]بسم الله الرحمن الرحيم
رحلتي لليمن السعيد في الفترة من 18 – 27/7/ 1428هـ الموافق 2- 10/8/2007م
بفضل الله وبحمده تمت زيارة المدن الرئيسية باليمن وسأستعرضها ومافيها كما يلي :
صنعاء
الموقع : تقع وسط السلسلة الجبلية الغربية في أقصى شمال اليمن إلى جنوبه ، يحدها من الشمال محافظتي الجوف وعمران ، ومن الشرق محافظة مأرب ، ومن الجنوب محافظة ذمار ، ومن الغرب محافظتي المحويت و الحديدة .
السكان : يبلغ عدد سكان محافظة صنعاء حسب نتائج التعداد السكاني لعام ( 1994 ميلادية ) حوالي ( 1.422.765 ) نسمة .
المناخ : معتدل صيفاً وبارد شتاءً تتراوح درجة الحرارة في فصل الصيف ( 20ْ - 32ْ مئوية ) وتنخفض في فصل الشتاء ما بين ( (-1ْ) ـ 18ْ مئوية ) أثناء الليل والصباح الباكر .
التضاريس : تتوزع تضاريس محافظة صنعاء بين جبال مرتفعة ووديان زراعية خصبة ، وفيها أعلى قمة جبلية في اليمن وشبه الجزيرة العربية ، وهي قمة جبل النبي شعيب والتي ترتفع حوالي ( 3760 متر ) عن مستوى سطح البحر ، ويعتبر أعلى قمة في اليمن وشبة الجزيرة العربية ، وتتصل منحدراته بسلسلة جبال الحيمتين وجبال حراز وإلى الشرق من المحافظة توجد سلسلة جبال خولان الممتدة إلى جبل كنن بالإضافة إلى جبال مناطق بني حشيش ونهم وأرحب إلى جانب سلسلة جبال ريمة .
الصناعات الحرفية : تنتشر العديد من الصناعات الحرفية في مديريات محافظة صنعاء أهمها صناعة الحلي والمقتنيات الفضية والمجوهرات التقليدية ، وصناعة الجبس وصناعة المعدات الزراعة بالإضافة إلى المشغولات اليدوية المتنوعة .
: حضارة اليمن تنعكس في معمارها. وبصحة هذه المقولة فإن صنعاء تكون أروع دليل على عمارة المدن الإسلامية عامة؛ فقد تميزت منازلها بطابع معماري يرجع في أصوله إلى عصور ما قبل الإسلام، وبعد الإسلام اصطبغ بنمط العمارة العربية الإسلامية.
والحديث عن صنعاء قد يكون عن سور عظيم، أو بوابة عملاقة قديمة، أو بيوت بالغة القدم، ونقوش فريدة، وأسواق تثير لدى زائرها الدهشة، وزحام من اللوحات الفنية التي تحوي قصورا شامخة، تحفّها الشوارع والأسواق؛ لتمثل في مجملها أكبر متحف تاريخي طبيعي مفتوح في العالم، يضم المنازل بشبابيكها المميزة، لتعود بك إلى القرون الوسطى .
صنعاء حاضرة اليمن وعاصمة البلاد السعيدة، كما أسماها مؤرخو اليونان، وعروس الجزيرة العربية.
وقد عرفت بأسماء عدة، أشهرها: "مدينة سام" نسبة إلى مؤسسها الأول سام ابن نبي الله نوح (عليه السلام)، والذي بناها بعد الطوفان، كما تعرف باسم "أزال" نسبة إلى "أزال بن يقطن" حفيد "سام بن نوح"، وما يزال اسم أزال معروفًا، وهذه التسمية موجودة على بعض المحلات التجارية .
وأكثر الأسماء شيوعًا "صنعاء"، ويعني المدينة الحصينة، ويقال: إنه يرجع لجودة الصناعة ذاتها التي اشتهرت بها أسواقها ومحلاتها، كقولهم "حسناء".
