مدينة المهدية التونسية.. عاصمة التاريخ و الجمال
تزخر الجمهورية التونسية بالعديد من المدن العريقة سياحياً أو تاريخياً أو كليهما. ومن هذه المدن مدينة "المهدية" ذات الماضي العريق التي عرفت قديماً برأس أفريقيا. فقد كانت ميناءً فينيقياً قديماً، وتلت قرطاج ثم القيروان كعاصمة لتونس في القرن العاشر الميلادي. وتم تشييد هذه المدينة على شبه جزيرة تمتد في البحر الأبيض المتوسط شرق تونس، وتستمد بهاءها من بحرها الجميل و شواطئها الخلاّبة، ومدينتها العتيقة التي تتسم بحركيّة دائمة وتجارة لا تنقطع.
ومدينة المهدية، التي تبعد نحو 65 كيلو متراً إلى الجنوب من مدينة سوسة و50 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة المنستير، تشتهر كوجهة سياحية رئيسية وكمدينة لصيد البحر و نسج الحرير. وتحتل المهدية المرتبة السادسة من حيث عدد السياح القادمين إلى تونس إذ يزورها سنوياً نحو 10 % من إجمالي السياح المقدرين بأكثر من خمسة ملايين سائح.
ذاكرة المهدية العاصمة
أما كيف أصبحت المهدية إحدى عواصم تونس تاريخياً، فيعود ذلك إلى أنه عندما غادر عبيد الله المهدي مدينة القيروان سنة 912 المجتمع ، قرّر أن يختار مدينة أخرى تكون عاصمة لملكه. وحسبما تذكر الروايات، فقد أشار عليه الخبراء بأن يقيم عاصمته على شبه الجزيرة التي كانت ميناءً قديماً للقرطاجنِّيين. فأقام على ذلك الموقع عاصمته هذه، التي اختار لها اسم المهديّة، وشيّد حولها الأسوار، وجعل عند مدخلها بواّبة ضخمة، تحمل حاليّا اسم "السقيفة الكحلة" أي المظلمة.
وقد حوت المدينة في عهد عبيد الله المهدي، كغيرها من المدن التي أسسها المسلمون في مختلف الأمصار، مركز الخلافة وقصر الخليفة والمسجد الجامع ودواوين السلطة والدكاكين ومحلات الحرفيّين مثل النسّاجين والحدّادين والصاغة. إلا أنه كان على كل هؤلاء العاملين المبيت في حيّ خارج أسوار المدينة يدعى "الزويلة".
وقد عرفت المهديّة حياة فكريّة وفنيّة مزدهرة، لكن الفاطميّين الذين أضعفتهم الثورات العديدة التي قامت ضدّهم، فضّلوا الهروب من تونس وتأسيس مدينة القاهرة سنة 973م في مصر. وقد تعرضت المهديّة لهجمات النورمان من صقلية، وفرسان مالطا ، إلى حين قيام الدولة الحفصيّة سنة 1234م، والمراديّة سنة 1612م، والحسينيّة سنة 1705م، لتنعم عندها بالاستقرار. وقد أدى وصول دفعات من الأندلسيّين والقادمين من الأناضول، إلى إثراء ثقافة المدينة وتقاليدها.
سوق علي بابا
تتحوّل بوابة السقيفة الكحلة إلى سوق علي بابا ، الشبيه بذلك الذي ورد في قصص ألف ليلة وليلة. وأثناء السوق الأسبوعية التي تقام يوم الجمعة في المدينة، يعرض النساء اللّواتي يشتغلن بالحياكة والتطريز والنسيج، منتجاتهنّ من الملابس التقليديّة الغاية في الجمال، ومنسوجاتهن المصنوعة من الحرير المذّهب، ومصوغاتهن التقليدية ذات التصاميم المتنوعة. وتمثل زيارة هذه السوق فرصة للإطّلاع على هذه الصناعات التقليديّة النسويّة، التي تمثّل إحدى العلامات المميّزة للصناعات التقليديّة التونسيّة.
