو الباردة مع الشوندر والخيار وفي كليهما كمية من الكريمة الحامضة التي تشبه اللبن (أو الزبادي) ودجاج كييف وشطائر اللحم بالعجين على الطريقة الروسية التي تشبه «البغاجه» في سورية ولبنان.
من بين المطاعم الراقية:
مطعم بارون - Baron _ 14 Malaya Morskaya _ Te. 3128268 مطعم الامبراطورImperator _ 2 Tamozhenny _ Tel 3233031 .
مطعم كورشاكوف Gorchakov -19Bolshaya Monetnaya _ Tel. 2380412 مطعم سان بطرسبرغ J San Petersburgالاكل لذيذ والرقص الشعبي على مستوى فني عال والكلفة لا تتعدى 44 يورو أو 50 دولار للشخص الواحد.جريدة الشرق الاوسطمواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- محتاج مساعدة يا اخوان
- ارقام السفارات بالرياض
- رحلتي الممتعة الى جنوب افريقيا بالصور
- ممكن تساعدونى اريد معلومات عن بلغاريا
- منع من الخروج من مطار أثينا بسبب الفيزة
- اصدار تأشيرة سفر لبولندا؟؟؟
- اليونان استفسار
- التشيكسؤال عن ساحة ؟؟
- لأهل النخوه إستفسار بخصوص رومانيا
- البارحة وصلت المانيا واليوم ان شاء الله رايح على براغ اي سؤال
- الي خبراءروسيا
- جمهورية الشيشان
- السفر إلى الدنمارك
- طريقة التنقل المثلى في بروكسل لعيون الممساح
- كبف السفر الى السويد
- قبرص
- السياحه فى جورجيا
- الثلج في أول اكتوبر
- البداية في اوديسا أو يالطا اوكرانيا
- بطاقة
المفضلات