وكان "ذو نواس" آخر ملوك الدولة الحميرية قد اتخذها عاصمة لملكه في مطلع القرن السادس الميلادي، وكذلك جعلها الأحباش الذين غزوا اليمن وحكموها من 525م حتى 575م. وخلالها بنى أبرهة الحبشي بنايته المشهورة بـ "القُلّيس"، والتي ما زالت موجودة حتى الآن؛ لتحل محل الكعبة في مكة .
وبتعاقب العصور كانت صنعاء إما مدينة مهمة أو عاصمة، وكانت أحد أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام، مثل: "سوق عكاظ"، و"دومة الجندل"، و"هجر"، و"عدن"، و"الجند". كما كانت محطة مهمة على طريق التجارة، عبر الهضبة اليمنية التي حلت محل طريق اللبّان القديم، وكانت تبدأ من عدن عبر صنعاء حتى مكة فيما عُرف بـ"درب أسعد"
وتقع صنعاء وسط الهضبة اليمنية بين جبلي "عيبان" و"نقم" على ارتفاع يبلغ نحو 2200 متر فوق سطح البحر، ومناخها معتدل صيفًا بارد شتاء
اهم المعالم السياحيه في صنعاء
1- "الجامع الكبير"، وهو أقدم وأكبر مساجد المدينة القديمة، ويعود بناؤه إلى أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ويعتبر عمومًا من أقدم المساجد في الإسلام في السنة السادسة للهجرة ، ويمتاز بوجود عدد من الأعمدة والأحجار المنقوشة ورؤوس الأعمدة التي نُقلت إليه من قصر غمدان أو من أحد المعابد القديمة، وعند زيارتنا للجامع بعد العصر قرابة الساعة الخامسة أي قبل آذان المغرب بساعة وكان يوم السبت فوجدنا المسجد مليئا بحلقات التحفيظ وتالي كتاب الله بشكل كبير - وقد صلينا تحية المسجد حتى لا نتخذ بيت الله طريقا - ولا أكون مبالغا إذا قلتُ أن الواحد منا يبحث عن سترة ليصلي إليها من كثرة الناس وسترى المحراب القديم الذي يعود إلى تاريخ الإمام يحيى بن حميد الدين وبجواره باب قديم جدا عليه حروف حميرية وقد وضع عليه قفل يقال له القفل الغثيمي .... وقد قال لنا المرشد أننا يوم كنا صغارا في المدرسة إذا غضب المعلم من طالب لم يفهم الدرس فيشبهه بالقفل الغثيمي لقوته ولكونه لاينفتح بسهوله .... ويذكر صاحب كتاب ( مساجد صنعاء ) القاضي محمد بن أحمد الحجري ( ... ذكر الرازي في تاريخ صنعاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر وبر بن يحنس الأنصاري حين أرسله إلى صنعاء واليا عليها فقال ادعهم إلى الإيمان فإن أطاعوا لك به فاشرع لهم الصلاة فإن أطاعوا لك بها فأمر ببناء المسجد في بستان باذان مابين الصخرة الململمة إلى غمدان .... ثم قال والصخرة هي الموجودة الآن في الجهة الغربية في أصل أساس الجدار ا هـ وقد وقفنا عليها وعلى الصخرة المسمورة والمنقورة والناس هناك يعتقدون بأن الرسول عليه الصلاة والسلام حدد القبلة ما بين هاتين الصخرتين والله أعلم وفي الساحة الداخلية للجامع غرفة الزيت للسرج من زمن الأتراك للوالي سنان باشا وقد تجولنا في أرجاء الجامع ولهم في الوضوء طريقة غريبة وهي أن بين الجامع والمواضئ بركة ماء تسمى الصفاية تبلغ مساحتها 4 في 3 تقريبا بحيث لاتستطيع الوصول من وإلى الجامع إلا بعد الخوض فيها للحفاظ على طهارة المسجد
2- القُلّيس وهي كعبة أبرهة التي بناها ووقفنا عليها وهي دائرية الشكل يبلغ قطرها 12 متر تقريبا ولم يتبق منها إلا أساس الجدار بارتفاع متر ونصف .
