الأحبة أعضاء بوابة تونس الخضراء ..
تحية طيبة وبعد .. فقد عدت بعد رحلة دامت 10 ايام تقريبا إلى قطعة من وطننا العربي هي ( تونس ) .. وقد عزمت في هذه الرحلة أن أشاهد تونس من داخل نسيجها الاجتماعي التونسي الخالص .. فزرت كل ما يمكن زيارته من أحيائها القديمة ومقاهي العتيقة لأنني سأجد تونس على وجهها القديم العتيق .. وكانت فكرة رائعة وممتعة ..
زرت كذلك كثيرا من أعلامعا ومفكريها وأساتذتها وجامعاتها ومكتبتها الوطنية ..إلخ
وأود أن أضع هنا بعض الانطابعات التي خرجت بها وأقول وبالله التوفيق ..:
أولا : لا يمكن لزائر سائح عابر يمر في خلال 10 ايام أن يصدر أحكاما موضوعية وعلمية دقيقة عن بلد بحجم تونس ومكوناتها الثرية .
ثانيا : أسجل في البداية شكري لهذه البوابة وخاصة لأخينا الكريم : أبي القاسم الشابي الذي وقف معنا وقفة مشرفة بتوجيهاته وإرشاداته ونصائحه والتي كان لها دور كبير في سير العملية بنجاح كبير ورائع فله الثناء والشكر والدعوات الصالحة بالصلاح والفلاح.
ثالثا : هنا مسرد صغير لأبرز الإيجابيات اليت رأيتها في الوطن التونسي هي :
- البنية التحتية لتونس ممتازة وهذا أهلا لتكون بلدا سياحيا يستقطب الكثير من لاسياح من دول العالم الغربي والعربي.
- توحيد الأسعار في المطاعم والأسواق تقريبا بين الجميع فلا ترى ظاهرة التمييز بين السائح وغير السائح وكل واحد له سعر خاص به.
- غياب ثقافة البقشيشش والعمولة من رجال الدولة أو موظفي المؤسسات والفنادق وغيرها في الغالب العام.
- التعامل الممتاز من الأهالي والترحيب بالسائح خاصة العربي باعتباره في وطنه الثاني فكلمة مرحبا تتردد كثيرا على مسمعك هناك دخولا وخروجا .
- تنوع التضاريس التونسية بين بحر وسهل وجبل ووجود خيارات متعددة للسائح ينتقل حيث يشاء.
- مستوى الثقافة التي يتمتع بها المواطن التونسي في الجملة هي ثقافة رائعة وعالية حتى سائقي التاكس في الغالب تجد لديهم ثقافة جيدة ومتنوعة.
- الأخلاق العالية التي يتمتع بها الوسط الشعبي التونسي في المقاهي القديمة والأحياء العتيقة والجلوس معهم ممتع ويذركنا بايام قديمة كنا نعيش فيها مثل هذه الحياة الهادئة والحميمية .
وهناك كثير من الإيجابيات ربما يأتي ذكر لها من خلال أسئلتكم واستفساراتكم ..
رابعا : من الأخطاء التي وقعت فيها هو الاختيار السيء لوقت رحلتي وربما ظروفي العلمية والعملية فرضت علي هذا الوقت وتمثل الخطأ في كون هذه الأيام ترتفع فيها درجة الحرارة بشكل كبير لا يطاق.
خامسا : من السلبيات التي أسجلها على السياحة في تونس من وجهة نظري الخاصة:
- سيارة الأجرة ( التاكسي واللواج ) في تونس في غالبيتها العظمى غير مكيفة والسائح الخليجي بخاصة لا يمكن أن يعيش من غير تكييف مركزي ، بل حتى الفنادق التي سكنت فيها وهي من فئة 5* تكييفها ضعيف وبدى لي أن الأمر يتعلق بطريقة معينة في التعامل مع التكييف وقد ذكر لي ذلك بعض المديرين في فندق السوفتيل .
- بعض الأنظمة والإجراءات التي تشعر السائح بالضجر أحيانا فقد زرت بعض البلدان السياحية لم أشاهدها مثل :
* تسجسل بطاقة خاصة بك كزائر إلى تونس فيها بياناتك ومكان إقامتك في تونس .
* تسجيل هذه البطاقة في أي رحلة داخلية في تونس بين مدنها.
* تسجيل بطاقات مماثلة في كل فندق تسكن فيه .
* ينبغي أن تحمل جوازك معك إذ قط تصدف مركز تفتيش يطالبك بالجواز بينما في بلاد أخرى كنت أضع جوازي الخاص في السفتي بكس أو صندوق الأمانات وأسير بحرية تامة ( سئلت عن الجواز مرتين في تونس ) ..! يعقب السؤال طبعا ترحيب في تونس .