ويحتل التزيين الداخلي للمنازل التونسية مكاناً بارزاً في المهديّة بشكل خاص، حيث تصبح تحفة حقيقية، ويبدو ذلك واضحاً في منازل الأثرياء، خصوصاً في نهج الحمزوات الذي به العديد من المنازل الجميلة المبنيّة في أوائل القرن العشرين الميلادي من قبل أفراد عائلة واحدة. وتتميز المهديّة بذلك البهاء التقليدي المميّز للمدن البحريّة، فهي تضم ميناء صيد بحري يعد أحد أهم الموانيء في تونس، ويختصّ بصيد سمك الساردين بالاعتماد على الأضواء ليلاً، ممّا يجعل ليالي الصيف في هذا المدينة تتحوّل عند مغادرة سفن الصيد باتجاه البحر، إلى مناسبات فرح جميلة، حيث ينار الميناء والبحر بآلاف المصابيح، ويصبح شاطيء المدينة محل حركة كبيرة عند خيوط الفجر الأولى في أيّام فصل الصيف، ويخترق جنباته صراخ باعة السمك، ووصول مئات الصناديق من سمك الساردين و الأنشوّجة، التي تم صيدها في أعالي البحار.
الإجازة في المهدية
تملك مدينة المهديّة كلّ ما يلزم لتسحر زائريها عند قدومهم إليها لقضاء الإجازة، مثل مينائها الكبير، ومدينتها العتيقة اللصيقة بموج البحر، وأجوائها التقليديّة، و شواطئها الرائعة، والعديد من الفنادق الحديثة التي جعلت منها منطقة سياحيّة جذابة. وتضم مدينة المهدية، رغم صغرها، أكثر من خمسة وعشرين فندقاً من الفنادق الحديثة التي تتراوح مابين 3- 5 نجوم، مما يتيح للسائح مدى جيداً للاختيار حسب مقدرته المالية. فمن فنادق الخمس نجوم؛ نجد فندق المهدية ميليا المرادي، والمهدية بالاس، وفينشي نور بالاس. أما فنادق الأربع نجوم فمنها، فندق ماجيك لايف، وإيبروستارفاتيمي، وفينكس المهدية، وريو المنصور، وتلاسا المهدية. كما توجد في المدينة العديد من المطاعم الفاخرة مثل نبتون، إسبادرن، وليدو.
وتتيح المهدية لزوارها السياحة العلاجية والثقافية والرياضية. فبالنسبة للسياحة العلاجية، فإن مدينة المهديّة تعد مقصداً مثالياً لمن يرغبون في المعالجة بمياه البحر، وفيها حالياً مركزان صحيان مندمجان في فندقين أحدهما من فئة أربع نجوم والآخر من فئة الخمس نجوم. وبالنسبة للسياحة الثقافية، فإن المدينة تحتوي على العديد من المعالم الثقافية مثل متحف المهدية الإقليمي ومتحف سلكتا، وبرج المهدية الذي هو عبارة عن قلعة تعود للقرن السادس عشر الميلادي. أما بالنسبة للسياحة الرياضية، فعلى بعد خمسين كيلومتراً من المدينة، يجد محبو رياضة الجولف ضالتهم في ملعبي الجولف في مدينة المنستير، وهما الفلامينجو جولف والبالم لينكس.مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- مساعدة انسانية
- مركزللزراعه الشعر
- أرجو من الجميع الدخول والمشاركة
- سؤااال
- هل يوجد قسم خاص لاثيوبيا ؟
- الاردن من تبوك او القريات
- الي خبراء صنعا مع التحيه
- اسعفونا بمعلومات عن تونس الخضراء
- محتاج لمعلومات على صفاقس بسرعه ارجوكم
- مطعم بخاري
- استفسار عن السفر الي تونس
- افتتاح فرع ثالث لمصرف الراجحي في عمان
- استفسار
- دعوة لزيارة ايران بلاد ممتازة للسياحة والزيارة
- دليل المطاعم في الأردن من اخوكم مافيني شي
- ما الذي أصاب اليمنية؟؟؟؟؟
- خبراء السفـر الى ايــران الرجاء المساعدة
- من السعوديه الى الاردن الى سوريا الى لبنان
- الاكلات الشعبية في الحزائر
- هل يوجد نقل جماعى فى عمان؟
المفضلات