3- جامع البكيرية وهو من المساجد العامرة بصنعاء القديمة من الجهة الشرقية عمرها الوزير حسن باشا عمارة جميلة ومتقنة وتتوسطه قبة ضخمة وذلك في سنة 1005 هـ ونسبة التسمية إلى بكير بك مولى الوزير حسن وكان الوزير يحب مولاه حبا جما فخرج في بعض الأيام يلعب مع الخيالة فكبا به الفرس فمات لوقته فجزع عليه الوزير وقبره شرقي هذه القبة ثم عمر القبة للصلاة وسماها باسم مولاه ولما كان في سنة 1298هـ أمر السلكان عبدالحميد بن عبدالمجيد خان بتحسين قبة البكيريةوفرشها بالمفارش الرومية وجعل لها منبرا من الرخام
4- مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه من المساجد الواقعة شرقي الحلقة (سوق ) وهو منسوب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولم ندخله لأنه مقفل ولا يفتح إلا للصلاة
5- سوق الملح وسبب التسمية حسب قول المرشد أنك تجد فيه كل مليح أو أنه يصلح لكل مليح ثم سمُّي بسوق الملح وفيه 63 سوق أبرزها سوق البهارات والنجارين والجنابي وسوق الذهب إلى آخره وهو عندي شبيه بسوق الحميدية متفرع الطرقات كثير البضائع متنوع المداخل ويكون الدخول إليه عن طريق باب اليمن وهو أحد أبوب صنعاء القديمة .
6- البنك الأهلي ( بيت المال ) وهو بناء قديم خُرّب بعد قتل الامام البدر بن الإمام أحمد بن يحى بن حميد الدين عام 1962م وقت انتهاء الإمامة وبداية الجمهورية اليمنية وقد دخلناه ومعظم البناء قائم إلا أنك ترى أثر التخريب عليه وقد رأينا الأماكن التي توضع فيه الجنيهات قديما .
7- حمامات الباشا وهي على غرار الحمامات التركية والشامية ولم نتمكن من دخوله حيث كان ذلك اليوم مخصص للنساء .
جميع ماذكر من الأماكن هي في صنعاء القديمة ويمكن أن تزورها مشيا على الأقدام خلال ثلاث ساعات تقريبا وأنصحك بالبحث والسؤال عن المرشدين فهم كثر وهذا رقم مرشدنا واسمه محمد علي مثنى الضبيبي 711876900 وهو شاب لطيف ظريف إلا أن عنده معلومات تاريخية عليها تحفظ .
8- منازل صنعاء تحتفظ إلى الآن بطابعها المعماري الأصيل بدرجة لا مثيل له ويوجد في صنعاء القديمة حوالي أربعة عشر ألف منزل في مكان واحد، ويقدر عمر بعضها بأكثر من خمسمائة سنة. ويمكن لمن يتجول في شوارع صنعاء أن يسير من منتصف المدينة في "سوق البقر" مسافة كيلومتر في أي اتجاه دون أن يقع نظره على بناء حديثوتمتاز منازل صنعاء القديمة بارتفاعها؛ حيث يصل ارتفاع معظمها إلى تسعة أو ثمانية أدوار، والمتوسط العام خمسة أدوار، ويستخدم الدور الأرضي عادة كمخازن، وقديما كان للماشية، والدور الأول فيه الديوان (غرفة أو صالة المناسبات أما الدور الثاني فخاص بالنساء والأطفال، والأدوار العليا ينفرد بها الرجال، ويقع المفرج (من الفرجة) في أعلى المنزل، وهو غرفة مستطيلة نوافذها واسعة تمكن الجالسين فيها من مشاهدة حقول صنعاء وبساتينها، ونوافذها عادة مصنوعة من الخشب تعلوها عقود من الجص (الجبس) المعشق بالزجاج الملون في أشكال ونقوش غاية في الجمال والإبداع. وهذه العقود يستخدمونها حتى في البيوت الحديثة ولها ورش خاصة بها .