خامسا : كثيرون يسألون عن وضع الحجاب واللحي والصلاة في تونس ..إلخ وسأتكلم بإنصاف من جهة نظر خاصة بي .
_ أنا وصاحبي أصحاب لحى ولم نتعرض لأي مضايقة بسبب اللحية إطلاقا.. بل الأمر شبه عادي لكن غير العادي أنك ستكون غريبا بهذا المظهر إذ نادرا ما تشاهد صاحب لحية .. شخصيا شاهدت مع كثرة تجوالي ما يقارب 5 أشخاص فقط اثنان منهما من فرنسا وهما مسلمان.
- الحجاب يطلق ويراد به أمران أحدهما تغطية الوجه وهو الشائع في السعودية وهذا نادر رؤيته في تونس وقد رأيت بعض الأخوات الخليجيات ربما اثنتنان ولا أظن هناك أي مضايقة .. إلا أن المرأة تجد نفسها غريبة في مثل هذا المحيط .
أما كشف الوجه وتغطية الرأس فهو كثير بين التونسيات وغيرهن ولا أظن هناك أي مضايقات لللسائحة بسبب هذا الأمر .
- الصلاة متاحة للجميع وقد صليت في أكثر من مسجد ( جامع القصر / العابدين / صالح كامل ) والجمعة في طبرقة والناس يصلون بشكل طبيعي وقد زرت مساجد كثيرة أخرى والتقيت بالقائمين عليها .. لكن الحكومة التونسية تفرض عليهم إغلاق الجامع بعد أداء الصلاة وفتحه للصلاة الأخرى . ومن خلال السؤال والتتبع فإن أعداد المصلين تتزايد بشكل دوري وهناك اهتمام ملحوظ بشأن المساجد ونظافتها وإعدادها خاصة قبل رمضان نسأل الله الهداية للجميع.
_ تونس بلد منفتح ولذلك مظاهر العري والتفسخ خصوصا من السياح الأجانب حدث ولاحرج ولذلك الأسر المحافظة لا تصلح لهم مثل هذه الأماكن إلا إذا خططوا لرحلتهم بحيث لا يتواجدون في أماكن اللهو والملاهي الليلة والشواطئ ومثلها في ذلك مثل ماليزيا وغيرها من بلدان العالم.
رؤية أخيرة :
من أراد السفر لتونس فعليه أن :
_ يختار وقت الربيع حيث الأجواء الرائعة والخضرة والنضرة. ويكون السواح الأجانب في انقراض ويرى تونس على حقيقتها .
- أن يعمل على استئجار سيارة خاصة به ويتولى هو قيادتها بنفسه لأن الأمر ميسر جدا وشخصيا ندمت لأني لم أحضر رخصتي معي لأقوم بذلك .
- أن يبتعد عن الشواطئ خاصة في أوقات ادروة ويمكنه أن يستمتع بالحر التونس الساحر في أوقات ما بعد الفجر حيث لا أحد يزاحمك فيها . أو في أماكن بعيدة عن السياحة الأوربية الماسخة .
- أن يتعامل بأدب وأخلاق إسلامية رائعة مع الشعب والناس من حوله وسيجد كل احترام متبادل .
هذا لا يعني أنك لن تجد بعض الانتهازيين والنصابين والمحتالين وغيرهم فتونس مثلها مثل أي بلد فيها ( الصاحي والمجنون ) لكنهم مقارنة ببلدان أخرى قليلون جدا وقد مر بي أكثر من حالة وتعاملت معها بحزم .. آخرها صاحب التاكسي الذي قام بإيصالي للمطار كان يتلاعب بقراءة العداد بتغييره أكثر من مرة وحين وصلنا أخبرته بأنك لم تسئ إلي إنك بتصرفك هذا غير المسؤول أسأت إلى الشعب التونسي الجميل وإلى العرب بشكل عام .. وأستطيع الآن أن أطلب الشرطة للتعامل معك بالطريقة المناسبة .. اضطرب كثيرا وتردد وأعطيته ما يستحقه المشوار فعلا وانصرف .. وهي حالات نادرة من فضل الله.
أخيرا :
أسأل الله أن يوفقنا جميعا وإخواننا في تونس لمافية الخير والبر والصلاح وأن يصلح أحوالنا جميعا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أي سؤال أو استفسار نحن في الخدمة ..
وشكري لكم جميعا وأخص بالشكر الأخ النبيل أبو القاسم الشابي
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
رد مع اقتباس
المفضلات