العارة
الصنعانية تشابه تخطيطاتها إلى حد كبير من حيث التقسيمات الداخلية ومساحات الوحدات ومسمياتها ووظائفها، كما تتميز باستخدام مادة الحجر في بناء الأساسيات والطابقين الأرضي والأول؛ لتحمل الضغط الواقع عليهما من الطوابق العلوية، وكذلك لمقاومة السيول والرطوبة؛ نظرًا لكثرة أمطار اليمن، وتصميم واجهات الدور بما يناسب حركة الشمس.
وقسمت المدينة القديمة إلى حارات (أحياء) تضم كل واحدة مجموعة من المنازل، يتوسطها بستان كمتنفس للسكان ومصدر للخضراوات.
وكان لصنعاء سور منيع وأبراج محصنة، وما تزال بعض أجزائه قائمة، وكان به أربع بوابات رئيسية يتم غلقها كل ليلة بعد صلاة العشاء إلى الصباح، وما يزال باب اليمن في أحسن حالاته وستلاحظ في إحدى أجزاء الباب ضربة مدفعية أيام الثورة والمقصود بالثورة على الملكية الإمامية .
منظر لصنعاء القديمة
ستلاحظ وأنت تسير في مدينة صنعاء جامعا ضخما تحت الإنشاء له ست منائر أمر بإنشائه الأخ الرئيس علي عبدالله صالح
الأماكن التي تزار خارج مدينة صنعاء
1- وادي ضهر ويقع شمال صنعاء بحوالي نصف الساعة ( 14 ) كم تقريبا , ويشتهر بطيب هوائه وكثرة فواكهه والعجب أننا تذوقنا كمثرى ما ذقت ألذ منه ويقولون أنه من هذا الوادي وكذلك الرمان لذيذ جدا وقبل الوصول للوادي هناك مطل جميل يستحسن الوقوف عنده قليلا وإلتقاط الصور وتستطيع لبس الجنبية وحمل الصقر والسلاح والتصوير به ثم بعد ذلك واصل النزول إلى الوادي للوصول إلى :
2- دار الحجر هي دار جميلة ، مشهورة أقيمت على تلة من صخور الجرانيت في وادي ضهر في شمال غرب العاصمة صنعاء ، وسميت دار الحجر نسبة إلى الصخرة ـ الحجرة ـ التي بنيت عليها ، بناها في أواخر ( القرن الثامن عشر الميلادي ) العالم والشاعر " علي بن صالح العماري " (( 1149 - 1213 هجرية ) ـ ( 1736 - 1798 ميلادية )) ، فقد كان عالماً وأديباً وبليغاً شاعراً ، واسع المعرفة ، متعدد المواهب ، وقد كان متفرداً بعلم الهندسة والفلك استوزره " المهدي عباس " ، ثم عمل مع ابنه " المنصور علي " الذي حكم في الفترة (( 1189 - 1224 هجرية ) ـ ( 1775 - 1809 ميلادية )) وقد أوكل إليه مهمة الولاية في ريمة والمخا ومناطق أخرى ، وقد اشتهر بالهندسة المعمارية في كونه قد صمم للإمام " المنصور " ولغيره كثيراً من البيوت والدور ، وبعدها أصبح مسئولاً عن عمارات " المنصور " ، وأهم المباني التي اشتهر بتصميمها ، هي دار الحجر في وادي ضهر ، والتي بقيت شامخة على مر الأيام ، وشهدت إضافات أهمها المفرج الحالي الذي أضافه الإمام " يحيى بن محمد بن حميد الدين " ، وستلاحظ الفرق بين الحجارة لتميز بين القديم والجديد وتستخدم حالياً كمعلم سياحي ، حيث فتحت أبوابها للزوار الذين يرغبون في مشاهدة هندستها المعمارية من الداخل , وسعر الدخول بـ 500 ريال يماني أي 10 ريال سعودي والعجب من هذه الدار أنها مبنية على صخرة ضخمة جدا وفيها بئران للماء وسط الصخور ومطبخ ومجالس ومستودع بين الصخور للحبوب وأظن أن الذي يزور صنعاء ولم يزره فقد فاته متعة عظيمة وهذه صورته ..
3- شلالات بني مطر وهي للقادم إلى صنعاء من جهة الحديدة بـ 30 كم تقريبا فإن كنت قادما من الحديدة فأنصحك بزيارتها قبل الدخول لصنعاء لتوفير الوقت والجهد وكن حذرا ففيها جرف وطين وحجارة .
للسكن في صنعاء اسأل عن طريق تعز فهو مليء بالشقق والفنادق وأسعارها في متناول الجميح , أما المطاعم فلا أنصح بها نهائيا .
محافظة إب :
وهي مدينة جميلة وهادئة وجوها معتدل طوال السنة وقد اكتست حلة خضراء وأحاطت بها الجبال من كل مكان ومن أشهر تلك الجبال جبل بعدان ومشورة وجبل ربي , وجبل بعدان فيه شلالات جميلة ويبيع أولاد صغار البرشومي ويسمونه هناك ( البلس ) ومن الأماكن التي تزار في إب وادي متنة وفيه ماء قوي يجري طوال السنة وفيه أماكن جميلة للجلوس وطبخ الغداء وسعر التيس الصغير بـ 150 ريال فقط وكذلك وادي جنات جميل وهادئ ..... الدوار الذي بوسط إب وبالقرب من منتجع الشريف إذا توقفت للحظات فيه سيأتيك أولاد صغار يقدمون لك خدمة لتعريفك على الأماكن الجميلة التي تزار أنصحك بالاتفاق مع أحدهم على ذلك .... من المطاعم التي إن اضطررت للطلب منها مطعم حضرموت ومطعم تهامة في إب
مدينة جبلة :
بفتح الجيم وسكون الباء مدينة صغيرة تابعة لمحافظة إب وتبعد عنها 7 كم تقريبا وهذه المدينة كانت عاصمة للدولة الصليحية الذي أسسها علي الصليحي ثم جاء بعده ابنه المكرم بن علي الصليحي وزوجته الملكة أروى بنت أحمد الصليحي والتي حكمت بعد زوجها المكرم خلال الفترة من 477- 532هـ وكانت حسنة السيرة ثاقبة الرأي وهي التي أشارت على زوجها أن يتخذ جبلة عاصمة له بدل صنعاء وقد قالت مقولتها المشهورة (جبلة للعيش وصنعاء للجيش ) ومن مآثرها جامع الملكة أروى ولا يزال قائما حتى يومنا هذا وعمره الآن قرابة الألف سنة وله منارتان المبنية من الطوب الأحمر جديدة عمرها 350 سنة والمسجد الآن ومع الأسف الشديد فيه المتسولون ويدعي أحدهم أنه إمام المسجد والغريب أنه يطرد المتسولين فإذا خلا له الجو معك طلب المساعدة وفي المسجد مقام للملكة أروى وقد رأيت هنود رجلان وامرأتان يقبلون المقام ويدعون عنده فقلت لهم ورفعت يدي كأني في حال الدعاء وقلت ( دايركت فور الله ) أقصد أن الدعاء يتم توجيه لله مباشرة بدون واسطة فقال لي منتحل شخصية الإمام إنهم شيعة اتركهم فنهرته .... وستلاحظ أن المتسولين يشربون الدخان في أروقة المسجد فناصحناهم فادعى بعضهم أنه خارج المسجد وبعضهم أطفأها هدانا الله وإياهم . وهناك متحف للملكة أروى ( يملكه رجل ) ومعه أولاده يشرحون لك عن محتويات المتحف حتى تصل لسطح ثم تتفرج على المدينة وعند الدخول للمتحف تجد بعض السيديات الخاصة بالمتحف وتاريخ الملكة أروى للبيع والمتحف هو جزء من قصر الملكة أروى وهم يقولون أنه مكون من 360 غرفة بعدد أيام السنة والملكة تنام في كل ليلة في غرفة وهذا الكلام برأيي غير صحيحح لأن عدد أيام السنة 365 يوم هذا أولا وثانيا النوافذ الموجودة حاليا 19 نافذة وهي تمثل إحدى واجهات القصر الكبيرة فلما قلت لهم ذلك قالوا قد تهدم معظمه وأقول لعله إلتبس عليهم ذلك مع ملكة سبأ حيث ورد في تفسير ابن كثير أن قصرها بعدد أيام السنة وكل يوم تسقط أشعة الشمس من نافذة يسجدون لها وهو من الاسرائيليات التي لا تصدق ولاتكذب والله أعلم . وفي الملكة أروى يقول شاعر اليمن الكبير محمد أحمد منصور وهو من أعضاء مجلس الشعب :
صنعتْ للبلاد ما عجزت بالأمس عنه العمائم البيضاءُ
ليت أهل اللحى الطويلة تبني ما بنته الضفائر السوداءُ
كم أقامت مدارسا شامخات نهلت من علومها الأبناءُ
تلك أروى في مفرق الدهر تاج تتحدى بها الرجالَ النساءُ
محافظة تعز :
وهي مدينة جميلة مررناها مرور الكرام وهي مدينة صناعية .
محافظة عدن :
وتقع على بحر العرب وهي قابعة على جبال بركانية محاطة بالجبال من ثلاث جهات تسمى جبال كريكر وستلاحظ عند الدخول لها والتجول في شوارعها النظام والانضباط في الحركة المرورية عكس العاصمة صنعاء والأماكن التي تزار فيها :
1- الكورنيش ويسمى خور المكسر
2- شارع الساحل الذهبي
3- وأجمل وأعجب ما رأينا في عدن الصهاريج وهي من أعظم البناء الهندسي وهي خزانات ضخمة لحفظ مياه الأمطار وتصريفها على المدينة وتختلف سعتها لأنها مبنية في شق بين الجبال لجمع المياه حيث يبلغ سعة أكبرها 4 مليون جالون أخبرنا بذلك أحد المهتمين بذلك وهو من أهل شبوة وقد أخبرنا أنه عندما كان صغيرا يأتي لهذ المكان حيث كان جميلا والناس مهتمون به كثيرا ... وسترى طرق حفظ المياه بحيث إذا امتلأ خزان أفرغ للذي يليه وهكذا والزائد ينتهي للبحر وتتعجب من طرق تغذية آبار المدينة من هذه الصهاريج الضخمة والذي قام ببناء تلك الصهاريج ملكة سبأ حينما جاءت لعدن في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وعندما شاهدت أن مياه الأمطار لا يستفاد منها وتذهب للبحر فأمرت ببناء الصهاريج لحفظ مياه الأمطار وتصريفها على المدينة وقد قام البريطانيون أثناء استعمار عدن بترميمها بين عامي ( 1854-1899م ) لثمانية عشر صهريج وسعتها جميعا مايقارب عشرين مليون جالون .... وهي الآن حديقة جميلة تستحق الزيارة .
4- المتحف وفيه سيارات وبعض الآلات التي استخدما البريطانيون أثناء الاستعمار .
الحديدة :
وهي مدينة بحرية صغيرة أنصح بالنوم فيها إذا كنت قادما من منفذ الطوال حيث تبعد عنه 200 كم تقريبا وتحتاج منك ثلاث ساعات تقريبا.
المسافات بين المدن اليمنية من واقع عداد السيارة
الطوال ــــــــــــ الحديدة 200 كم
الحديدة ـــــــــــــــــ صنعاء 260كم
صنعاء ــــــــــــــــ إب 180كم
إب ــــــــــــــــ تعز 52 كم
تعز ــــــــــــــــ عدن 160كم
عدن إلى الطوال عن طريق تعز الحديدة طريق ( الساحل بعيدا عن الجبال ) 644كم
ملاحظات هامة جدا جدا
1-أهم نصيحة أقدمها لك ألا تسير في الليل بين المدن .... كن منتبها أثناء السير فالتحويلات في الطريق مفاجئة جدا لا تجد لوحات تنبهك لما سيأتي وإن وجدت فستقول لك ( انتبه أخطار منتوعة ) إذا أقبلت على بلدة تمهل في السير فسترى عجبا من السيارات والدبابات والعربات التي تجرها الحمير ووووو ,,,,, وهم يمشون بالبركة ومع كل ما ذكرت لم نر إلا حادثا واحدا بسيطا
2- سعر صرف الريال السعودي بـ 52,90 ريال يماني ومحلات الصرافة في كل مكان وأنصح بالصرف من المنفذ الحدودي نفقة للطريق ثم اصرف من المدن التي تصل إليها حسب حاجتك .
3- كثرة المتسولين بشكل غريب جدا ,,, وستعرف ذلك عندما تصل هناك حيث أن الناس يعانون من الفقر المدقع فتذكر ياأخي نعمة الله عليك .
4- يجب أن تصطحب معك ( دفتر التربتك ) وإلا سيرهنون جوازك عندهم ويعطونك وصل .
5- زجاج السيارات المضللة يشددون على ذلك فاحرص على أن تفتح الزجاج عند كل نقطة تفتيش حيث أن الجندي ينظر إلى داخل السيارة وقد واجهنا ذلك حيث أوقفنا أحدهم وطلب منا نزع التضليل وهو في كول ومن هنا وهناك أعطيناه 14 ريال سعودي ومشانا .
6- شعار السائقين في اليمن بشكل عام ومن خلال قيادتي للسيارة هناك ........ (انظر أمامك وتحرر من نظامك ) .
7- جميع الخطوط سيد واحد إلا إذا أقبلت على المدن بمدة يسيرة .
8- إن كان طريقك على وادي الدواسر فستمر على مدينة الخرج وبين الخرج والرياض مصانع لتعبئة التمور وتبيع أجود أنواع التمور بثمن بخس .... اقترح عليك شراء ما تستطيع لتتصدق به في بلاد اليمن .
أسوأ ما رأينا هناك اهتمام الناس بالقات زراعة وبيعا وشراء وانتشارا بشكل ملفت للإنتباه بين الكبار والصغار والنساء والرجال حتى أنك تجد في الأماكن العامة بما يسمى ( لوكنده ) للمقيل والرحة والنوم .... حتى يقول شاعرهم :
القات القات جنني
أول عود ياطعماه
آخر عود ياجِنّة
هداهنا الله وإياهم لما يحب ويرضاه ..... علما أن أرضهم خصبة ولو استثمرت بشكل صحيح لاستفادوا منها وأفادوا دول الخليج بمنتجاتهم حيث يوجد عندهم 26 نوعا من العنب وأكلتُ كرزا يضاهي كرز الشام وكمثرى ومشمش وخوخ ورمان فسبحان الله .
وأجمل ما رأينا تحجب النساء في الأسواق والشوارع والأماكن العامة
كتبه أبو عبدالرحمن
29/7/1428هـ
12/8/2007م
المراجع :
1. البدر المزيل للحزَن في فضل اليمن ومحاسن صنعاء ذات المنن .للشيخ عبدالواسع بن يحى الواسعي .
2. نشرة حول تاريخ عدن بقلم خالد عبدالله رباطي مدير عام صهاريج عدن التاريخية
3. مساجد صنعاء جمع وإحصاء القاضي محمد بن أحمد الحجري .
4. تاريخ الملكة أروى للأستاذ أحمد حمود دهموش .
5. بعض المعلومات من المرشدين .
6. مشاهداتي .
المفضلات